حديث: أغلقوا الباب وأوكوا السقاء وأطفئوا المصباح

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في إطفاء النار والسرج في البيوت عند النوم

عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله ﷺ قال: «أغلقوا الباب، وأوكوا السقاء، وأكفئوا الإناء، أو خمروا الإناء، وأطفئوا المصباح، فإن الشيطان لا يفتح غلقا، ولا يحل وكاء، ولا يكشف إناء، وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم».

صحيح: رواه مالك في صفة النبي ﷺ (٢١) عن أبي الزبير المكي، عن جابر بن عبد الله، فذكره.

عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله ﷺ قال: «أغلقوا الباب، وأوكوا السقاء، وأكفئوا الإناء، أو خمروا الإناء، وأطفئوا المصباح، فإن الشيطان لا يفتح غلقا، ولا يحل وكاء، ولا يكشف إناء، وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تتعلق بالآداب اليومية والحماية من الشرور، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الأشربة، باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء، وغلق الأبواب ليلاً، وإطفاء النار والمصباح. وهو من رواية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
### ثانياً. شرح المفردات
● أغلقوا الباب: أي أُغْلِقوه وأحكموا إقفاله ليلاً.
● أوكوا السقاء: (الوَكاء) هو الخيط أو الرباط الذي يُشَدّ به فم القربة أو الزق. (أوكوا) أي اشدوه وأحكموا ربطه.
● أكفئوا الإناء: أي اقلبوه على فمه حتى لا يسقط فيه شيء.
● أو خمّروا الإناء: (الخِمار) هو الغطاء، أي غطّوا الإناء.
● أطفئوا المصباح: أي أطفئوا نوره قبل النوم.
● الفويسقة: تصغير (فاسقة)، وهي هنا تطلق على الفأرة أو الحشرة الضارة التي قد تُحْدِث ضرراً.
### ثالثاً. شرح الحديث
يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بعدة أمور وقائية نفعها عظيم في ديننا ودنيانا:
1- إغلاق الأبواب ليلاً: وهذا فيه حفظ للأهل والمال من دخول اللصوص أو الحيوانات المؤذية، وكذلك من دخول الشياطين الذين يجولون بالليل.
2- ربط أوعية الماء والطعام (السقاء): وذلك بحفظها من تلوثها بالغبار أو الحشرات، أو من أن تنفك وتنسكب.
3- تغطية آنية الطعام والشراب أو قلبها: وهذا من أعظم أسباب حفظ الطعام والشراب من تلوثها بالغبار، أو من أن تدخل فيها الحشرات أو الجن (فقد ورد في بعض الروايات أن الجن يأكلون ويشربون مما لم يُذكر اسم الله عليه).
4- إطفاء المصابيح والنيران عند النوم: وهذا أمر وقائي عظيم لمنع وقوع الحرائق التي قد تحرق البيت وأهله، والتي قد تسببها الفأرة (الفويسقة) أو غيرها إذا قلبت المصباح.
ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من بعض هذه الأوامر، فيقول: «فإن الشيطان لا يفتح غلقاً، ولا يحل وكاء، ولا يكشف إناء». أي أن هذه الأفعال من أسباب حرز وحماية من الشيطان، فهو عاجز عن فتح الباب المغلق بإحكام، أو عن حل رباط السقاء المحكم، أو عن كشف الإناء المغطى. فهي تحصينات عملية تمنع من تسلطه وضرره.
ثم يختم بالتحذير من خطر محدد: «وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم»، أي أن الفأرة الصغيرة قد تقلب المصباح أو النار فتُحْدِث حريقاً يُضْرَمُ في البيت ويحرقه.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: الإسلام يدعو إلى التوكل على الله مع الأخذ بجميع الأسباب المادية المتاحة، وليس إلى التواكل.
2- الحرص على السلامة والأمان: الشرع الحكيم يأمر بكل ما فيه حفظ للنفس والمال والعرض من أي أذى.
3- النظافة والطهارة: أوامر التغطية والربط كلها تدخل في إطار الحفاظ على نظافة الطعام والشراب وحمايته من التلوث.
4- أن الشيطان حريص على إيذاء الإنسان: ولكن الله جعل له أسباباً للتحصن منه، ومنها هذه الأفعال.
5- الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة: فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يغفل عن التنبيه على أمور قد يستصغرها الناس كربط القربة وإطفاء المصباح، لما فيها من منافع عظيمة.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- يستحب عند تغطية الإناء أو ربط السقاء أن يذكر المسلم اسم الله تعالى (بسم الله)؛ طرداً للشيطان وتبركاً باسم الله.
- هذه الأوامر النبوية تتوافق تماماً مع إرشادات السلامة المنزلية الحديثة التي تحث على إطفاء مصادر النيران وإغلاق الأبواب ليلاً.
- ينبغي للمسلم أن يعلم أن الأخذ بهذه الأسباب لا ينافي التوكل، بل هو من التوكل نفسه، لأن التوكل هو اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب المشروعة.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في صفة النبي ﷺ (٢١) عن أبي الزبير المكي، عن جابر بن عبد الله، فذكره. ورواه مسلم في الأشربة (٢٠١٢: ٩٦) من طريق مالك به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 805 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أغلقوا الباب وأوكوا السقاء وأطفئوا المصباح

  • 📜 حديث: أغلقوا الباب وأوكوا السقاء وأطفئوا المصباح

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أغلقوا الباب وأوكوا السقاء وأطفئوا المصباح

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أغلقوا الباب وأوكوا السقاء وأطفئوا المصباح

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أغلقوا الباب وأوكوا السقاء وأطفئوا المصباح

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب