حديث: غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في إطفاء النار والسرج في البيوت عند النوم
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠١٤) عن عمرو الناقد، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا الليث بن سعد، حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، عن يحيى بن سعيد، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن القعقاع بن حكيم، عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تجمع بين الهدي النبوي في التعامل مع أمور الدنيا والحكمة الإلهية الخفية.
أولاً. شرح المفردات:
● غطوا الإناء: أي ضعوا غطاءً على الأوعية والقدور التي تحفظ فيها الأطعمة والمشروبات.
● أوكوا السقاء: (الوكاء) هو الرباط الذي يُشَدُّ به فم القربة أو الزقاق من الجلد. (السقاء) هو الوعاء المصنوع من الجلد الذي يُخَزَّن فيه الماء أو السوائل. والمعنى: اربطوا فم القربة أو الوعاء الجلدي بإحكام.
● الوباء: في اللغة: المرض العام أو الوباء الذي ينتشر. وفي هذا السياق، يحتمل أن يكون مرضاً حقيقياً، أو يكون شيئاً من الأذى والضرر الذي لا نراه، كالجان والحشرات الضارة.
ثانياً. شرح الحديث:
يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بغطاء الأواني وربط قِرب الماء وإغلاقها بإحكام. ثم يبين لنا الحكمة من هذا الأمر، وهي أن في السنة ليلة محددة (ولم يحددها لنا صلى الله عليه وسلم، فتبقى غيباً نؤمن به) ينزل فيها وباء أو داء عام.
هذا الوباء لا يترك إناءً مكشوفاً، أو قربة غير موثوقة الربط، إلا وينزل فيها، فيتلوث الطعام والشراب، ويصيب من يتناوله بالضرر.
وهذا الأمر النبوي يتضمن معنيين عظيمين:
1- الأخذ بالأسباب المادية الظاهرة: وهو إغلاق الطعام والشراب لحمايته من التلوث بالغبار، والحشرات، والهوام، والروائح الكريهة، وهو ما أثبته العلم الحديث وأكده.
2- التسليم للغيب والإيمان بالقدر: وهو الإيمان بأن هناك أموراً خفية عنا، قد تكون من عالم الجن أو غيره، يمكن أن تسبب الضرر، وأن الأخذ بهذا السبب (التغطية والربط) هو سبب لحماية الله لنا من شرور لا نراها.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- الاهتمام بالنظافة والوقاية: الإسلام دين النظافة والطهارة، وهذا الحديث من أوضح الدلائل على حرص الإسلام على صحة الإنسان وسلامته من الأمراض، وهو سبق علمي عظيم.
2- الإيمان بالغيب: التسليم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم حتى لو لم ندرك الحكمة الكاملة منه، لأنه لا ينطق عن الهوى.
3- الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله: ليس الأخذ بالسبب منافياً للتوكل، بل هو من تمام التوكل. فنحن نغطي الإناء ونربط السقاء ثم نتوكل على الله في دفع الضرر.
4- الرعاية والعناية بنعم الله: الطعام والشراب نعمة من الله، وحفظها من التلف والضرر من شكر هذه النعمة.
5- الوقاية خير من العلاج: الحديث يدعو إلى منهج وقائي يحمي المجتمع من انتشار الأمراض والأوبئة.
رابعاً. معلومات إضافية:
- رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتينة.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على مشروعية ستر الآنية والأطعمة ليلاً ونهاراً، مع التأكيد على ذلك ليلاً بشكل خاص، لأن انتشار المؤذيات والهوام يكون أكثر بالليل.
- هذا الهدي النبوي يتوافق تماماً مع ما جاء به علم الصحة الحديث من ضرورة حفظ الطعام والماء في أوعية نظيفة ومغطاة لمنع تلوثها بالبكتيريا والجراثيم.
نسأل الله أن يحفظنا وأمتنا من كل وباء وضرر، وأن يرزقنا اتباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة.
والله أعلم.
تخريج الحديث
ورواه مسلم أيضا من طريق علي الجهضمي عن الليث بن سعد قال: «فالأعاجم عندنا يتقون ذلك في كانون الأول».
وفي معناه ما روي عن ابن عباس قال: جاءت فأرة، فأخذت تجر الفتيلة، فجاءت بها، فألقتها بين يدي رسول الله ﷺ على الخمرة التي كان قاعدا عليها، فأحرقت منها مثل موضع الدرهم، فقال: «إذا نمتم فأطفئوا سرجكم، فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فتحرقكم».
رواه أبو داود (٥٢٤٧)، والبخاري في الأدب المفرد (١٢٢٢)، وابن حبان (٥٥١٩)، والحاكم (٤/ ٢٨٤، ٢٨٥) كلهم من طريق عمرو بن حماد بن طلحة، حدثنا أسباط (هو ابن نصر الهمداني)، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وقلت: رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، وأسباط بن نصر فيه ضعف يسير، وقال الساجي: «روى أحاديث لا يتابع عليها عن سماك بن حرب».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 808 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 783 مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أجيبكم
- 784 لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بحق إذا علمه
- 785 ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره؟
- 786 من يأمر بالمعروف ولا يأتيه وينهى عن المنكر ويأتيه
- 787 العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج
- 788 تيسير الامور وعدم التعسير في الدعوة
- 789 يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا
- 790 ما خير بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن...
- 791 ترك صلاته من أجل فرس
- 792 من كان يتبع دابته في الصلاة أحب إليه من أن...
- 793 دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء
- 794 لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
- 795 الدين يسر ولن يشاده احد الا غلبه
- 796 من أسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين فقبل منه
- 797 ما بال أقوام يرغبون عما رخص لي فيه
- 798 النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد
- 799 كان رسول الله ﷺ إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع...
- 800 ألا أيها الناس إنما أنا بشر
- 801 بئس الخطيب أنت! قل: ومن يعص الله ورسوله
- 802 لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون
- 803 إذا نمتم فأطفئوا النار عنكم
- 804 خمروا الآنية وأجيفوا الأبواب وأطفئوا المصابيح
- 805 أغلقوا الباب وأوكوا السقاء وأطفئوا المصباح
- 806 ذا كان جنح الليل، أو أمسيتم، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين...
- 807 غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج
- 808 غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها...
- 809 لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس
- 810 النوم قبل العشاء والحديث بعدها
- 811 لا ينام قبلها ولا يتحدث بعدها
- 812 ما نام رسول الله قبل العشاء ولا سمر بعدها
- 813 السمر بعد العشاء
- 814 لا سمر إلا لمصل أو مسافر
- 815 كان رسول الله يصلي وسط السرير وأنا مضطجعة بينه وبين...
- 816 فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان
- 817 عن رسول الله ﷺ مستلقياً في المسجد واضعاً إحدى رجليه...
- 818 قم واقعد فإنها نومة جهنمية
- 819 كنت ألعب بالبنات عند النبي وكان لي صواحب يلعبن معي
- 820 رسول الله ﷺ يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعب الحبشة
- 821 محمد عبد صالح
- 822 تحبين أن تُغنيك فأعطاها طبقا فغنتها
- 823 ابن عمر يضع إصبعيه على أذنيه عند سماع المزمار.
- 824 الملائكة لا تصحب رفقة فيها كلب او جرس
- 825 الجرس من مزامير الشيطان
- 826 أمر النبي ﷺ بقطع الأجراس من أعناق الإبل يوم بدر
- 827 من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه
- 828 لا يقتل الصيد ولا ينكأ العدو
- 829 جبريل قاعد على كرسي بين السماء والأرض
- 830 النبي ﷺ ينظر إلى السماء ويقرأ إن في خلق السماوات...
- 831 نهينا أن نتبعه أبصارنا
- 832 بشارة عثمان بالجنة على بلوى تصيبه
معلومات عن حديث: غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء
📜 حديث: غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








