حديث: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء أن الإسلام يهدم ما كان قبله
ونزل: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾ [سورة الزمر: ٥٣].
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٨١٠)، ومسلم في الإيمان (١٢٢) كلاهما عن ابن جريج، قال: أخبرني يعلي بن مسلم، أنّه سمع سعيد بن جبير يحدّث عن ابن عباس، فذكره.
![عن ابن عباس: أنّ ناسًا من أهل الشّرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمّدًا ﷺ فقالوا: إنّ الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تُخبرنا أنّ لما عملنا كفّارةً، فنزلت: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ﴾ [سورة الفرقان: ٦٨]،
ونزل: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾ [سورة الزمر: ٥٣]. عن ابن عباس: أنّ ناسًا من أهل الشّرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمّدًا ﷺ فقالوا: إنّ الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تُخبرنا أنّ لما عملنا كفّارةً، فنزلت: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ﴾ [سورة الفرقان: ٦٨]،
ونزل: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾ [سورة الزمر: ٥٣].](img/Hadith/hadith_164.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد، حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح لنا أبواب رحمته وفضله.
هذا الحديث حديث عظيم له قصة عجيبة ومعنى جليل، يدل على سعة رحمة الله تعالى وعظيم عفوه، حتى لمن بلغت ذنوبه عنان السماء.
وأقول مستعيناً بالله:
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● ناس من أهل الشِّرك: أي جماعة من المشركين الذين كانوا يعبدون الأصنام.
● قتلوا وأكثروا: أي ارتكبوا القتل بغير حق، وكثَّروا منه.
● وزنوا وأكثروا: أي فعلوا الفاحشة (الزنا)، وتكرر ذلك منهم.
● لحسن: أي جميل وطيب.
● كفَّارة: ما يُكَفِّر الذنب ويُغطيه ويمحوه.
● نزلت: أي أُنزلت آيات من القرآن من الله تعالى إلى النبي ﷺ بواسطة جبريل عليه السلام.
ثانياً. القصة والمعنى الإجمالي:
يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن مجموعة من المشركين، قد ارتكبوا ذنوباً عظيمة في جاهليتهم، من القتل بغير حق والزنا، وكانوا قد أسرفوا في ذلك أيما إسراف. فلما سمعوا دعوة النبي ﷺ إلى الإسلام وتوحيد الله، أعجبهم ما سمعوه من حسن هذا الدين وعدله، ولكنهم توقفوا بسبب ذنوبهم الكبيرة التي لا تُحصى، وخافوا ألا يقبلهم الله أو أن يُعذَّبوا عليها. فجاؤوا إلى النبي ﷺ متسائلين بأمل: هل يوجد لهذه الذنوب التي فعلناها كفارة أو مغفرة؟!
فأنزل الله تعالى رداً عليهم، ومواساة لهم، ولكل من يشعر بثقل ذنوبه، آيات بينات تحمل بشرى عظيمة، منها:
- قوله تعالى في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان: 68]. فبيَّن الله صفات عباد الرحمن الذين يستحقون جنته، وأنهم يجتنبون هذه الكبائر.
- ثم أنزل الله الآية العظيمة في سورة الزمر التي هي ردا مباشرا على سؤالهم ويأسهم، فقال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
فالمعنى الإجمالي: أن الله تعالى يبشر كل من أسرف على نفسه بالذنوب، مهما عظمت، أن لا يقنط من رحمة الله، ولا ييأس من المغفرة، ما دام حياً وقبل أن تطلع الشمس من مغربها (أي قبل قيام الساعة)، شريطة أن يتوب توبة نصوحاً صادقة.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- سعة رحمة الله وعفوه: إن رحمة الله وسعت كل شيء، وهي تغلب غضبه. فلا ذنب أكبر من أن يعفوا عنه الله إذا تاب العبد تاب عليه.
2- التوبة تجب ما قبلها: إذا أسلم الكافر أو تاب العاصي توبة نصوحاً، فإن الله يغفر له جميع ذنوبه السابقة، حتى الشرك والقتل والزنا، ويبدأ صفحة جديدة بيضاء نقية. قال تعالى: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: 38].
3- تحريم القنوط من رحمة الله: اليأس من روح الله من كبائر الذنوب، وهو من صفات الكفار. قال تعالى: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].
4- الدعوة باللين والرحمة: طريقة استقبال النبي ﷺ لهؤلاء المشركين رغم جرائمهم، وإبلاغهم بشرع الله دون توبيخ أو تقريع، يعلمنا أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وفتح باب الأمل للتائبين.
5- التفريق بين حال الكفر والإسلام: الذنوب في الكفر أعظم وأكبر، ولكن المغفرة بالإسلام أعظم وأكبر كذلك. فما كان قبل الإسلام فهو تحت المشيئة إذا لم يتب منه قبل الإسلام، ولكن من تاب وأسلم غفر له كل شيء.
رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:
- هذه الآيات {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا...} تسمى "آية السعة" أو "آية الأشربة"، وهي من أعظم آيات الرحمة والأمل في القرآن الكريم.
- التوبة النصوح شروطها: الإقلاع عن الذنب فوراً، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة، ورد المظالم إلى أهلها إن كانت تتعلق بحقوق العباد.
- قصة إسلام هؤلاء النفر تدل على أن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء، فلا ينبغي لنا أن نيأس من هداية أي إنسان، مهما بلغت معاصيه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحس
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 143 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 118 النبي ﷺ يدعو أبا طالب لقول لا إله إلا الله...
- 119 «قل: لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة»
- 120 الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد
- 121 الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه
- 122 سبب نزول آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه
- 123 قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا
- 124 أي رب إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه الله...
- 125 يُخرَج رجلان من النار فيؤمر بهما إليها
- 126 أنا عند ظن عبدي بي
- 127 إذا خافني في الدنيا أمّنته يوم القيامة
- 128 وما يدريك أن الله أكرمه
- 129 أحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف
- 130 لم يعمل حسنة قط فحرقوه ثم اذروه في البر والبحر
- 131 جمعه اللَّه فقال لم فعلت قال خشيتُك فغفر له
- 132 المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن...
- 133 أسلم وإن كنت كارهًا
- 134 معنى إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار
- 135 معنى وقتاله كفر
- 136 لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 137 ويلكم لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 138 مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي
- 139 ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم...
- 140 أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
- 141 الطّعن في النَّسب والنّياحة على الميّت
- 142 ثلاث من عمل أهل الجاهلية لا يتركهن أهل الإسلام
- 143 إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن
- 144 من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية
- 145 أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن...
- 146 أسلمت على ما سلف من خير
- 147 كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل...
- 148 ابن جدعان كان يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ينفعه؟
- 149 إن أباك أراد أمرًا فأدركه
- 150 بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ غريبًا فطوبى للغرباء
- 151 الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ
- 152 يأرز الإيمان بين هذين المسجدين كما تأرز الحيّة في جحرها
- 153 فطوبى للغرباء الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس
- 154 طوبى للغرباء أناس صالحون في أناس سوء كثير
- 155 إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء
- 156 نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف...
- 157 طلوع الشمس من مغربها
- 158 ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها
- 159 الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش
- 160 إخوانكم خوَلُكم جعلهم الله تحت أيديكم
- 161 إذا ساءتك سيِّئتُك وسرّتك حسنتُك فأنت مؤمن
- 162 أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
- 163 هي النخلة مثل المسلم لا يسقط ورقها
- 164 لا تقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله
- 165 أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟
- 166 كيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟
- 167 من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما
معلومات عن حديث: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن
📜 حديث: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








