حديث: أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب بيان إطلاق اسم الكفر من قال: مُطرنا بالنّوء
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٧٣) عن عباس بن عبد العظيم العنبريّ، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة (وهو ابن عمار)، حدثنا أبو زُميل، قال: حدثني ابن عباس، فذكره.
![عن ابن عباس قال: مُطِرَ الناس على عهد النبيّ ﷺ، فقال النبيُّ ﷺ: «أصبح من الناس شاكرٌ، ومنهم كافرٌ، قَالُوا: هذه رحمة اللَّه، وقال بعضهم: لقد صدق نوءُ كذا وكذا». فنزلت هذه الآية ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ حتى بلغ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [سورة الواقعة: ٧٥ - ٨٢]. عن ابن عباس قال: مُطِرَ الناس على عهد النبيّ ﷺ، فقال النبيُّ ﷺ: «أصبح من الناس شاكرٌ، ومنهم كافرٌ، قَالُوا: هذه رحمة اللَّه، وقال بعضهم: لقد صدق نوءُ كذا وكذا». فنزلت هذه الآية ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ حتى بلغ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ [سورة الواقعة: ٧٥ - ٨٢].](img/Hadith/hadith_161.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه قصة نزول آيات من سورة الواقعة، وهو حديث مليء بالعبر والدروس.
أولاً. نص الحديث وروايته:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: مُطِرَ النَّاسُ علَى عَهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَصْبَحَ مِنَ النَّاسِ شَاكِرٌ، وَمِنْهُمْ كَافِرٌ، قالوا: هذِه رَحْمَةُ اللَّهِ، وَقالَ بَعْضُهُمْ: لقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا وَكَذَا». فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} حتَّى بلغ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}. [صحيح مسلم]
ثانياً. شرح المفردات:
● مُطِرَ النَّاسُ: أي نزل المطر عليهم.
● شَاكِرٌ: المؤمن الذي يعترف بأن المطر من فضل الله ورحمته.
● كَافِرٌ: هنا بمعنى الجاحد لنعمة الله، الكافر بها، وليس بالضرورة الكافر بالله، وإن كان هذا السلوك من صفات الكفار.
● نَوْءُ كَذَا وَكَذَا: "النوء" هو النجم أو الكوكب الذي يظن الناس أن مطرهم جاء بسبب طلوعه أو غروبه، وكانت الجاهلية تعتقد أن الأمطار والرياح تحدث بسبب النجوم.
● فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ: القسم بمواقع النجوم ومنازلها، وهو قسم عظيم ليدل على عظمة ما سيذكره.
● وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ: أي تجعلون شكركم على الرزق (المطر) هو التكذيب بنعمة الله وإضافتها إلى غيره.
ثالثاً. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما أن المطر نزل على الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فانقسم الناس في تعليقهم على هذه النعمة إلى قسمين:
1- الشاكرون: الذين قالوا: "هذه رحمة الله"، فأقرّوا بأنها من فضل الله تعالى ونعمته.
2- الجاحدون (الكافرون بالنعمة): الذين قالوا: "لقد صدق نوء كذا وكذا"، فنسبوا نزول المطر إلى النجوم والكواكب، وجحدوا فضل الله تعالى.
فأنزل الله تعالى الآيات من سورة الواقعة تعقيباً على هذا الموقف، مؤكداً عظمة الله وقدرته، ومبيناً أن هذا الرزق من عنده وحده، ومتوعّداً أولئك الذين يجعلون شكرهم على الرزق هو تكذيبه ونسبته إلى غير الله.
رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- التوحيد أساس القبول: الحديث يوضح الفرق الجوهري بين المؤمن والكافر في نظرته إلى نعم الله. فالمؤمن يرى يد الله في كل شيء، والجاحد ينسب النعم إلى الأسباب الطبيعية أو غيرها.
2- خطورة الشرك الخفي: نسبة الحوادث الطبيعية إلى النجوم والكواكب هو من الشرك في الربوبية، لأنه إضافة فعلٍ إلى غير فاعله الحقيقي، وهو الله تعالى. وهذا من أخطر أنواع الشرك لأنه قد يقع فيه الإنسان من حيث لا يشعر.
3- وجوب شكر الله على النعم: النعم كلها من الله، والواجب على المسلم أن يشكر الله عليها بقلبه ولسانه وجوارحه. وأول شكر النعمة هو الاعتراف بأنها من الله تعالى.
4- بيان حكمة القرآن النازل على الوقائع: كثير من آيات القرآن نزلت معقبة على أحداث ووقائع، مما يوضح معناها ويجعلها حية في نفوس الصحابة والناس أجمعين.
5- عظمة القرآن وإعجازه: جاءت الآيات لتؤكد على عظمة الله وقدرته المطلقة في خلقه للنجوم ومسخّرها، وأنه هو المنفرد بالرزق والإيجاد.
خامساً:
المعلومات الإضافية:● الآيات المذكورة: من قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [سورة الواقعة].
- المعنى: يقسم الله تعالى بمنازل النجوم على عظمة هذا القرآن، ثم يوبخ المشركين الذين يجعلون رزق الله إياهم (من مطر وغيره) سبباً للتكذيب بنعمته ونسبتها إلى غيرهم.
نسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، المعترفين بفضله، المخلصين له في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وأبو زميل هو: سماك بن الوليد الحنفي.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 140 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 115 إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة
- 116 بيعة جرير بن عبد الله على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة...
- 117 الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
- 118 النبي ﷺ يدعو أبا طالب لقول لا إله إلا الله...
- 119 «قل: لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة»
- 120 الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد
- 121 الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه
- 122 سبب نزول آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه
- 123 قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا
- 124 أي رب إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه الله...
- 125 يُخرَج رجلان من النار فيؤمر بهما إليها
- 126 أنا عند ظن عبدي بي
- 127 إذا خافني في الدنيا أمّنته يوم القيامة
- 128 وما يدريك أن الله أكرمه
- 129 أحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف
- 130 لم يعمل حسنة قط فحرقوه ثم اذروه في البر والبحر
- 131 جمعه اللَّه فقال لم فعلت قال خشيتُك فغفر له
- 132 المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن...
- 133 أسلم وإن كنت كارهًا
- 134 معنى إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار
- 135 معنى وقتاله كفر
- 136 لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 137 ويلكم لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 138 مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي
- 139 ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم...
- 140 أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
- 141 الطّعن في النَّسب والنّياحة على الميّت
- 142 ثلاث من عمل أهل الجاهلية لا يتركهن أهل الإسلام
- 143 إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن
- 144 من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية
- 145 أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن...
- 146 أسلمت على ما سلف من خير
- 147 كتب الله له كل حسنة كان أزلفها، ومحيت عنه كل...
- 148 ابن جدعان كان يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ينفعه؟
- 149 إن أباك أراد أمرًا فأدركه
- 150 بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ غريبًا فطوبى للغرباء
- 151 الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ
- 152 يأرز الإيمان بين هذين المسجدين كما تأرز الحيّة في جحرها
- 153 فطوبى للغرباء الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس
- 154 طوبى للغرباء أناس صالحون في أناس سوء كثير
- 155 إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء
- 156 نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف...
- 157 طلوع الشمس من مغربها
- 158 ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها
- 159 الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش
- 160 إخوانكم خوَلُكم جعلهم الله تحت أيديكم
- 161 إذا ساءتك سيِّئتُك وسرّتك حسنتُك فأنت مؤمن
- 162 أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
- 163 هي النخلة مثل المسلم لا يسقط ورقها
- 164 لا تقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله
معلومات عن حديث: أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
📜 حديث: أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








