حديث: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن الإسلام يهدم ما كان قبله

عن ابن مسعود قال: قال رجلٌ: يا رسول اللَّه، أنواخذ بما عملنا في الجاهليّة؟ قال: «من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهليّة، ومن أساء في الإسلام أُخذ بالأول والآخر».

متفق عليه: رواه البخاريّ في استابة المرتدين (٦٩٢١)، ومسلم في الإيمان (١٢٠) كلاهما من حديث منصور، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، فذكر الحديث، ولفظهما سواء.

عن ابن مسعود قال: قال رجلٌ: يا رسول اللَّه، أنواخذ بما عملنا في الجاهليّة؟ قال: «من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهليّة، ومن أساء في الإسلام أُخذ بالأول والآخر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● نُؤاخَذُ: نُعَاقَبُ ونُحَاسَبُ.
● في الجاهلية: أي قبل الإسلام، ويقصد بها الفترة التي سبقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
● أَحْسَنَ في الإسلام: أقام شرائع الإسلام، وآمن وعمل صالحًا، واجتنب الكبائر.
● أساء في الإسلام: ارتكب المعاصي والذنوب، ولم يلتزم بأحكام الإسلام.
● أُخِذَ بالأول والآخر: حوسب وعوقب على أعماله في الجاهلية بالإضافة إلى أعماله في الإسلام.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم أعماله التي فعلها في الجاهلية قبل إسلامه، وهل سيحاسب عليها؟ فيجيب النبي صلى الله عليه وسلم بأن من دخل في الإسلام وحَسُن إسلامه، فإن الله تعالى يتجاوز عنه ما فعله في الجاهلية من ذنوب ومعاصٍ، ويكتب له الأجر على حسناته السابقة إن كانت خالصة لوجه الله. أما من أساء في الإسلام بارتكاب المعاصي والذنوب، فإنه يحاسب على أعماله في الجاهلية بالإضافة إلى ما فعله في الإسلام، وذلك لأن إساءته في الإسلام تدل على عدم صدق توبته وعدم استقامته.

3. الدروس المستفادة منه:


● سعة رحمة الله تعالى: حيث يعفو عن ذنوب الجاهلية لمن دخل في الإسلام وأحسن العمل.
● التوبة تمحو ما قبلها: فمن تاب إلى الله توبة نصوحًا، فإن الله يتوب عليه ويغفر ذنوبه جميعًا.
● الاستمرار في الطاعة بعد الإسلام: إذ أن إحسان العمل في الإسلام هو سبب العفو عن الماضي.
● التحذير من التساهل في المعاصي بعد الإسلام: لأن ذلك قد يؤدي إلى محاسبة المرء على ذنوب قديمة ظن أنها مُغْتَفَرَة.
● الحديث يدل على أن الإسلام يقطع ما قبله: لكن هذا مشروط بالاستمرار في الصلاح والاستقامة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها.
- يستدل به العلماء على أن الكافر إذا أسلم، فإن الإسلام يجُبُّ ما قبله من الذنوب، كما قال الله تعالى: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ} (الأنفال: 38).
- لكن ينبغي للمسلم أن يحذر من الرجوع إلى الذنوب بعد الإسلام، لأن ذلك قد يجعله عرضة للمؤاخذة على ما سبق.
- الحديث يبعث على الأمل والتفاؤل لمن دخل في الإسلام حديثًا، ويحثه على المضي قدمًا في الطاعات والبعد عن المعاصي.
أسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا، ويتجاوز عن سيئاتنا، ويوفقنا للإحسان في القول والعمل. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في استابة المرتدين (٦٩٢١)، ومسلم في الإيمان (١٢٠) كلاهما من حديث منصور، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، فذكر الحديث، ولفظهما سواء.
والإساءة معناها هنا: الكفر والشّرك، فمن أشرك باللَّه وكفر به بعد إسلامه أخذ بالجاهلية
والإسلام، وإلَّا فلا؛ لأنَّ اللَّه تعالى يقول: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ﴾ [سورة الأنفال: ٣٨]، وفي حديث عمرو بن العاص السَّابق: «إنّ الإسلام يهدم ما كان قبله».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 144 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية

  • 📜 حديث: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب