حديث: إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في حفظ اللسان

عن بلال بن الحارث المزني، صاحب رسول الله ﷺ يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه».

حسن: رواه الترمذي (٢٣١٩)، وابن ماجه (٢٦٦٩)، وصحّحه ابن حبان (٢٨٠)، والحاكم (١/ ٤٥)، والبيهقي في الشعب (٤٦٠٦) كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة الليثي قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: سمعت بلال بن الحارث المزني، فذكره.

عن بلال بن الحارث المزني، صاحب رسول الله ﷺ يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تحذر من خطر اللسان وتبين عظيم أثره، وهو حديث صحيح رواه الإمام مالك في الموطأ، والإمام الترمذي في سننه، وغيرهما.

شرح المفردات:


● ما يظن أن تبلغ ما بلغت: أي لا يتوقع أن يكون لكلامه هذا الأثر العظيم والمبلغ البعيد.
● رضوان الله: رضا الله تعالى ومحبته.
● سخط الله: غضب الله تعالى ومقته.
● إلى يوم يلقاه: حتى يوم القيامة حين يلقى ربه.

شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن العبد قد يتكلم بكلمة يرضى الله عنها، ولا يدرك هو قدرها ولا يعظّم أثرها، فيكتب الله له بسببها رضاه ومثوبته حتى يلقاه يوم القيامة. وعلى العكس من ذلك، قد ينطق بكلمة تغضب الله، ولا يخطر بباله أنها تصل إلى هذا المبلغ من الإثم، فيكتب الله عليه بها سخطه وعقابه إلى يوم القيامة.

الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم خطر اللسان: فاللسان من أعظم الجوارح أثرًا في الخير والشر، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من آفاته في أحاديث كثيرة.
2- أن الكلمة الطيبة صدقة: وهي سبب لدخول الجنة كما في الحديث: «إن في الجنة غرفًا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطاب الكلام...».
3- الكلمة السوء قد تهوي بصاحبها في النار: كما في الحديث: «إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا يهوي بها في النار سبعين خريفًا».
4- الحرص على الكلام الطيب: كالذكر، والدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والكلمة الطيبة التي تدخل السرور على المسلم.
5- الحذر من الكلام السيء: كالغيبة، والنميمة، والكذب، والسب، والشتم، والاستهزاء، وغير ذلك من آفات اللسان.
6- النية الخالصة لله تعالى: فالكلمة الطيبة تكون سببًا للرضوان إذا قصد بها وجه الله تعالى.
7- التفكر قبل الكلام: فلا ينطق الإنسان إلا بخير، أو ليصمت، كما جاء في الحديث: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت».

فوائد إضافية:


- هذا الحديث يدل على سعة رحمة الله تعالى، حيث يكتب الأجر على الكلمة الطيبة حتى لو لم يقصد صاحبها كل ذلك الأجر.
- كما يدل على عدل الله تعالى، حيث لا يعاقب العبد إلا على ما تكلم به وهو يعلم عاقبته، لكنه قد يستهين بالكلمة ولا يلقي لها بالاً.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر دائمًا مراقبة الله له في كل قول وفعل، فإنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، وأن يجنبنا معاصيه، وأن يجعل我们的ألسنتنا عامرة بذكره، وشاكرة لنعمه، وصادقة في أقوالنا، وصائبة في أفعالنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٣١٩)، وابن ماجه (٢٦٦٩)، وصحّحه ابن حبان (٢٨٠)، والحاكم (١/ ٤٥)، والبيهقي في الشعب (٤٦٠٦) كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة الليثي قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: سمعت بلال بن الحارث المزني، فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح وهكذا رواه غير واحد عن محمد بن عمرو نحو هذا، قالوا: عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث وروى هذا الحديث مالك، عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن بلال بن الحارث، ولم يذكر فيه عن جده». اهـ
والصواب فيه ما رواه الجماعة عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث، وهم كثيرون.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن علقمة والد محمد فإنه «مقبول» لأنه توبع. انظر تخريجه في تفسير سورة ق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 656 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت

  • 📜 حديث: إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب