خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة

حديث: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة

عن عمران بن حصين، قال: بينما رسول الله ﷺ في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله ﷺ فقال: «خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة» قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس، ما يعرض لها أحد.

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٩٥) من طرق عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يحمل في طياته دروسًا وعبرًا في التعامل مع الدواب والرفق بالحيوان، وفي بيان أثر الدعاء واللعن. وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● أسفاره: رحلاته وغزواته.
● امرأة من الأنصار: من نساء المدينة المنورة الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● ناقة: أنثى الجمل.
● ضجرت: سئمت وتبرمت من طول الطريق أو ثقل الحمل.
● فلعنتها: دعَت عليها باللعنة، أي الطرد من رحمة الله.
● خذوا ما عليها: انزعوا المتاع والحمل الذي على الناقة.
● دعوها: اتركوها دون أن تركبوا عليها أو تستفيدوا منها.
● ما يعرض لها أحد: لا يقترب منها أحد أو يمسها.

2. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في إحدى رحلاته (غزوة أو سفر للدعوة)، وكانت هناك امرأة من الأنصار تركب على ناقة، فملت الطريق أو تعبت من السفر، فغضبت ولعنت الناقة (أي دعت عليها باللعنة والطرد من رحمة الله). فسمع النبي صلى الله عليه وسلم هذه اللعنة، فأمر أصحابه بأن يأخذوا المتاع الذي على الناقة ويتركوا الناقة نفسها، قائلاً: "خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة". أي أن هذه الناقة قد استحقت اللعنة بسبب دعوة تلك المرأة عليها، فأصبحت محرم الانتفاع بها، فلا تُركب ولا تُستخدم. ويخبرنا الراوي عمران بن حصين أنه يراها في خياله تمشي بين الناس لا يمسها أحد ولا يستفيد منها، تعيسة منبوذة بسبب تلك اللعنة.

3. الدروس المستفادة منه:

● تحريم اللعن بغير حق: اللعن من الكبائر، ولا يجوز لعن أي مخلوق دون حق، وخاصة الدواب التي لا ذنب لها.
● الرفق بالحيوان: الإسلام يحث على الرحمة بالحيوان وعدم إيذائه، والمرأة هنا أخطأت عندما لعنت الناقة التي لا تقصد إيذاءها.
● أثر الدعاء: الدعاء مستجاب، سواء كان خيرًا أو شرًا، وهذه الناقة استحقت اللعنة بسبب دعوة المرأة، فصارت ملعونة في الواقع.
● التقوى في القول: على المسلم أن يحذر لسانه، فلا يتفوه باللعنة أو الدعاء بالشر على الآخرين، فقد يستجاب دعاؤه.
● العدل الإلهي: حتى الحيوان يُؤاخذ بلعنة الإنسان إذا استحقتها، وهذا يدل على عدل الله تعالى.
● القدوة النبوية: النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك الأمر، بل تدخل ليبين خطورة اللعن وأثره.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- يستدل به العلماء على تحريم لعن الحيوان أو أي كائن غير مستحق للعن.
- فيه إشارة إلى أن الدعاء على الغير قد يُستجاب، فيجب الحذر منه.
- ينبغي للمسلم إذا غضب أن يقول: "اللهم إني أسألك الخير" أو يستعيذ بالله من الشيطان، ولا يلعن.
- القاعدة الفقهية المستفادة: "الدعاء مستجاب، فاحذر ما تدعو به".
نسأل الله أن يعيننا على حفظ ألسنتنا، وأن يجنبنا اللعن والسب، وأن نكون رحماء بالحيوان والخلق جميعًا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٩٥) من طرق عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 883 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة

📜 حديث: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية