حديث: صاحب الدابة أولى بصدرها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب صاحب المركب أولى بصدره إلا أن يجعله صاحبه لغيره
حسن: رواه أحمد (١٥٤٧٨)، والطبراني في الكبير (٤/ ٢٥)، وفي الأوسط (١٩٤٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٨٥٣) كلهم من طريق حيوة قال: أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن مُليل، عن عبد الرحمن بن أبي أمية، أن حبيب بن مسلمة أتى قيس بن سعد بن عبادة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهم، وهو حسن.
أولاً: قصة الحديث وسببه:
يحدثنا هذا الحديث عن موقف نبيل في زمن الفتنة، وهو لقاء بين قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري -رضي الله عنه- وهو من كبار الصحابة وأشرافهم، وحبيب بن مسلمة الفهري -رضي الله عنه- وهو من قادة الفتح الإسلامي. والفتنة الأولى المقصودة هي الفتنة التي وقعت بين المسلمين بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
ثانياً: شرح المفردات:
● أخر عن السرج: أي نزل عن سرج الفرس (الذي يوضع على ظهر الدابة للركوب).
● صاحب الدابة أولى بصدرها: أي أن صاحب الدابة (مالكها أو من هي تحت يده) هو الأحق والأولى بالجلوس في أفضل موضع فيها، وهو صدرها (مقدّمها).
● لست أجهل ما قال رسول الله ﷺ: أي لست جاهلاً بالحديث أو أنساه.
● ولكني أخشى عليك: أي أخاف عليك من المشقة أو التعب.
ثالثاً: شرح الحديث ومعناه الإجمالي:
يصور لنا هذا الموقف أخلاق الصحابة -رضوان الله عليهم- حتى في أحلك الظروف وأصعب الأوقات (أثناء الفتنة). فحبيب بن مسلمة يرى قيس بن سعد ماشياً، فينزل عن فرسه ويعرض عليه الركوب تكريماً له وإجلالاً لمقامه. لكن قيس بن سعد يرفض هذا الكرم ويتحرج أن يأخذ مكان صاحب الدابة، مستدلاً بحديث النبي ﷺ الذي يبين أن صاحب الدابة هو الأولى بالجلوس في صدرها (أي في مكان الراكب الرئيسي)، ولا ينبغي له أن يتنازل عنه لغيره إلا طواعيةً وكَرَمًا.
فرد عليه حبيب بن مسلمة مؤكداً أنه يعلم الحديث جيداً، ولكن نيته كانت نبيلة، وهي الخوف على قيس من مشقة المشي، وليست جهلاً بالسنة.
رابعاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- التمسك بالأخلاق النبوية في كل الظروف: حتى في أوقات الخلاف والفتن، بقي الصحابة يحافظون على كريم أخلاقهم وآدابهم، يتكرموا ويتحابوا.
2- التكريم والإجلال لأهل الفضل: فعل حبيب بن مسلمة يدل على توقير كبار الصحابة وإجلالهم، وهذا من الأدب الواجب.
3- الحرص على تطبيق السنة والاستدلال بها: لم يرفض قيس العرض مجرد رفض، بل استدل بحديث النبي ﷺ ليعلمه الحكم الشرعي، فهو يعلم أن صاحب الدابة لا يجب عليه التنازل عن مكانه، وإنما ذلك من كرمه.
4- حسن النية والاعتذار بلطف: رد حبيب كان راقياً، حيث لم يغضب أو يستفسر باستفزاز، بل اعتذر بلطف وبيّن أن دافعه هو الخوف والحرص على أخيه، وليس الجهل بالسنة.
5- آداب الركوب والاستئذان: الحديث أصل في أن الأفضلية في صدر الدابة لصاحبها، ولا ينبغي لأحد أن يطالب بها، إلا إذا تنازل عنها صاحبها طواعية وكرمًا.
خامساً: معلومات إضافية:
- الحديث يدخل في باب "آداب الركوب والصحبة".
- يظهر هذا الموقف أن الخلاف بين الصحابة -رضوان الله عليهم- كان اجتهادياً، ولم يخرجهم عن دائرة الأخوة والإيمان، وكانوا يتراحمون ويتآخون رغم الاختلاف.
- قيس بن سعد بن عبادة كان معروفاً بكرمه الشديد وجوده، حتى قيل فيه أشعار تُمدح فيها كرمه.
أسأل الله أن يجمعنا بهم في جنات النعيم، وأن يرزقنا حسن التأسي بأخلاقهم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عبد العزيز بن عبد الملك بن مُليل البلوي القضاعي من رجال التعجيل، روى عنه جمعٌ، ووثّقه ابن حبان، ومن أجل شيخه عبد الرحمن بن أبي أمية الكناني الضمري المكي ثم المصري وهو أيضا من رجال التعجيل، روى عنه جمع، وذكره البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٢٥٧) أنه سمع ابن عمر في غزوة البحر، وذكره ابن حبان في الثقات في الطبقة الثالثة.
قال ابن حجر: «لو عرف ابن حبان رواية طلق التي ذكرها البخاري، لذكره في التابعين لتصريحه بسماعه من ابن عمر».
وقال أبو سعيد بن يونس: «عبد الرحمن بن أبي أمية الكناني الضمري يكنى أبا الوليد، كان رجلا صالحا، مات قريبا من سنة ثمان ومائة». انتهى.
وقوله: «في الفتنة الأولى» لعله يقصد به فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه.
وفي معناه ما روي عن عبد الله بن حنظلة قال: قال رسول الله ﷺ: «الرجل أحق بصدر فراشه، وأحق بصدر دابته، وأحق أن يؤمَّ في بيته».
رواه البزار - كشف الأستار (٤٧٠)، والبيهقي (٣/ ١٢٥، ١٢٦) كلاهما من طريق إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، ثنا المسيب بن رافع ومعبد بن خالد، عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال: كنا في منزل قيس بن سعد بن عبادة، ومعنا ناس من أصحاب النبي ﷺ فقلنا له تقدم، فقال: ما كنت لأفعل، فقال عبد الله بن حنظلة: قال رسول الله ﷺ، فذكر الحديث، فأمر مولى له فتقدم فصلى.
وإسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ضعيف عند جمهور أهل العلم، وبه أعله الهيثمي في المجمع (٢/ ٦٥) إلا أنه قال: ووثّقه يعقوب بن شيبة، ووثّقه ابن حبان.
وكذلك لا يصح ما روي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «الرجل أحق بصدر فراشه».
رواه البيهقي (٣/ ٦٩) من طريق سعيد بن زربي، ثنا ثابت، عن أنس، فذكره.
وسعيد بن زربي - بفتح الزاي وسكون الراء - ضعيف باتفاق أهل العلم حتى قال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 882 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 857 الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب
- 858 إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم
- 859 يتخلف في المسير فيزجي الضعيف ويردف ويدعو لهم
- 860 كان رسول الله ﷺ يخرج في سفر إلا يوم الخميس
- 861 خروج النبي في غزوة تبوك يوم الخميس
- 862 نهي السفر بالقرآن إلى أرض العدو
- 863 رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير
- 864 النبي ﷺ آخذٌ بيد عمر بن الخطاب
- 865 من رحم الشاة رحمه الله
- 866 إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم
- 867 بغي سقت كلباً كاد يموت عطشاً فغفر لها.
- 868 في كل كبد رطبة أجر
- 869 الأجر في سقي كل كائن حي
- 870 في كل ذات كبد حرى أجر
- 871 في كل ذات كبد حرّى أجر
- 872 اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة
- 873 الجمل يشكو إلى النبي ﷺ من الجوع والتعب
- 874 ما تأتون إلى البهائم
- 875 لا نسبح حتى نحل الرحال
- 876 إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر
- 877 اركبوا الدواب سالمة ولا تتخذوها كراسي
- 878 ثلاثة على دابة
- 879 نهي عن ركوب الجلّالة
- 880 أنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي
- 881 صاحب الدابة أحق بصدرها
- 882 صاحب الدابة أولى بصدرها
- 883 خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة
- 884 لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة
- 885 من هذا اللاعن بعيره؟ لا تدعوا على أنفسكم ولا على...
- 886 أخرها فقد أُجِبْت فيها
- 887 لا يصحبني شيء ملعون
- 888 لا تسر معنا على بعير ملعون
- 889 دخلت امرأة النار في هرة ربطتها
- 890 لا هي أطعمتها ولا سقتها، إذ حبستها، ولا هي تركتها...
- 891 أحرقت أمة من الأمم تسبح لأن نملة قرصتك
- 892 نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة
- 893 نهي النبي عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد
- 894 الذباب كله في النار إلا النحلة
- 895 فضل النحلة
- 896 نهي النبي ﷺ عن قتل الضفدع
- 897 لا تقتلوا الجراد فإنه جند من جنود الله
- 898 خمس فواسق يقتلن في الحرم
- 899 إني لأعجب ممن يأكل الغراب فقد أذن النبي في قتله
- 900 الغراب فاسق
- 901 الفويسق
- 902 أمر النبي ﷺ بقتل الوزغ وسماه فويسقا.
- 903 أمر النبي بقتل الأوزاغ وكان ينفخ على إبراهيم
- 904 من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة
- 905 لا تلعنوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة
- 906 عن النهي عن الضرب في الوجه والوسم في الوجه
معلومات عن حديث: صاحب الدابة أولى بصدرها
📜 حديث: صاحب الدابة أولى بصدرها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صاحب الدابة أولى بصدرها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صاحب الدابة أولى بصدرها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صاحب الدابة أولى بصدرها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








