حديث: معنى: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أن المؤمن يتكلم بخير أو يسكت
متفق عليه: رواه مالك في صفة النبي ﷺ (٢٢) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح الكعبي، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يجمع عدة وصايا عظيمة في إطار الإيمان بالله واليوم الآخر.
الراوي: هو أبو شريح العدوي الكعبي رضي الله عنه، صحابي جليل.
مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 6018)، والإمام مسلم في صحيحه (رقم 47)، وغيرهما.
الشرح المفصل:
# أولاً. شرح المفردات:
● فليصمت: أي فليسكت، من الصمت.
● فليكرم جاره: الإكرام يشمل حسن المعاملة، والتفقد، والبذل، وكف الأذى.
● جائزته: الجائزة هنا هي القِرى والطعام الذي يقدم للضيف في أول قدومه، وهي واجبة.
● يَثوِي: يقيم ويطيل المكث.
● يحرجه: يضيق عليه ويُشعِره بالحرج حتى يضطره لمغادرة بيته.
# ثانياً. شرح الحديث:
ينقسم الحديث إلى ثلاث وصايا كبرى، جعلها النبي صلى الله عليه وسلم من مقتضيات الإيمان الكامل:
1. الوصية الأولى: حفظ اللسان (فليقل خيراً أو ليصمت)
● المعنى: هذه وصية جامعة في آداب الكلام. يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن أن يتحرى في كلامه، فلا يتكلم إلا بالخير، وهو الكلام الطيب النافع، الذي فيه ذكر لله، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو كلمة طيبة تفرج همًا، أو علم ينشر. فإن لم يجد ذلك، فالصمت هو الخيار الآمن، وهو سلامة للإنسان من الوقوع في آفات اللسان كالغيبة والنميمة والكذب والفحش.
● العلاقة بالإيمان: الإيمان الكامل يدفع صاحبه لمراقبة الله في كل كلمة ينطق بها، ويتذكر أنه سيحاسب عليها يوم القيامة.
2. الوصية الثانية: إكرام الجار (فليكرم جاره)
● المعنى: الإكرام هنا شامل لجميع أنواع الحقوق: من رد السلام، وعيادته إذا مرض، ومواساته إذا أصيب بمصيبة، وتحمُّل أذاه، وكف الأذى عنه، وإعانته إذا احتاج.
● العلاقة بالإيمان: الجوار حق عظيم، والإيمان يوجب على المسلم أن يحسن إلى جاره، بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم حسن الجوار من أسباب دخول الجنة.
3. الوصية الثالثة: إكرام الضيف (فليكرم ضيفه)
وهذه الوصية جاءت مفصلة:
● جائزته يوم وليلة: أي حق الضيف الواجب هو أن يقدم له الطعام والشراب والمأوى لمدة يوم وليلة (24 ساعة) من قدومه. وهذا أدنى حق الضيافة وهو واجب على المضيف.
● ضيافته ثلاثة أيام: أي أن الإكرام الكامل والضيافة التامة تكون لمدة ثلاثة أيام. وهذا من الكرم المستحب.
● فما كان بعد ذلك، فهو صدقة: أي إذا زادت مدة إقامة الضيف على ثلاثة أيام، فما يقدمه له المضيف بعد ذلك يعتبر صدقة منه وتبرعًا، وليس حقًا واجبًا على المضيف.
● ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه: يحرم على الضيف أن يطيل الإقامة عند مضيفه إلى درجة يُشعِره فيها بالضيق والحرج والثقل، فيكون سببًا في إزعاجه. وهذا من أدب الضيف الذي يجب أن يراعي مشاعر مضيفه ولا يثقل عليه.
# ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- الربط بين الإيمان والعمل: الحديث يربط بين العقيدة القلبية (الإيمان بالله واليوم الآخر) والسلوك العملي (حفظ اللسان، إكرام الجار، إكرام الضيف). فالإيمان الصادق لا بد أن يثمر عملاً صالحاً وأخلاقاً فاضلة.
2- الحث على سلامة المجتمع: هذه الوصايا الثلاث من أعظم ما يُبني عليه المجتمع المسلم المتآخي المتعاون، الخالي من آفات اللسان وأذى الجيران.
3- التوازن في الحقوق: الحديث يوضح التوازن في حق الضيافة، بحيث لا يُثقل على المضيف، ولا يُبخس حق الضيف. فهو يحدد الحقوق والواجبات لكل طرف.
4- التربية على مكارم الأخلاق: الحديث يدعو إلى الكرم، والجود، وحسن الخلق، والتحكم في اللسان، وهي من أشرف الصفات.
# رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من "الجوامع"، أي الكلمات القليلة التي تحوي معاني كثيرة.
- حق الجار في الإسلام عظيم، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ». (رواه البخاري ومسلم).
- الضيافة من سنن المرسلين وأخلاق العرب الكريمة، وقد أكد الإسلام عليها وجعلها من علامات الإيمان.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين إذا سمعوا القول اتبعوا أحسنه، وأن يعيننا على تطبيق هذه الوصايا النبوية العظيمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه البخاري في الأدب (٦١٣٥) من طريق مالك به.
ورواه البخاري في الأدب (٦٠١٩)، ومسلم في اللقطة (٤٨: ١٤) عقب الحديث (١٧٢٦) كلاهما من طريق الليث، عن سعيد المقبري به أطول منه.
وفي معناه أحاديث أخرى مذكورة في آداب الضيافة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 660 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 635 هذا عبد الله وأنت أم عبد الله
- 636 أبو عبد الرحمن ولم يولد له
- 637 كنية رسول الله ﷺ لصهيب بأبي يحيى
- 638 ركوب النبي على حمار ليعود سعد بن عبادة
- 639 عمر بن الخطاب يقول: إنا في جلجتنا
- 640 وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ
- 641 أحصوا لي كم يلفظ الإسلام
- 642 من ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر
- 643 من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه
- 644 يا بُنَيَّ
- 645 يزعمون أن معه أنهار الماء وجبال الخبز
- 646 الغادر يرفع له لواء يوم القيامة
- 647 إن العبد ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار
- 648 إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه الله بها...
- 649 من يضمن لسانه وفرجه تضمن له الجنة
- 650 من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين...
- 651 من حفظ ما بين فُقميه ورجليه دخل الجنة
- 652 من وقاه الله شر ما بين لحييه ورجليه دخل الجنة
- 653 أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق
- 654 من صمت نجا
- 655 قل ربي الله ثم استقم
- 656 إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن...
- 657 اتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا
- 658 ذرب اللسان على حدته
- 659 لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله
- 660 معنى: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو...
- 661 تقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا، فبكلمة طيبة
- 662 إذا صلى العصر همس
- 663 البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة
- 664 إن من البيان لسحرا
- 665 إِنَّ طولَ صلاة الرجل وقِصَرَ خطبته مَئنَّةٌ من فقهه
- 666 إن من البيان سحرا
- 667 معنى إن من الشعر حكمة
- 668 إن من الشعر حكمة
- 669 إن من البيان سحرا وإن من الشعر حكما
- 670 هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء
- 671 ألا كل شيء ما خلا الله باطل
- 672 رويدا سوقك بالقوارير
- 673 يا أنجشة رويدك سوقك بالقوارير
- 674 أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات
- 675 دميت إصبع رسول الله ﷺ في بعض تلك المشاهد
- 676 اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
- 677 المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه
- 678 لا يقوم من مصلاه حتى تطلع الشمس
- 679 لأن يمتلئ جوف رجل قيحا خير من أن يمتلئ شعرا
- 680 لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ...
- 681 لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا
- 682 كان أبغض الحديث إلى رسول الله ﷺ الشعر
- 683 خذوا الشيطان لأن يمتلئ جوف رجل قيحا خير من أن...
- 684 قال لحسان بن ثابت: اهجهم وجبريل معك
معلومات عن حديث: معنى: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
📜 حديث: معنى: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: معنى: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: معنى: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: معنى: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








