إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه الله بها درجات

حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه الله بها درجات

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم».

صحيح: رواه البخاري في الرقاق (٦٤٧٨) عن عبد الله بن منير، سمع أبا النضر، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، يعني ابن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي تفضلتم بطلب شرحه هو حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يذكرنا بعظمة خطر الكلمة وأثرها، رواه الإمام البخاري في صحيحه.

شرح المفردات:

● لا يلقي لها بالا: لا يعتبرها مهمة أو لا يهتم بها.
● يرفعه الله بها درجات: يرفع الله تعالى العبد درجات في الجنة.
● من سخط الله: مما يغضب الله تعالى.
● يهوي بها: يسقط وينحدر.

شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن كلمة واحدة قد تكون سببًا في نجاتك وعلوك في الجنة، أو هلاكك وسقوطك في النار، حتى لو لم تكن تقصد ذلك أو تعطها أهمية.
● الجزء الأول: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله..." هذا يشمل أي كلمة طيبة ترضي الله تعالى، مثل: ذكر الله (سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر)، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، كلمة حق، نصيحة، تشجيع، تعليم علم نافع، أو حتى كلمة لطيفة تفرج بها عن مسلم. قد يقولها الإنسان وهو لا يدري قيمتها عند الله، فيكافئه الله عليها برفع درجاته في الجنة.
● الجزء الثاني: "وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله..." وهذا يشمل أي كلمة تغضب الله، مثل: الغيبة، النميمة، السب، الشتم، الكذب، السخرية، الاستهزاء بالدين أو بالآخرين، أو أي قول باطل. قد يتفوه بها الإنسان باستخفاف أو دون تفكير، فلا يلقي لها بالا، فتكون سببًا في دخوله النار – والعياذ بالله –.

الدروس المستفادة والعبر:

1- عظمة خطر اللسان: الحديث يوضح أن اللسان هو أعظم الجوارح خطرًا بعد القلب، فهو ترجمانه، وقد يؤدي صاحبه إلى الجنة أو إلى النار.
2- ضرورة حفظ اللسان: على المسلم أن يعلم أن كل كلمة تنطق بها مُسجلة عليه، كما قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]. فيجب أن يتفكر قبل أن يتكلم.
3- عدم الاستهانة بالصغائر: لا يستخف المسلم بأي عمل صالح، ولو كان كلمة طيبة، فإن الله يجازي عليها. وفي المقابل، لا يستصغر أي معصية، ولو كانت كلمة سوء.
4- الحث على الكلمة الطيبة: الكلمة الطيبة صدقة، وهي سبب للمحبة بين الناس ورفعة عند الله.
5- التحذير من الكلمة الخبيثة: هي سبب للعداوة والبغضاء بين الناس، وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة.

معلومات إضافية:

- ينبغي للمسلم أن يسأل نفسه قبل أن يتكلم: هل هذه الكلمة ترضي الله؟ فإن كانت ترضيه تكلم، وإن كانت لا ترضيه فليمسك لسانه، وإن شك في الأمر فليمسك أيضًا، كما جاء في الحديث الآخر.
- من أعظم ما يعين على حفظ اللسان: الإكثار من ذكر الله، وقراءة القرآن، ومصاحبة الصالحين، وتذكر الموت والآخرة.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على حفظ ألسنتنا، وأن يجعلها دائما رطبة بذكره، و أن ينفعنا بما نسمع ونتعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الرقاق (٦٤٧٨) عن عبد الله بن منير، سمع أبا النضر، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، يعني ابن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه مالك في كتاب الكلام (٦) عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح السمان أنه أخبره أن أبا هريرة قال: فذكره موقوفا عليه. والحكم لمن رفعه وإنْ كان عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار دون مالك في الحفظ والإتقان. لأن مثله لا يقال بالرأي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 648 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه الله بها درجات

📜 حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه الله بها درجات

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه الله بها درجات

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه الله بها درجات

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه الله بها درجات

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية