حديث: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حسن البيان والشعر والرجز والحداء

عن سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع النبي ﷺ إلى خيبر، فسرنا ليلا، فقال
رجل من القوم لعامر: يا عامر! ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلا حدَّاء، فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اتقينا ... وثَبِّت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا ... إنا إذا صيح بنا أبينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله ﷺ: «من هذا السائق؟» قالوا: عامر بن الأكوع. قال: «يرحمه الله» قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لولا أمتعتنا به؟ فذكر الحديث.
وفيه: فلما تصاف القوم كان سيف عامر قصيرا، فتناول به ساق يهودي ليضربه، ويرجع ذباب سيفه، فأصاب عين ركبة عامر، فمات منه. قال: فلما قفلوا، قال سلمة: رآني رسول الله ﷺ وهو آخذ بيدي، قال: «ما لك؟» قلت له: فداك أبي وأمي! زعموا أن عامرا حبط عمله؟ قال النبي ﷺ: «كذب من قاله، إن لي لأجرين - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهِدٌ مجاهد، قَلَّ عربي مشى بها مثله».

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤١٩٦) ورواه مسلم في الجهاد (١٨٠٢: ١٢٣) كلاهما من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، فذكره.

عن سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع النبي ﷺ إلى خيبر، فسرنا ليلا، فقال
رجل من القوم لعامر: يا عامر! ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلا حدَّاء، فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اتقينا ... وثَبِّت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا ... إنا إذا صيح بنا أبينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله ﷺ: «من هذا السائق؟» قالوا: عامر بن الأكوع. قال: «يرحمه الله» قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لولا أمتعتنا به؟ فذكر الحديث.
وفيه: فلما تصاف القوم كان سيف عامر قصيرا، فتناول به ساق يهودي ليضربه، ويرجع ذباب سيفه، فأصاب عين ركبة عامر، فمات منه. قال: فلما قفلوا، قال سلمة: رآني رسول الله ﷺ وهو آخذ بيدي، قال: «ما لك؟» قلت له: فداك أبي وأمي! زعموا أن عامرا حبط عمله؟ قال النبي ﷺ: «كذب من قاله، إن لي لأجرين - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهِدٌ مجاهد، قَلَّ عربي مشى بها مثله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة:

1. شرح المفردات:


● حدَّاء: أي رجلاً يُنشد الأناشيد (حداء الإبل) أثناء السير لتشجيعها.
● هنيهاتك: أي أناشيدك وأغانيك.
● فاغفر فداء لك: أي اغفر لنا ذنوبنا، ونحن نفديك بأنفسنا.
● أبينا: أي رفضنا الاستسلام.
● عولوا علينا: أي اعتمدوا على الصياح والضجيج.
● وجبت: أي حَقَّت له الجنة.
● حبط عمله: أي بَطَلَ ثواب عمله بسبب ما قيل من أنه انتحر.
● قَلَّ عربي مشى بها مثله: أي نادرًا ما يوجد عربي بلغ من الشجاعة والإقدام مثله.

2. شرح الحديث:


يصف الحديث أحد أحداث غزوة خيبر، حيث كان الصحابة رضي الله عنهم يسيرون مع النبي ﷺ ليلاً. وكان عامر بن الأكوع (أخو سلمة) رجلاً شجاعًا وماهرًا في إنشاد الحداء، فطلب منه أحد الصحابة أن يسمعهم من أناشيده ليشجعهم أثناء السفر.
فأنشد عامر رضي الله عنه هذه الكلمات التي تحوي معاني الإيمان والتوكل على الله والاستعداد للجهاد، وفيها:
- الاعتراف بأن الهداية والصدقة والصلاة إنما هي بتوفيق الله.
- الدعاء بالمغفرة وثبات الأقدام في القتال.
- طلب السكينة ورفض الاستسلام للعدو.
فلما سمع النبي ﷺ صوته، استفسر عن صاحبه، فلما عرف أنه عامر، دعا له بقوله: «يرحمه الله»، وهي بشارة بدخول الجنة، فقال أحد الصحابة: "وجبت يا نبي الله" أي حَقَّت له الجنة بهذه الدعوة المباركة.
ثم يذكر الحديث أن عامرًا استشهد في المعركة بطريقة غير متعمدة، حيث انعكس سيفه القصير عليه حينما هم بضرب أحد اليهود، فأصاب ركبته ومات من أثر الجرح.
وبعد عودة الجيش، ظن بعض الناس أن عمله حَبِطَ لأنه تسبب في موته بنفسه (كأنه انتحر)، فسأل سلمةُ النبيَّ ﷺ عن ذلك، فأكذب النبي من قال ذلك، وأثنى على عامر ثناءً عظيمًا، وبين أنه مجاهد وسيحصل على أجرين: أجر الجهاد وأجر الصبر على ما أصابه.

3. الدروس المستفادة:


- جواز الإنشاد والحداء أثناء السفر والجهاد إذا كان الكلام طيبًا.
- فضل الدعاء بالثبات والصبر في مواطن الجهاد.
- بيان كرم الله تعالى وعفوه، وأن المجاهدين في سبيل الله مغفور لهم.
- الرد على من يتسرع في الحكم على الناس ويظن سوءًا بأعمال الصالحين.
- أن من مات في سبيل الله فهو شهيد، حتى لو كان بسبب حادث غير متعمد.
- فضل الشهادة في سبيل الله، وأنها تكفر الذنوب وترفع الدرجات.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- عامر بن الأكوع هو أخو سلمة بن الأكوع، وقد كان من الشجعان الأبطال.
- قول النبي ﷺ: «إن لي لأجرين» يدل على مضاعفة الأجر للمجاهد الصادق.
- الحديث يوضح حرص الصحابة على معرفة أحكام الدين وسؤال النبي ﷺ عن كل ما يشكل عليهم.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإيمان والصبر والثبات في سبيله، وأن يجعلنا من المجاهدين في سبيله المُخلصين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤١٩٦) ورواه مسلم في الجهاد (١٨٠٢: ١٢٣) كلاهما من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، فذكره. واللفظ للبخاري، والحديث مذكور بطوله في غزوة خيبر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 676 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

  • 📜 حديث: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب