حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في حفظ اللسان

عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين ما فيها، يهوي بها في النار، أبعد ما بين المشرق والمغرب».

متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (٦٤٧٧)، ومسلم في الزهد (٢٩٨٨) كلاهما من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين ما فيها، يهوي بها في النار، أبعد ما بين المشرق والمغرب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، يحمل تحذيرًا عظيمًا من خطر اللسان وعواقب الكلام. وإليك الشرح المفصل له:

1. شرح المفردات:


● «يتبين»: أي يتأمل ويتفكر في عاقبتها وخطرها.
● «يهوي بها»: يسقط ويهبط بسببها.
● «أبعد ما بين المشرق والمغرب»: كناية عن البعد الشاسع، مما يدل على عمق الهوة وسعة العقوبة.

2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ أن المسلم قد يتكلم بكلمة لا يعطيها وزنًا ولا يتفكر في عاقبتها، ولا يظن أنها تؤثر في دينه أو مصيره، فيقولها استهتارًا أو غضبًا أو سخرية، فتكون سببًا في دخوله النار - والعياذ بالله - رغم أنها قد تبدو صغيرة في عينيه.
والكلمة هنا泛指 أي قول يمكن أن يكون كفرًا أو شركًا أو سبًا للدين أو استهزاءً بالله أو رسوله أو بآياته، أو غيبة أو نميمة أو كذبًا أو فحشًا، مما يحبط العمل أو يفسد القلب أو يؤذي المسلمين.
وقوله: «أبعد ما بين المشرق والمغرب» توكيدٌ على خطورة هذه الكلمة وعظم عقوبتها، فكما أن المسافة بين المشرق والمغرب بعيدة جدًا، كذلك بعد هذا الشخص عن الجنة وسقوطه في النار بسبب كلمة واحدة قد يقولها بلا وعي.

3. الدروس المستفادة:


● وجوب حفظ اللسان: فالإسلام يحث على الصمت إلا في الخير، قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18].
● التفكر قبل الكلام: فلا ينبغي للمسلم أن يتكلم إلا بعد أن يتأكد من سلامة كلامه من المخالفات الشرعية.
● خطورة الكلمة: قد تكون الكلمة سببًا في سعادة المرء أو شقائه، في الدنيا والآخرة.
● التربية على تقوى الله في القول والعمل: فالكلمة مسؤولية، وقد قال النبي ﷺ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت».

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يندرج تحت باب "الزجر عن الهوى والغضب"، لأن كثيرًا من الكلمات الضارة تصدر في حال الغضب أو الانفعال.
- ينبغي للمسلم أن يستعيذ بالله من شر لسانه، ويسأل الله أن يوفقه للقول السديد.
- الكلمة الطيبة صدقة، كما أن الكلمة الخبيثة قد تكون وبالاً على صاحبها.
نسأل الله أن يحفظ ألسنتنا من كل ما يغضبه، وأن يجعلنا من الذين يقولون خيرًا فيُغنموا، أو يسكتون فيسلموا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٤٧٧)، ومسلم في الزهد (٢٩٨٨) كلاهما من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، قال: فذكره. واللفظ لمسلم، ولم يذكر البخاري: «والمغرب».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 647 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار

  • 📜 حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب