حديث: ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب الزهد والرقاق

باب الشكر على نعمة اللَّه

عن أبي هريرة أنه سمع النبي ﷺ يقول: «إن ثلاثة في بني إسرائيل، أبرص وأقرع
وأعمى، فأراد اللَّه أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكًا، فأتى الأبرص فقال: أيّ شيء أحب إليك؟ قال: لونٌ حسن وجلدٌ حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه قذَرُه، وأُعطي لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا، قال: فأيّ المال أحب إليك؟ قال: الإبل -أو قال: البقر- شك إسحاق، إلا أن الأبرص أو الأقرع قال أحدهما: الإبل، وقال الآخر: البقر - قال: فأُعطيَ ناقة عُشَراء، فقال: بارك اللَّه لك فيها. قال: فأتى الأقرَع فقال: أيّ شيء أحب إليك؟ قال: شعرٌ حسنٌ ويذهب عنّي هذا الذي قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، وأُعطيَ شعرًا حسنا، قال: فأيّ المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأعطي بقرة حاملًا، فقال: بارك اللَّه لك فيها، قال: فأتى الأعمى فقال: أيّ شيء أحب إليك؟ قال: أن يردّ اللَّه إلي بصري فأُبصر به الناس، قال: فمسحه فردّ اللَّه إليه بصره، قال: فأيّ المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شماةً والدًا، فأُنتج هذان وولّد هذا، قال: فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم.
قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجلٌ مسكين، قد انقطعت بيَ الحبال في سفري، فلا بلاغ ليَ اليوم إلا باللَّه ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيرًا أتبلّغ عليه في سفري، فقال: الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبْرص يقذرك الناس؟ فقيرًا فأعطاك اللَّه؟ فقال: إنما ورثت كابرًا عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا، فصيّرك اللَّه إلى ما كنت.
قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، وردّ عليه مثل ما ردّ على هذا، فقال: إن كنت كاذبًا فصيّرك اللَّه إلى ما كنت.
قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، انقطعت بيَ الحبال في سفري، فلا بلاغ ليَ اليوم إلا باللَّه ثم بك، أسألك بالذي ردّ عليك بصرك، شًاة أتبلّغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فردّ اللَّه إليّ بصري، فخذ ما شئت، ودعْ ما شئت، فواللَّه لا أجهدُك اليوم شيئًا أخذته للَّه، فقال: أمسك مالَك، فإنما ابتُليتم، فقد رُضيَ عنك وسُخط على صاحبيك».
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأنبياء (٣٤٦٤)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٩٦٤) كلاهما من طريق همّام، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة أنه سمع النبي ﷺ يقول: «إن ثلاثة في بني إسرائيل، أبرص وأقرع وأعمى، فأراد اللَّه أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكًا، فأتى الأبرص فقال: أيّ شيء أحب إليك؟ قال: لونٌ حسن وجلدٌ حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه قذَرُه، وأُعطي لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا، قال: فأيّ المال أحب إليك؟ قال: الإبل -أو قال: البقر- شك إسحاق، إلا أن الأبرص أو الأقرع قال أحدهما: الإبل، وقال الآخر: البقر - قال: فأُعطيَ ناقة عُشَراء، فقال: بارك اللَّه لك فيها. قال: فأتى الأقرَع فقال: أيّ شيء أحب إليك؟ قال: شعرٌ حسنٌ ويذهب عنّي هذا الذي قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، وأُعطيَ شعرًا حسنا، قال: فأيّ المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأعطي بقرة حاملًا، فقال: بارك اللَّه لك فيها، قال: فأتى الأعمى فقال: أيّ شيء أحب إليك؟ قال: أن يردّ اللَّه إلي بصري فأُبصر به الناس، قال: فمسحه فردّ اللَّه إليه بصره، قال: فأيّ المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شماةً والدًا، فأُنتج هذان وولّد هذا، قال: فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم. قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجلٌ مسكين، قد انقطعت بيَ الحبال في سفري، فلا بلاغ ليَ اليوم إلا باللَّه ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيرًا أتبلّغ عليه في سفري، فقال: الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبْرص يقذرك الناس؟ فقيرًا فأعطاك اللَّه؟ فقال: إنما ورثت كابرًا عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا، فصيّرك اللَّه إلى ما كنت. قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، وردّ عليه مثل ما ردّ على هذا، فقال: إن كنت كاذبًا فصيّرك اللَّه إلى ما كنت. قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، انقطعت بيَ الحبال في سفري، فلا بلاغ ليَ اليوم إلا باللَّه ثم بك، أسألك بالذي ردّ عليك بصرك، شًاة أتبلّغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فردّ اللَّه إليّ بصري، فخذ ما شئت، ودعْ ما شئت، فواللَّه لا أجهدُك اليوم شيئًا أخذته للَّه، فقال: أمسك مالَك، فإنما ابتُليتم، فقد رُضيَ عنك وسُخط على صاحبيك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ الذي يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وفيه عبرة وعظة لكل مسلم. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا وفق المنهج المطلوب:

1. شرح المفردات:


● أبرص: المصاب بمرض البرص الذي يغير لون الجلد.
● أقرع: المصاب بالصلع أو فقدان الشعر.
● أعمى: فاقد البصر.
● عُشَراء: الناقة الحامل في شهرها العاشر، وهي من أفضل الإبل.
● شَاءً والدًا: نعجة ذات ولد، أي أمًّا للخراف.
● وادٍ: الكثير من الإبل أو البقر أو الغنم الذي يملأ الوادي.
● انقطعت بي الحبال: تعبير مجازي يعني انقطاع أسباب السفر وعدم وجود ما يُستعان به.
● كابرًا عن كابر: أي ورثت المال عن آبائي وأجدادي، وليس من عطاء الله المباشر.

2. شرح الحديث:


يحكي النبي ﷺ قصة ثلاثة رجال من بني إسرائيل كانوا مبتلين بعللٍ مختلفة: برص، وصلع، وعمى. فأراد الله تعالى أن يختبر صدق إيمانهم وشكرهم بعد أن يرفع عنهم البلاء.
● ابتلاء الله لهم: ابتلاهم الله بهذه العلل ثم أرسل إليهم ملكًا في صورة بشر ليمتحنهم.
● عطاء الله لهم: سألهم الملك عن أمنياتهم، فطلب كلٌّ منهم الشفاء من علته، ثم سألهم عن أحب المال إليهم، فأعطى كلًّا منهم ما طلب: الأبرص أعطي ناقة حاملًا، والأقرع بقرة حاملًا، والأعمى نعجة ذات ولد.
● بركة الله في العطاء: نمى مال كل منهم حتى صار لكلٍّ وادٍ مملوء بما أعطي.
● اختبار الشكر: بعد أن منَّ الله عليهم بالصحة والمال، عاد الملك إليهم في صورته الأولى (كمحتاج فقير) ليرى كيف سيتصرفون مع نعمة الله.
● الأبرص والأقرع: أنكرا نعمة الله وادعيا أن المال ميراث، فدعا عليهما الملك بأن يعيده الله إلى ما كانا عليه.
● الأعمى: اعترف بنعمة الله وشكرها، وسخَّر ماله في سبيل الله، فَرُضي عنه.

3. الدروس المستفادة منه:


● الشكر على النعم: الواجب على المسلم أن يشكر الله على نعمه ويذكرها ولا ينكرها.
● اختبار الله للعباد: الله يبتلي عباده بالضراء والسراء ليختبر صدق إيمانهم وشكرهم.
● الإنفاق في سبيل الله: من شكر النعمة أن ينفق المسلم مما أعطاه الله في وجوه الخير.
● عاقبة الكفران: من أنعم الله عليه ثم كفر نعمته فإنه يعرض نفسه لعقاب الله.
● الصدق في القول والعمل: الأعمى كان صادقًا مع الله ومع نفسه ففاز بالرضا.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
- القصة من قصص بني إسرائيل التي أخبر بها النبي ﷺ للعبرة والاتعاظ.
- يُستفاد من الحديث أن الله يقبل الدعاء ويرفع البلاء عن الصابرين الشاكرين.
- ينبغي للمسلم أن يتذكر نعم الله عليه ويحافظ عليها بالشكر والطاعة.
أسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين الصابرين، وأن لا يحرمنا نعمة بسبب كفران أو جحود. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأنبياء (٣٤٦٤)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٩٦٤) كلاهما من طريق همّام، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 84 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى

  • 📜 حديث: ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب