حديث: كان رسول الله ﷺ إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب رفع الرأس إلى السماء عند التحدّث في الأوقات المناسبة

عن عبد الله بن سلام قال: كان رسول الله ﷺ إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء.

حسن: رواه أبو داود (٤٨٣٧)، والباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز (٤)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٥/ ٣٦١) كلهم من طريق محمد بن إسحاق، حدثني يعقوب بن عتبة، عن عمر بن
عبد العزيز، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه قال: فذكره.

عن عبد الله بن سلام قال: كان رسول الله ﷺ إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فحديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه الذي ذكرته هو حديث شريف يُظهر أدبًا من آداب النبي ﷺ وجانبًا من هيئته الكريمة أثناء حديثه. وإليك الشرح الوافي له:

نص الحديث:


عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا جَلَسَ يَتَحَدَّثُ يُكْثِرُ أَنْ يَرْفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ".
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في جامعه، وقال: حديث حسن غريب).


1. شرح المفردات:


● يَجْلِسُ يَتَحَدَّثُ: أي عندما يجلس للناس في مجلس علم أو وعظ أو حديث عام.
● يُكْثِرُ: يدوم على هذا الفعل ويستمر فيه.
● يَرْفَعُ طَرْفَهُ: يرفع بصره ونظره.
● إِلَى السَّمَاءِ: نحو العلو، أي جهة السماء.


2. شرح الحديث:


يصف عبد الله بن سلام رضي الله عنه – وهو من أحبار اليهود الذين أسلموا وحسن إسلامهم – هيئة النبي ﷺ عندما كان يجلس مع أصحابه يتحدث إليهم. فكان ﷺ يكثر من رفع بصره نحو السماء أثناء حديثه.
وهذا الفعل له عدة معانٍ ودلالات:
● التفكر والتأمل: رفع النظر إلى السماء يدل على التأمل والتفكر في عظمة الله تعالى وآياته في الكون، فالنبي ﷺ كان دائم الذكر والتفكر في خلق السماوات والأرض.
● الاستعانة بالله: كان ﷺ يرفع بصره إلى السماء استشعارًا لعظمة الله تعالى، واستمدادًا لعونه وتوفيقه في حديثه وتبليغه.
● أدب الحديث: يُستفاد منه أدب أثناء الكلام، حيث لا ينظر إلى الأرض بذلة أو سهو، ولا يحدق في وجوه الناس بشدة، بل يرفع بصره إلى السماء تواضعًا لله وأدبًا مع الخلق.
● الانتظار والترقب: قد يكون ذلك انتظارًا للوحي أو استعدادًا لاستقبال شيء من الغيب، كما كان حاله عند نزول الوحي.


3. الدروس المستفادة منه:


● التأمل في ملكوت الله: ينبغي للمسلم أن يتفكر في خلق السماوات والأرض، فهي من أعظم العبادات التي تزيد الإيمان.
● الاستعانة بالله في كل أمر: حتى في الكلام والحديث، ينبغي أن يستحضر المسلم عون الله وتوفيقه.
● آداب المجلس والحديث: أن يكون المتحدث متواضعًا، لا يحدق في وجوه الناس بشكل قد يسبب إحراجًا، ولا ينظر إلى الأرض إعراضًا، بل يكون نظره وسطًا بين ذلك.
● الاقتداء بالنبي ﷺ: في كل حركاته وسكناته، فهي سنة نتبعها ونقتدي بها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن رفع البصر إلى السماء أثناء الدعاء أو الحديث جائز، لكن ورد النهي عن رفع البصر إلى السماء أثناء الصلاة، كما في حديث أنس رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ؟ فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ". (رواه البخاري).
- الفرق بين الحالتين: في الصلاة يكون الخشوع والسكون مطلوبًا، والنظر إلى موضع السجود أولى، أما خارج الصلاة فرفع البصر إلى السماء للتأمل أو الدعاء جائز بل مستحب.
- عبد الله بن سلام رضي الله عنه كان من علماء اليهود، فلما أسلم أصبح من كبار الصحابة العلماء، وكان يحب النبي ﷺ ويصف هيئته وأخلاقه لأمته.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في السنة، وأن يجعلنا من المتبعين لرسوله ﷺ، والمقتدين به في أقواله وأفعاله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٨٣٧)، والباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز (٤)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٥/ ٣٦١) كلهم من طريق محمد بن إسحاق، حدثني يعقوب بن عتبة، عن عمر بن
عبد العزيز، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه حسن الحديث إذا صرّح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 799 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله ﷺ إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء.

  • 📜 حديث: كان رسول الله ﷺ إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله ﷺ إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله ﷺ إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله ﷺ إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب