حديث: قل ربي الله ثم استقم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في حفظ اللسان

عن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال: قلتْ يا رسول الله! حدثني بأمر أعتصم به، قال: «قل ربي الله ثم استقمْ»، قلتُ: يا رسول الله! ما أخوف ما تخاف علي، فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: «هذا».

حسن: رواه الترمذي (٢٤١٠)، وابن ماجه (٣٩٧٢)، وصحّحه ابن حبان (٥٦٩٩)، والحاكم (٤/ ٣١٣) كلهم من طريق الزهري، عن عبد الرحمن بن ماعز، عن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال: فذكره.

عن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال: قلتْ يا رسول الله! حدثني بأمر أعتصم به، قال: «قل ربي الله ثم استقمْ»، قلتُ: يا رسول الله! ما أخوف ما تخاف علي، فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: «هذا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فيسرني أن أقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النافع العظيم، الذي رواه الإمام الترمذي في سننه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما من أئمة الحديث، وهو حديث صحيح.

نص الحديث:


عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! حدثني بأمر أعتصم به. قال: «قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ». قلت: يا رسول الله! ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: «هذا».

الشرح:



# أولاً. شرح المفردات:


● أعتصم به: أي أتمسك به وأتخذه عروة وثيقة، يحفظني من الضلال والهلاك في الدنيا والآخرة.
● قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ: أي نطق بالشهادة والإقرار بالتوحيد الخالص لله تعالى.
● اسْتَقِمْ: أي دُمْ على الطاعة، واثبت على الحق، والزم طريق الاستقامة في الأقوال والأفعال، ولا تنحرف.
● أخوف ما تخاف علي: أي أكثر شيء تخشى أن يوقعه بي من البلاء أو الإثم.
● فأخذ بلسان نفسه: أي أمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم على لسانه الشريف.

# ثانيًا. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يجيب على سؤالين مهمين طرحهما الصحابي الجليل سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم.
1- السؤال الأول: "حدثني بأمر أعتصم به":
- كان سؤالاً عن جوهر الدين وكلياته، يطلب فيه الصحابي كلمة جامعة تلخص له طريق النجاة وتكون ملجأه ومعقله.
● فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: «قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ»:
● «قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ»: هذا أصل الدين وأساسه، وهو إخلاص التوحيد لله تعالى، والبراءة من الشرك. فهو يشمل الإيمان بالله وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته. وهو قول باللسان، وتصديق بالقلب، وعمل بالجوارح.
● «ثُمَّ اسْتَقِمْ»: هذا هو ثمرة التوحيد ونتيجته، وهو دوام الطاعة، وملازمة الصراط المستقيم، والثبات على الدين حتى الممات. فالاستقامة هي الاعتدال في الأمر، والالتزام بشرع الله، والوقوف عند حدوده، مجانبة للغلو والتقصير.
- فكأن النبي صلى الله عليه وسلم جمع له الدين كله في كلمتين: إخلاص التوحيد، والاستمرار على الطاعة. وهذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم.
2- السؤال الثاني: "ما أخوف ما تخاف علي؟":
- سأل عن أشد ما يخاف النبي صلى الله عليه وسلم أن يقع فيه المسلم من المخاطر والآفات.
● فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ لسانه ثم قال: «هذا»:
- أي أن أخوف ما يخافه على المسلم هو لسانه. فاللسان هو من أعظم الجوارح خطرًا، وهو ترجمان القلب، وقد يكون سببًا في هلاك صاحبه أو نجاته.
- وفي هذا تحذير شديد من آفات اللسان: كالكذب، والغيبة، والنميمة، والسب، والشتم، وقول الزور، والجدال بالباطل، وغير ذلك من المعاصي التي يقترفها الإنسان بلسانه.

# ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- أهمية التوحيد والاستقامة: هما ركيزتا الدين، فلا نجاة بدون إخلاص العبادة لله، والثبات على ذلك.
2- الاستقامة طريق النجاة: وهي لا تعني الكمال، ولكنها السعي الدؤوب للالتزام بأمر الله، والتوبة عند الزلل.
3- خطر اللسان: يجب على المسلم أن يحفظ لسانه، ولا يتكلم إلا بخير، فإن الكلمة قد ترفعه إلى أعلى الدرجات، أو تهوي به في النار.
4- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التربية: حيث أجاب بإيجاز بليغ جمع فيه الخير كله، وحذر من الشر كله.
5- حرص الصحابة على الخير: حيث كانوا يسألون عن أهم الأمور التي تنفعهم في دينهم ودنياهم.

# رابعًا. معلومات إضافية:


- جاء في القرآن الكريم ما يؤكد معنى الحديث، فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30]، ووعدهم بالأمن والهداية.
- وقال تعالى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26]، وهي "لا إله إلا الله".
- ووردت أحاديث كثيرة تحذر من آفات اللسان، كقوله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت».
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على قول: "ربّي الله"، وأن يوفقنا للاستقامة على دينه، وأن يحفظ ألسنتنا من كل ما يغضبه.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٤١٠)، وابن ماجه (٣٩٧٢)، وصحّحه ابن حبان (٥٦٩٩)، والحاكم (٤/ ٣١٣) كلهم من طريق الزهري، عن عبد الرحمن بن ماعز، عن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عبد الرحمن بن ماعز وقيل: هو عبد الرحمن بن ماعز، روى عنه جمع، ووثّقه ابن حبان.
وتابعه عروة في الجزء الأول من الحديث، رواه مسلم في الإيمان (٣٨) من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن سفيان بن عبد الله الثقفي، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 655 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قل ربي الله ثم استقم

  • 📜 حديث: قل ربي الله ثم استقم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قل ربي الله ثم استقم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قل ربي الله ثم استقم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قل ربي الله ثم استقم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب