حديث: لا عيش إلا عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن لا عيش إلا عيش الآخرة

عن أنس بن مالك، عن النبي ﷺ أنه قال:
«اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ... فأصلح الأنصار والمهاجرة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤١٣)، ومسلم في الجهاد والسير (١٨٠٥) كلاهما من طريق محمد بن جعفر غندر، عن شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس بن مالك، عن النبي ﷺ أنه قال:
«اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ... فأصلح الأنصار والمهاجرة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو جزء من دعاء كان النبي يدعو به، وله أهمية كبرى في توجيه القلب نحو الآخرة وبيان حقيقة الدنيا.

أولاً. نص الحديث كاملاً كما ورد في الصحيحين:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أكثر دعوة يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة".
(رواه البخاري ومسلم)
وفي رواية: "فأصلح الأنصار والمهاجرة".


ثانياً. شرح المفردات:


● "لا عيش إلا عيش الآخرة":
● عيش: الحياة الحقيقية المستقرة الكاملة.
● عيش الآخرة: الحياة الحقيقية الدائمة في الجنة التي لا نصب فيها ولا تعب.
● "فاغفر للأنصار والمهاجرة" / "فأصلح الأنصار والمهاجرة":
● اغفر: اسْتَرْ ذنوبهم وتجاوز عنها.
● أصلح: أصلح أحوالهم وقلوبهم وشؤونهم.
● الأنصار: هم أهل المدينة الذين ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● المهاجرة: هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة fleeing persecution.


ثالثاً. شرح الحديث:


1- "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة":
هذا تعليم من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته أن الحياة الحقيقية المستقرة التي لا تنقطع ولا تكدرها هموم ومصائب هي حياة الآخرة في الجنة. أما الحياة الدنيا فهي:
● عيش مؤقت ينتهي بالموت.
● عيش مليء بالهموم والأحزان والمشاق.
● عيش زائل لا يستقر مع الإنسان.
فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يذكرنا بأن نعمل للآخرة، ولا نغتر بالدنيا وزينتها، وأن نجعل همنا الأكبر هو نعيم الآخرة ودوامه.
2- "فاغفر للأنصار والمهاجرة" / "فأصلح الأنصار والمهاجرة":
بعد أن سأل الله تعالى الحياة الحقيقية في الآخرة، توجه بالدعاء لأصحابه الذين تحملوا مشاق الدعوة والهجرة والنصرة. وهذا يدل على:
● شدة حبه ووفائه للأنصار والمهاجرين.
● حرصه على هدايتهم وصلاحهم ومغفرة ذنوبهم.
● تواضعه صلى الله عليه وسلم حيث جمع نفسه معهم في الدعاء.


رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الزهد في الدنيا وعدم الاغترار بها: فالحياة الحقيقية هي في الآخرة، وعلينا أن نعمل لها كما لو كنا سنعيش أبداً.
2- الإكثار من الدعاء بهذا الدعاء: فهو يجمع بين طلب الخير في الآخرة والاستعداد لها، وطلب المغفرة والصلاح في الدنيا.
3- محبة الصحابة والدعاء لهم: فهم الذين تحملوا الأذى في سبيل الله، ونصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعوته لهم توطيد للمحبة والأخوة في الله.
4- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في حرصه على أمته: حيث كان يدعو لهم ويشفق عليهم، وعلينا أن ندعو لإخواننا المسلمين.
5- التوجه إلى الله تعالى في كل شيء: فالحياة الحقيقية والمغفرة والصلاح كلها بيد الله تعالى، وهو الذي يمن بها على عباده.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يكثر منها، مما يدل على أهميتها.
- يستحب للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء في صلاته وفي أوقات إجابة الدعاء.
- الحديث يربي في المسلم الإحساس بالمسؤولية تجاه إخوانه، فيدعو لهم كما دعا النبي لأصحابه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يغفر لنا ولإخواننا المسلمين، وأن يمكن لنا في الدنيا ويجعل عيشنا عيش الآخرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤١٣)، ومسلم في الجهاد والسير (١٨٠٥) كلاهما من طريق محمد بن جعفر غندر، عن شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 88 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا عيش إلا عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة

  • 📜 حديث: لا عيش إلا عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا عيش إلا عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا عيش إلا عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا عيش إلا عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب