حديث: تجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الصبح والعصر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الشكر على نعمة اللَّه

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: حدّثنا فلان رجل من أصحاب النبي ﷺ أنه
سمع النبي ﷺ يقول: فذكر حديثًا، قال: وقال رسول اللَّه ﷺ: «تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة العصر وصلاة الصبح، فتصعد ملائكة النهار في صلاة العصر، وتبقى فيكم ملائكة الليل، وتصعد ملائكة الليل في صلاة الصبح، وتبقى فيكم ملائكة النهار، ويقولون: أتيناهم وهم يصلّون، وتركنا هم وهم يصلون، وتركنا فيهم رجلًا لم يصبه خير قط، ولا بلاء قط، إلا علم أنه منك، فيقول: ابتلوا عبدي، أو زيدوا عبدي» قال سفيان: لا أدري بأيتهما بدأ، قال: «فيبتلونه، ثم يقول: ابتلوه فيُبتلى، ثم يقول: ابتلوه وهو أعلم، فيقولون: انتهى البلاء أي رب، فيقول: زيدوه، فيزاد، ثم يقول: زيدوه، فيزاد، ثم يقول: زيدوه، فيزاد، ثم يقول: زيدوه وهو أعلم، فيقولون: انتهى المزيد أي رب، فيقول: كيف تركتم عبدي في البلاء، وكيف رأيتموه في الرخاء؟ فيقولون: أي رب، أصبر عبد وأشكره، فيقول: اكتبوا عبدي ممن لا يبدّل ولا يغيّر، حتى يلقاني».

صحيح: رواه ابن أبي عمر العدني في مسنده كما في المطالب العالية (٣١٤٠) عن سفيان (هو ابن عيينة)، عن عطاء بن السائب قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: فذكره.

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: حدّثنا فلان رجل من أصحاب النبي ﷺ أنه
سمع النبي ﷺ يقول: فذكر حديثًا، قال: وقال رسول اللَّه ﷺ: «تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة العصر وصلاة الصبح، فتصعد ملائكة النهار في صلاة العصر، وتبقى فيكم ملائكة الليل، وتصعد ملائكة الليل في صلاة الصبح، وتبقى فيكم ملائكة النهار، ويقولون: أتيناهم وهم يصلّون، وتركنا هم وهم يصلون، وتركنا فيهم رجلًا لم يصبه خير قط، ولا بلاء قط، إلا علم أنه منك، فيقول: ابتلوا عبدي، أو زيدوا عبدي» قال سفيان: لا أدري بأيتهما بدأ، قال: «فيبتلونه، ثم يقول: ابتلوه فيُبتلى، ثم يقول: ابتلوه وهو أعلم، فيقولون: انتهى البلاء أي رب، فيقول: زيدوه، فيزاد، ثم يقول: زيدوه، فيزاد، ثم يقول: زيدوه، فيزاد، ثم يقول: زيدوه وهو أعلم، فيقولون: انتهى المزيد أي رب، فيقول: كيف تركتم عبدي في البلاء، وكيف رأيتموه في الرخاء؟ فيقولون: أي رب، أصبر عبد وأشكره، فيقول: اكتبوا عبدي ممن لا يبدّل ولا يغيّر، حتى يلقاني».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم فيه بيان لعظمة صلاتي الفجر والعصر، وفضل الصبر والثبات على البلاء، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً إن شاء الله.

أولاً. شرح المفردات:


● "تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار": أي فريقا الملائكة الموكلين بتعاقب الليل والنهار، الذين يتعاقبون على بني آدم، فريق بالليل وفريق بالنهار.
● "في صلاة العصر وصلاة الصبح": أي وقت هاتين الصلاتين.
● "فتصعد ملائكة النهار في صلاة العصر": أي ينتهي عمل ملائكة النهار ويصعدون إلى السماء عند صلاة العصر.
● "ويقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون": يشهدون للمصلين بأنهم وجدوهم يصلون عند مجيئهم (بداية وقتهم)، وتركوهم يصلون عند انتهاء وقتهم.
● "ولم يصبه خير قط، ولا بلاء قط": أي لم يُختَبَر في دنياه لا بنعمة ظاهرة ولا بمصيبة.
● "ابْتَلُوا عَبْدِي": أي اختبروه وامتحنوه بالبلاء.
● "زِيدُوا عَبْدِي": أي زيدوا في نعمائه وخصاله الحسنة.
● "لا يُبَدَّل ولا يُغَيَّر": أي ثابت على إيمانه وطاعته، لا يرتد عن دينه ولا يتغير حاله عند تغير الأحوال.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن أمر عظيم يحدث كل يوم وليلة، حيث تتعاقب فرقتان من الملائكة: ملائكة الليل وملائكة النهار. يجتمعون معاً في وقتين مباركين: وقت صلاة الفجر ووقت صلاة العصر.
- عند صلاة العصر: تصعد ملائكة النهار (الذين كانوا معكم طوال النهار) إلى السماء لتقديم تقريرهم إلى الله تعالى، ويبقى معكم ملائكة الليل.
- عند صلاة الفجر: تصعد ملائكة الليل (الذين كانوا معكم طوال الليل) إلى السماء، ويبقى معكم ملائكة النهار.
وكلا الفريقين يشهدان للمصلين الذين أدوا هاتين الصلاتين في جماعة، فيقولون لله تعالى: "أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون"، أي وجدناهم في حالة طاعة عند بداية وقتنا، وتركناهم في حالة طاعة عند انتهاء وقتنا. وهذه شهادة عظيمة للمحافظين على صلاتي الفجر والعصر في جماعة.
ثم يذكر الملائكة لله تعالى أن في الناس رجلاً لم يُختَبَر في دنياه: لم يُعطَ خيراً ظاهراً فيُشكر، ولم يُصَب ببلاء فيُصبر. فهو في حالة وسط، لم تظهر منه صفات الشكر على النعم ولا الصبر على المصائب. فيأمر الله تعالى باختباره وإظهار ما عنده، إما بالبلاء ليرى صبره، أو بالزيادة في النعم ليرى شكره.
فيأمر الله بابتلائه (أي اختباره بالمصيبة)، فيصبر العبد، فيأمر الله بزيادة البلاء، فيصبر، وهكذا حتى يصل إلى أقصى ما يمكن أن يتحمله. أو يأمر بزيادة النعمة (حسب رواية "زيدوا عبدي")، فيشكر العبد، فيأمر الله بزيادة النعم، فيشكر، وهكذا.
ثم يسأل الله الملائكة – وهو أعلم بهم – عن حال عبده هذا أثناء البلاء وأثناء الرخاء، فيشهدون له بالصبر في الشدة والشكر في الرخاء. فيأمر الله تعالى أن يُكتَب هذا العبد في زمرة العباد الثابتين الذين لا يتغيرون ولا يبدلون إيمانهم، حتى يلقوا ربهم وهم على هذه الحال من الثبات.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة صلاتي الفجر والعصر: الحديث يبين الفضل العظيم للمحافظة على هاتين الصلاتين في جماعة، حتى إن الملائكة تشهد للعبد بذلك بين يدي الله.
2- شهادة الملائكة لأهل الطاعة: الملائكة كتبة الحسنات يشهدون للمصلين ويذكرون حالهم الطيب عند الله.
3- حكمة الابتلاء والاختبار: الحياة الدنيا دار اختبار وامتحان، والله يبتلي عباده بالسراء والضراء ليميز الصادق من المنافق، والصابر من الجازع، والشاكر من الجاحد.
4- ثمرة الصبر والشكر: أن الصبر على البلاء والشكر على النعمة هما سبب للثبات على الدين والوصول إلى أعلى الدرجات عند الله.
5- العدل الإلهي: الله تعالى هو الحكم العدل، لا يبتلي عبداً أو ينعم عليه إلا لحكمة يعلمها، وهو أعلم بما يصلح عباده.
6- الترغيب في الثبات: الحديث بشرى عظيمة للصابرين الشاكرين بأنهم سيكتبون عند الله من الثابتين الذين لا يزعزعهم بلاء ولا تفتنهم نعمة.

رابعاً. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال عنه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع": (حسن).
● الحديث يدل على أن العبد لا ينبغي له أن يتمنى عدم البلاء أو الخلو من الاختبارات، بل عليه أن يستعد بالصبر والإيمان لمواجهة تقلبات الدنيا، فإن في الابتلاء تكفيراً للسيئات ورفعة في الدرجات.
● من فوائد الحديث: الحث على المحافظة على الصلوات الخمس وخاص
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي عمر العدني في مسنده كما في المطالب العالية (٣١٤٠) عن سفيان (هو ابن عيينة)، عن عطاء بن السائب قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: فذكره.
وعطاء بن السائب ثقة إلا أنه اختلط، لكن رواية سفيان بن عيينة عنه قبل اختلاطه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 85 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الصبح والعصر

  • 📜 حديث: تجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الصبح والعصر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الصبح والعصر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الصبح والعصر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تجتمع ملائكة الليل والنهار في صلاة الصبح والعصر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب