حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن التنابز بالألقاب

عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت هذه الآية في بني سلمة: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ﴾ [الحجرات: ١١] قال: قدم علينا رسول الله ﷺ وليس منا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فجعل النبي ﷺ يقول: «يا فلان» فيقولون: مه
يا رسول الله! إنه يغضب من هذا الاسم، فأنزلت هذه الآية: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾.

صحيح: رواه أبو داود (٤٩٦٢)، والترمذي (٣٢٦٨)، وابن ماجه (٣٧٤١)، وأحمد (١٨٢٨٨)، والحاكم (٤/ ٢٨١، ٢٨٢) كلهم من طريق داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، قال: حدثني أبو جبيرة بن الضحاك، فذكره.

عن أبي جبيرة بن الضحاك قال: فينا نزلت هذه الآية في بني سلمة: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ﴾ [الحجرات: ١١] قال: قدم علينا رسول الله ﷺ وليس منا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فجعل النبي ﷺ يقول: «يا فلان» فيقولون: مه
يا رسول الله! إنه يغضب من هذا الاسم، فأنزلت هذه الآية: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل أبي جبيرة بن الضحاك -رضي الله عنه-، وهو يتعلق ببيان سبب نزول آية من آيات سورة الحجرات، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● بني سلمة: هي قبيلة من قبائل الأنصار في المدينة المنورة، وهم من الخزرج.
● تنابزوا: من النبز، وهو اللقب الذي يُذمُّ به الإنسان، والتنابز هو أن يلقب الشخص أخاه بلقب قبيح يكرهه.
● الألقاب: جمع لقب، وهو الاسم الذي يُطلق على الشخص غير اسمه الحقيقي، سواء كان مدحاً أو ذماً، والمذكور هنا هو السيء منها.
● بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان: أي قَبُحَ هذا الاسم وهو الفسوق (المعصية والخروج عن الطاعة) بعد أن منَّ الله عليكم بالإيمان.
● يغضب من هذا الاسم: أي ينزعج ويغتاظ من النداء به لأنه لقب سيء أو يحمل معنى غير لائق.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي أبو جبيرة بن الضحاك -رضي الله عنه- أن الآية الكريمة من سورة الحجرات: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ نزلت في قبيلتهم (بني سلمة). وكان من عادة العرب في الجاهلية أن يكون للرجل أكثر من اسم، بعضها يحبه وبعضها يكرهه، وقد يكون بعضها سَبَّة أو عيباً.
فلما قدم النبي ﷺ إلى المدينة، وكان بنو سلمة من الأنصار الذين استقبلوه، كان النبي ﷺ ينادي بعضهم بالأسماء التي يعرفها، فيناديه مثلاً: "يا فلان" باحد هذه الألقاب، فيقول أصحابه: "مَهْ يا رسول الله!" أي اكفف عن مناداته بهذا الاسم، فإنه يكرهه ويغضب منه. فأنزل الله تعالى هذه الآية تأديباً للمسلمين وتوجيهاً لهم بعدم مناداة بعضهم البعض بالألقاب السيئة التي تكرهها النفوس.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم التنابز بالألقاب: يحرم على المسلم أن ينادي أخاه المسلم بلقب سيء يكرهه، سواء كان هذا اللقب بسبب عيب في خلقته، أو نسبه، أو عمله، أو أي صفة أخرى.
2- الحفاظ على مشاعر الآخرين: الإسلام دين يراعي مشاعر الناس ويحفظ كرامتهم، فلا يجوز إيذاء المسلم بأي نوع من الأذى اللفظي أو المعنوي.
3- التأدب مع النبي ﷺ: الحديث يظهر أدب الصحابة مع النبي ﷺ حيث كانوا يخبرونه برفق بأن هذا الاسم يُغضب صاحبه، ولم يقولوا له ذلك بعنف أو جفاء.
4- سبب النزول يبين الحكمة: معرفة سبب نزول الآية يساعد في فهم الحكمة التشريعية منها، وهي تجنب ما يسبب الفرقة أو الإيذاء بين المسلمين.
5- التخلص من عادات الجاهلية: الإسلام جاء ليصحح المفاهيم والعادات السيئة التي كانت في الجاهلية، ومنها التنابز بالألقاب.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- الآية الكريمة موجودة في سورة الحجرات، وهي من السور المدنية التي تهتم ببناء المجتمع المسلم وتنظيم العلاقات بين أفراده.
- الحديث يدل على أن التنابز بالألقاب من الأمور التي تغضب الله تعالى، وهي من الفسوق كما نصت الآية.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على تحريم كل ما يؤذي المسلم من كلام، سواء كان سباً أو شتماً أو سخرية.
- من الأدب الإسلامي أن ينادي المسلم أخاه بأحب الأسماء إليه، وأن يتجنب ما يكرهه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على التأدب بآداب الإسلام والتحلي بمكارم الأخلاق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٩٦٢)، والترمذي (٣٢٦٨)، وابن ماجه (٣٧٤١)، وأحمد (١٨٢٨٨)، والحاكم (٤/ ٢٨١، ٢٨٢) كلهم من طريق داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، قال: حدثني أبو جبيرة بن الضحاك، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الترمذي: «حسن صحيح»، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 640 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ

  • 📜 حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب