حديث: أحصوا لي كم يلفظ الإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كتابة أسماء الناس في السجلات

عن حذيفة، قال: كنا مع رسول الله ﷺ فقال: «أحصوا لي كم يلفظ الإسلام» قال: فقلنا: يا رسول الله! أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال: «إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا» قال: «فابتلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرا».
وفي لفظ: «فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل، فقلنا: نخاف ونحن ألف وخمسمائة».

متفق عليه: رواه مسلم في الإيمان (١٤٩: ٢٣٥) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة، فذكره.

عن حذيفة، قال: كنا مع رسول الله ﷺ فقال: «أحصوا لي كم يلفظ الإسلام» قال: فقلنا: يا رسول الله! أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال: «إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا» قال: «فابتلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرا».
وفي لفظ: «فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل، فقلنا: نخاف ونحن ألف وخمسمائة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث العظيم الذي رواه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، يروي لنا قصة ذات عبرة ودروس عميقة، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث باختصار:


يخبرنا حذيفة رضي الله عنه أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جماعة، فطلب منهم أن يُحصوا عدد من يعلن الإسلام ويجاهر به، فكان العدد كبيرًا (بين 600 إلى 700 أو 1500 حسب الرواية)، فتعجب الصحابة من خوف النبي عليهم مع هذا العدد الكبير، فأخبرهم النبي أنهم لا يدرون ما سيحدث في المستقبل، وأنهم قد يُبتلون، وقد تحقق ذلك لاحقًا حتى كان الرجل يصلي سرًا خوفًا من الفتنة.


1. شرح المفردات:


● يَلْفِظُ الإِسْلَام: أي يَنْطِقُ به ويُظْهِرُه ويجاهر به، من اللفظ وهو النطق والكلام.
● أَتخَافُ عَلَيْنَا: تستفهم عن سبب الخوف والقلق.
● تَبْتَلُوا: تُصَابُوا ببلاء وفتنة واختبار شديد.
● جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا لا يُصَلِّي إِلا سِرًّا: أصبح الرجل لا يقوى على إظهار الصلاة إلا خفيةً خوفًا من الظالمين.


2. شرح الحديث:


● الموقف الأول: النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من الصحابة إحصاء عدد المجاهرين بالإسلام، والذين يعلنون إيمانهم دون خوف. وهذا يدل على حرصه على معرفة حال الأمة وقوتها الظاهرة.
● استغراب الصحابة: تعجب الصحابة من سؤال النبي وخوفه عليهم مع أن عددهم كبير (600-700 أو 1500)، مما يدل على ثقتهم بعددهم وقوتهم.
● تحذير النبي: النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم بأنهم لا يعلمون المستقبل، وقد يُبتلون بفتنة عظيمة تُضعفهم، وهذا من علم الغيب الذي أطلعه الله عليه.
● تحقق البلاء: بعد ذلك، حصلت الفتنة والابتلاء العظيم (وخاصة في عهد الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه)، حتى إن المسلم كان يخاف أن يُصلي علانية، ويصلي سرًا خوفًا من القتل أو التعذيب.


3. الدروس المستفادة:


1- عدم الاعتماد على الكثرة العددية: العدد الكبير لا يعني بالضرورة القوة والأمان، فقد يضعف الناس أمام الفتن رغم كثرتهم.
2- الاستعداد للفتن: النبي صلى الله عليه وسلم يحذر أمته من الفتن قبل وقوعها، مما يدعونا دائمًا إلى الاستعاذة من الفتن والتقوى.
3- الصبر على البلاء: الابتلاء سنة ماضية، والمؤمن يصبر ويحتسب ولا يضعف إيمانه.
4- التقية عند الخوف: يجوز للمسلم إخفاء دينه أو بعض شعائره إذا خاف على نفسه من ظالم، كما فعل الصحابة حين صلوا سرًا.
5- علم النبي بالغيب: النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن أمور غيبية بوحي من الله، مما يزيدنا يقينًا بنبوته.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- الابتلاء الذي حدث بعد ذلك كان في أحداث الفتنة الكبرى، والتي أدت إلى اقتتال بين المسلمين، فضعف أمرهم وخاف الناس على أنفسهم.
- القصة تذكرنا دائمًا بعدم الغرور بالكثرة، وأهمية الثبات على الدين حتى في أحلك الظروف.
أسأل الله أن يثبتنا على دينه، ويحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٤٩: ٢٣٥) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة، فذكره.
وعلّقه البخاري في الجهاد والسير (٣٠٦٠) عن أبي معاوية به.
واللفظ الآخر للبخاري في الموضع نفسه موصولا من طريق سفيان (هو الثوري)، عن الأعمش به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 641 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحصوا لي كم يلفظ الإسلام

  • 📜 حديث: أحصوا لي كم يلفظ الإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أحصوا لي كم يلفظ الإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أحصوا لي كم يلفظ الإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أحصوا لي كم يلفظ الإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب