من صمت نجا

حديث: من صمت نجا

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ﷺ: «من صمتَ نجا».

حسن: رواه الترمذي (٢٥٠١) عن قتيبة بن سعيد، وابن المبارك في الزهد (٣٨٥)، وعبد الله بن وهب في الجامع (٣٠٢)، ثلاثتُهم عن ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ﷺ: «من صمتَ نجا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث «من صمتَ نجا» من الأحاديث العظيمة التي تحمل حكمة بالغة وتوجيهاً نبوياً قيماً في حفظ اللسان والتحلي بالصمت فيما لا يفيد. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث وفق الكتب المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة:

1. شرح المفردات:

● صمَتَ: السكوت وترك الكلام فيما لا خير فيه، أو الكلام بغير فائدة.
● نَجَا: نجا من الشرور والآثام والعقوبات، وفاز بالسلامة في الدنيا والآخرة.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث رواه الإمام الترمذي في سننه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما، وهو حديث صحيح أو حسن بشواهده. والمعنى العام للحديث أن من يحفظ لسانه ويصمت عن الكلام الباطل أو الضار أو الذي لا فائدة منه، فإنه ينجو من المهالك والمصائب التي قد تنتج عن الكلام غير المسؤول.
والصمت هنا ليس مطلق السكوت، بل هو الصمت عن الباطل واللغو والفحش والغيبة والنميمة والكذب وغيرها من آفات اللسان. وقد جاءت نصوص كثيرة تحث على حفظ اللسان، منها قول النبي ﷺ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» (متفق عليه). فالصمت وسيلة للسلامة من الإثم، وهو طريق للتفكر والتدبر، وحفظ للوقت والجهد.

3. الدروس المستفادة منه:

● حفظ اللسان من أعظم القربات: فالإنسان قد يهلك بكلمة واحدة يقولها بغير روية، كما قال ﷺ: «إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب» (متفق عليه).
● الصمت وقاية من الشرور: فالكلام الزائد أو غير المفيد قد يؤدي إلى الخصومات والعداوات، أو الوقوع في المعاصي.
● الصمت يعين على التفكر والعبادة: فالسكوت يساعد القلب على الخشوع والذكر، ويبعد عن اللهو واللغو.
● الصمت علامة على الحكمة: كما قيل: "إذا تم العقل نقص الكلام"، والصمت في وقته من الحكمة، كما أن الكلام في وقته من القوة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تحث على ضبط اللسان، مثل: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (رواه الترمذي وحسنه).
- الصمت لا يعني عدم الكلام في الخير أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل المقصود هو تجنب الكلام الضار أو غير المفيد.
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين الصمت والكلام، فيتكلم حيث يجب الكلام، ويصمت حيث يجب الصمت، عملاً بقوله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} [الإسراء: 36].
نسأل الله أن يعيننا على حفظ ألسنتنا، وأن يجعلنا من الذين يقولون خيراً أو يصمتون، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٥٠١) عن قتيبة بن سعيد، وابن المبارك في الزهد (٣٨٥)، وعبد الله بن وهب في الجامع (٣٠٢)، ثلاثتُهم عن ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن لهيعة فإنه متكلم فيه، لكن رواية ابن المبارك وابن وهب وقتيبة بن سعيد عنه حسنة، وهذا منها.
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة».
قال الأعظمي: وليس كما قال بل توبع ابن لهيعة.
رواه ابن وهب في الجامع (٣٠٢)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (١٤/ ٨٧) عن عمرو بن الحارث، حدثنا يزيد بن عمرو المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلّي، عن عبد الله بن عمرو به مثله.
قال المنذري في الترغيب (٤٣٥٩): «رواه الطبراني ورواته ثقات».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 654 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من صمت نجا

📜 حديث: من صمت نجا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من صمت نجا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من صمت نجا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من صمت نجا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية