حديث: لا يزال لسانك رَطْبا من ذكر اللَّه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من طال عمره وحسن عمله

عن عبد اللَّه بن بُسر قال: أتى النبي ﷺ أعرابيان، فقال أحدهما: من خير الرجال يا محمد؟ قال النبي ﷺ: «من طال عُمُره وحَسُن عمله» وقال الآخر: إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا، فبابٌ نتمسّك به جامع؟ قال: «لا يزال لسانك رَطْبا من ذكر اللَّه».

صحيح: رواه الترمذيّ (٢٣٢٩، ٣٣٧٥)، وأحمد (١٧٦٨٠، ١٧٦٩٨) -والسياق له- كلاهما من طرق عن عمرو بن قيس الكندي، عن عبد اللَّه بن بسر، فذكره.

عن عبد اللَّه بن بُسر قال: أتى النبي ﷺ أعرابيان، فقال أحدهما: من خير الرجال يا محمد؟ قال النبي ﷺ: «من طال عُمُره وحَسُن عمله» وقال الآخر: إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا، فبابٌ نتمسّك به جامع؟ قال: «لا يزال لسانك رَطْبا من ذكر اللَّه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم فيه موعظة وحكمة من النبي صلى الله عليه وسلم، رواه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه، وهو حسن.

أولاً. شرح المفردات:


● أعرابيان: رجلان من سكان البادية.
● طال عُمُره: كثرت سنوات حياته.
● حَسُن عمله: صلح عمله واتصف بالإخلاص والمتابعة للسنة.
● شرائع الإسلام: فرائضه وواجباته وسننه.
● بابٌ نتمسّك به جامع: شيء واحد شامل نعتصم به ونداوم عليه.
● لا يزال: لتداومن وتبقين.
● رَطْبا: مبتلاً بالذكر، حياً نشطاً، وقيل: طرياً من كثرة الذكر.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن أعرابيين قدما على النبي صلى الله عليه وسلم ليسألاه عن أمور تدل على حرصهما على الخير.
السؤال الأول: سأل أحد الأعراب عن صفة خير الرجال، أي الذي هو أفضل من غيره وأكملهم منزلة. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ليس الذي بكثرة ماله أو جاهه أو قوته، بل المعيار الحقيقي للتفاضل هو طول العمر مع حسن العمل. فالعمر هبة عظيمة من الله، وهو رأس مال العبد، فإذا استثمره في الطاعات والأعمال الصالحة، كلما طال عمره ازداد رصيده من الحسنات وارتفعت درجاته عند الله تعالى.
السؤال الثاني: سأل الأعرابي الآخر سؤالاً دقيقاً يعبر عن همة عالية، حيث شعر بأن تكاليف الإسلام كثيرة (من صلاة، وصوم، وزكاة، وحج، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر... إلخ) فطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يرشده إلى عمل واحد جامع يسهل المداومة عليه ويجمع له خيري الدنيا والآخرة. فكانت الإجابة النبوية المعجزة: «لا يزال لسانك رَطْبا من ذكر اللَّه».
وهذا الجواب يحمل كنزاً عظيماً، فذكر الله هو روح الأعمال كلها وسر قبولها. وهو عمل سهل على اللسان، خفيف على القلب، لا يتطلب جهداً بدنياً كبيراً، ولا مالاً، ولا شروطاً معقدة، ويستطيع الإنسان أن يفعله في كل حال: قائماً وقاعداً وعلى جنبه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- معيار التفاضل الحقيقي: التفاضل بين الناس عند الله ليس بالصور والأشكال، وإنما بتقوى الله وحسن العمل، وكمال الإنسان في طول عمره في الطاعة.
2- نعمة طول العمر: عمر المسلم نعمة عظيمة إذا أحسن استغلاله، وهو فرصة لتكثير الحسنات وتكفير السيئات.
3- يسر الإسلام وسماحته: النبي صلى الله عليه وسلم لم يعنف الأعرابي على قوله "كثُرت علينا"، بل فهم حرصه على الخير وأرشده إلى ما هو أيسر وأجمع.
4- فضل ذكر الله تعالى: الحديث يرفع من قيمة ذكر الله ويبين أنه من أعظم الأعمال وأيسرها وأجمعها للخير. وهو يغذي القلب ويورث محبة الله، ويطرد الشيطان، وينور الوجه، ويجلب الرزق، ويورث الطمأنينة.
5- الحكمة في التربية والدعوة: النبي صلى الله عليه وسلم كان يختار للأعرابي الجواب المناسب لحالته، وهو العمل السهل الذي لا يشق عليه، ليدخل إلى الخير من أوسع أبوابه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- من أنواع الذكر: التسبيح (سبحان الله)، والتحميد (الحمد لله)، والتهليل (لا إله إلا الله)، والتكبير (الله أكبر)، ودعاء الخير، وتلاوة القرآن.
- يستحب الإكثار من الذكر خاصة في الصباح والمساء، وعقب الصلوات، وفي كل وقت.
- هذا الحديث يدل على أن أفضل العمل ما داوم عليه صاحبه وإن قل، فالمداومة على ذكر الله أفضل من عمل كبير منقطع.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، وأن يجعل ألسنتنا رطبة بذكره، وأن يطول أعمارنا في طاعته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٣٢٩، ٣٣٧٥)، وأحمد (١٧٦٨٠، ١٧٦٩٨) -والسياق له- كلاهما من طرق عن عمرو بن قيس الكندي، عن عبد اللَّه بن بسر، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 66 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يزال لسانك رَطْبا من ذكر اللَّه

  • 📜 حديث: لا يزال لسانك رَطْبا من ذكر اللَّه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يزال لسانك رَطْبا من ذكر اللَّه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يزال لسانك رَطْبا من ذكر اللَّه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يزال لسانك رَطْبا من ذكر اللَّه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب