حديث: لا ينام قبلها ولا يتحدث بعدها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية النوم قبل العشاء، والسمرِ بعدها إلا للحاجة

عن عروة قال: سمعتْني عائشة وأنا أتكلم بعد العشاء الآخرة، فقالت: يا عري ألا تريح كاتبك، فإن رسول الله ﷺ لم يكن ينام قبلها ولا يتحدث بعدها.

صحيح: رواه ابن حبان (٥٥٤٧) عن الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه عروة، قال: فذكره.

عن عروة قال: سمعتْني عائشة وأنا أتكلم بعد العشاء الآخرة، فقالت: يا عري ألا تريح كاتبك، فإن رسول الله ﷺ لم يكن ينام قبلها ولا يتحدث بعدها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وغيرهما من أئمة الحديث، وهو حديث صحيح.

شرح الحديث:


الرواية: عن عروة بن الزبير (وهو ابن أخت السيدة عائشة رضي الله عنها، وأحد فقهاء المدينة السبعة) قال: سمعتْني عائشة وأنا أتكلم بعد العشاء الآخرة، فقالت: يا عُرَيّ (تصغير عروة، وهو نداء تحبب وتلطف) ألا تريح كاتبك (أي نفسك، أو جارحتك من التعب)، فإن رسول الله ﷺ لم يكن ينام قبلها ولا يتحدث بعدها.


1. شرح المفردات:


● عُرَيّ: تصغير "عروة" وهو نداء تدليل ومحبة، كما يقال للصغير أو الحبيب.
● تريح كاتبك: "كاتبك" هنا كناية عن الإنسان نفسه، أي: ألا ترحم نفسك وتريحها من التعب والسهر. وقيل: "الكاتب" هو اليد التي تكتب، كناية عن الجارحة التي تتعب من العمل.
● قبلها: أي قبل صلاة العشاء.
● بعدها: أي بعد الانتهاء من صلاة العشاء.


2. شرح الحديث:


كان عروة بن الزبير رضي الله عنه يتحدث بعد صلاة العشاء، فسمعته عمته السيدة عائشة رضي الله عنها فنصحته بلطف أن يريح نفسه وينام، لأن النبي ﷺ كان لا ينام قبل صلاة العشاء ولا يتحدث بعدها.
● لم يكن ينام قبلها: أي قبل صلاة العشاء، حتى لا يفوته وقت الصلاة أو يؤخرها عن وقتها، بل كان يحرص على أدائها في أول وقتها.
● ولا يتحدث بعدها: أي بعد الانتهاء من صلاة العشاء، كان لا يشتغل بالحديث الدنيوي أو القيل والقال، بل كان يذهب إلى فراشه للنوم، أو يذكر الله ويسبح حتى ينام.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحث على النوم بعد العشاء: كان هدي النبي ﷺ أن ينام بعد صلاة العشاء، إلا لحاجة مثل علم أو ذكر أو أمر ضروري. وهذا من حسن تنظيمه ﷺ لوقته، حيث جعل الليل للنوم والراحة، والنهار للعمل والعبادة.
2- اجتناب السهر بغير فائدة: النهي عن الحديث بعد العشاء إذا كان من باب القيل والقال أو الكلام الذي لا فائدة فيه، لأنه إضاعة للوقت وإتعاب للنفس.
3- المحافظة على الصلاة في وقتها: امتناعه ﷺ عن النوم قبل العشاء حتى لا يفوته وقتها، وهذا يدل على حرصه على أداء الصلوات في أوقاتها.
4- التلطف في النصيحة: كما فعلت السيدة عائشة مع ابن أختها عروة، حيث نصحته بلطف ورفق، وهذا من أدب الدعوة والتعليم.
5- الاهتمام بالصحة والنفس: النوم المبكر فيه راحة للبدن ونشاط للعبادة والعمل في اليوم التالي.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "آداب النوم" و"تنظيم الوقت".
- كان النبي ﷺ يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها، إلا في أمور الخير كطلب العلم أو ذكر الله أو بر الوالدين أو صلة الرحم.
- السهر بعد العشاء بغير فائدة قد يؤدي إلى تضييع صلاة الفجر أو التكاسل عنها.
- ينبغي للمسلم أن يحافظ على هدي النبي ﷺ في نومه ويقظته، حتى يكون يومه منظماً ومباركاً.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان (٥٥٤٧) عن الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه عروة، قال: فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 811 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا ينام قبلها ولا يتحدث بعدها

  • 📜 حديث: لا ينام قبلها ولا يتحدث بعدها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا ينام قبلها ولا يتحدث بعدها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا ينام قبلها ولا يتحدث بعدها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا ينام قبلها ولا يتحدث بعدها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب