حديث: تحبين أن تُغنيك فأعطاها طبقا فغنتها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في الغناء المباح، والغناء المنهي عنه

عن السائب بن يزيد أن امرأة جاءتْ إلى رسول الله ﷺ فقال: «يا عائشة! أتعرفين هذه؟» قالت: لا يا نبي الله! فقال: «هذه قينة بني فلان تحبين أن تُغنيك» قالت: نعم قال: فأعطاها طبقا فغنتها فقال النبي ﷺ: «قد نفخ الشيطان في منخريها».

صحيح: رواه أحمد (١٥٧٢٠)، والنسائي في الكبرى (٨٩١١) كلاهما من حديث مكي بن إبراهيم، حدثنا الجعيد (هو ابن عبد الرحمن) عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، فذكره.

عن السائب بن يزيد أن امرأة جاءتْ إلى رسول الله ﷺ فقال: «يا عائشة! أتعرفين هذه؟» قالت: لا يا نبي الله! فقال: «هذه قينة بني فلان تحبين أن تُغنيك» قالت: نعم قال: فأعطاها طبقا فغنتها فقال النبي ﷺ: «قد نفخ الشيطان في منخريها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن السائب بن يزيد أن امرأة جاءتْ إلى رسول الله ﷺ فقال: «يا عائشة! أتعرفين هذه؟» قالت: لا يا نبي الله! فقال: «هذه قينة بني فلان تحبين أن تُغنيك» قالت: نعم قال: فأعطاها طبقا فغنتها فقال النبي ﷺ: «قد نفخ الشيطان في منخريها».


1. شرح المفردات:


● قينة: المغنِّية، وهي المرأة التي تتخذ الغناء حرفة لها.
● بني فلان: يقصد بها قبيلة معينة، وذكر "فلان" في الرواية للتعمية على القبيلة أو لأن الراوي نسي اسمها.
● تغنيك: أي تغني لك.
● طبقا: إناءً أو وعاءً، وقيل إنه كان طبقًا من فضة أو شيء ثمين أعطاها إياه كعوض عن غنائها.
● نفخ الشيطان في منخريها: استعارة بليغة تعني أن الشيطان قد وسوس لها وألقى في نفسها الألحان المطربة المثيرة للفتنة، فصارت تغني بتأثير منه.


2. شرح الحديث:


جاءت امرأة مغنية إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل السيدة عائشة رضي الله عنها إذا كانت تعرفها، فأجابت بالنفي. فأخبرها النبي أنها مغنية لقبيلة بني فلان، وسألها إذا كانت تحب أن تغني لها، فأجابت عائشة رضي الله عنها بالإيجاب. فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم طبقًا (أجرةً لها)، فغنت.
ثم علق النبي صلى الله عليه وسلم على غنائها بقوله: «قد نفخ الشيطان في منخريها»، وهذا تعبير مجازي يعني أن الشيطان قد ألهمها هذا الغناء وأوحى به إليها، لأنه من وساوسه وتزيينه للباطل.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم الغناء المحرم: الحديث يدل على تحريم الغناء الذي يكون وسيلة للفتنة والإثم، خاصة إذا كان مصحوبًا بآلات اللهو أو كان بكلمات مخالفة للشرع. وقوله صلى الله عليه وسلم: «نفخ الشيطان في منخريها» إشارة إلى أن هذا النوع من الغناء من عمل الشيطان.
2- التحذير من الاستماع إلى المغنين والمغنيات: النبي صلى الله عليه وسلم لم يستمع إليها هو بنفسه، بل سمح لعائشة رضي الله عنها أن تستمع، ثم بين حكم ذلك الغناء. وفيه إشارة إلى أن سماع الغناء المحرم قد يكون وسيلة للوقوع في الفتنة.
3- التعامل الحكيم مع أصحاب المهن المحرمة: أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم طبقًا (أجرةً) لغنائها، وهذا من كرمه وحسن خلقه، لكنه بين حكم فعلها تحذيرًا للأمة.
4- التنبيه على خطر الشيطان ووسوسته: الشيطان يتسلط على الإنسان من خلال نواقصه ورغباته، والغناء المحرم أحد أبواب الشيطان لإضلال العباد.
5- التعليم بالقدوة والتطبيق: النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهَ عن الغناء بعبارة جافة فقط، بل بين سوء عاقبته بالتجربة العملية والبيان الواضح.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه بعض أهل العلم.
- الفقهاء استدلوا به على كراهة الغناء المحرم، وأنه من عمل الشيطان.
- ليس كل غناء محرمًا، بل ينقسم إلى:
- غناء مباح: كالأشعار الطيبة التي لا فحش فيها، وتغنيها المرأة لزوجها أو محارمها بدون تكسر وتغنج.
- غناء محرم: ما كان فيه كلمات فاحشة، أو كان مصحوبًا بمعازف وآلات لهو، أو تغني به المرأة لأجنبي.
- ينبغي للمسلم أن يحذر من سماع الأغاني الماجنة، ويستبدلها بذكر الله وتلاوة القرآن والأناشيد الإسلامية المباحة.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يبصرنا بديننا، ويبعد عنا وساوس الشيطان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٥٧٢٠)، والنسائي في الكبرى (٨٩١١) كلاهما من حديث مكي بن إبراهيم، حدثنا الجعيد (هو ابن عبد الرحمن) عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، فذكره. والسياق لأحمد. وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ١٣٠): «رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجال أحمد
رجال الصحيح».
قوله: «قينة» أي الجارية المتغنية، وفي الحديث جواز الغناء أحيانا لترويح النفس على أن لا يكون فيه المعاصي من الفحش وغيره، ولكن إذا اتخذت المرأة الغناء عادة ومهنة ينفخ الشيطان في منخريها فتُغنّي بما لا يجوز الغناء به كما جاء في الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 822 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تحبين أن تُغنيك فأعطاها طبقا فغنتها

  • 📜 حديث: تحبين أن تُغنيك فأعطاها طبقا فغنتها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تحبين أن تُغنيك فأعطاها طبقا فغنتها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تحبين أن تُغنيك فأعطاها طبقا فغنتها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تحبين أن تُغنيك فأعطاها طبقا فغنتها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب