بسم الله توكّلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل أو

حديث: بسم الله توكّلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل أو

عن أمّ سلمة أن النبي ﷺ كان إذا خرج من بيته قال: «بسم اللَّه توكّلت على اللَّه، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزِلّ أو نضِلّ أو نَظلِم أو نُظلَم أو نَجهل أو يُجهل علينا».

صحيح: رواه أبو داود (٥٠٩٤)، والترمذي (٣٤٢٧)، والنسائي (٥٤٨٦)، وابن ماجه (٣٨٨٤)، وأحمد (٢٦٦١٦، ٢٦٧٠٤)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (١٧٧)، والحاكم (١/ ٥١٩) كلهم من طرق عن منصور، عن الشعبي، عن أمّ سلمة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا حديث عظيم رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، وصححه الألباني. وهو من الأدعية النبوية التي كان النبي ﷺ يداوم عليها عند خروجه من بيته.

أولاً. شرح المفردات:

● تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ: اعتمدت عليه ووثقت به في جميع أموري، وأسندت إليه شؤوني.
● نَزِلَّ: نزل عن الطريق المستقيم، أو نزل في منزلة الدون، أو نعثر ونسقط (حقيقة أو مجازاً).
● نَضِلَّ: نضل عن الهدى والحق، أو نضل الطريق.
● نَظْلِم: نعتدي على غيرنا ونبخسه حقه.
● نُظْلَم: يُعتدى علينا ويُبخس حقنا.
● نَجْهَل: نتصرف بجهل وسفه وطيش.
● يُجْهَلَ عَلَيْنَا: يُجهل علينا، أي يُساء إلينا ويُعامل معاملة الجاهلين من الشتم والإهانة والظلم.

ثانياً. شرح الحديث:

كان النبي ﷺ يبدأ خروجه من بيته - وهو مكان الأمن والطمأنينة - بهذا الدعاء الجامع، الذي يجمع بين:
1- البداءة باسم الله: (بِسْمِ اللَّهِ) استفتاحاً لأمره كله، واستعانةً به.
2- التوكل عليه سبحانه: (تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ) إعلاناً للاعتماد الكلي على الله وحده، وليس على القوة أو الحيلة أو المال.
3- الاستعاذة من ستة أمور خطيرة قد يواجهها الإنسان في خروجه إلى الناس والتعامل معهم، وهي شرور متقابلة:
● الاستعاذة من فعل الشر بنفسه: (أَنْ نَزِلَّ أَوْ نَضِلَّ أَوْ نَظْلِمَ أَوْ نَجْهَلَ).
● نَزِلَّ أو نَضِلَّ: الاستعاذة من الزلل في الدين (الخطأ في الاعتقاد أو العمل) أو الزلل في الدنيا (السقوط أو الضياع).
● نَظْلِم: الاستعاذة من أن تكون ظالماً معتدياً على الآخرين.
● نَجْهَل: الاستعاذة من أن تتصرف بجهالة وسفه، مما يجرُّ عليك الشرور.
● الاستعاذة من أن يُفعل به الشر: (أَوْ نُظْلَمَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيْنَا).
● نُظْلَم: الاستعاذة من أن تَقعَ ضحيةً لظلم الآخرين.
● يُجْهَلَ عَلَيْنَا: الاستعاذة من أن يُساء إليك أو يُشتم أو يُهان.
فهو دعاء يحفظ الإنسان من أن يكون ظالماً أو مظلوماً، ضالاً أو مضللاً، جاهلاً أو مُجهَلاً عليه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- حكمة النبي ﷺ: في جمع هذا الدعاء العظيم، فهو يطلب السلامة في الدين والدنيا، في النفس وفي التعامل مع الآخرين.
2- الاستعانة بالله عند البدء في أي أمر: فخروج الإنسان من بيته مواجهة لعالم مليء بالمفاجآت والمخاطر، فلا عاصم إلا الله.
3- الحرص على سلامة الدين أولاً: فبدء الدعاء بالاستعاذة من الزلل والضلال يدل على أن الخوف على الدين هو الأولوية.
4- العدل والخلق الكريم: الدعاء يشمل الحرص على عدم الظلم والجهل، مما يحث المسلم على التحلي بالعدل والحلم في جميع أحواله.
5- التحصّن من شرور الآخرين: الاعتراف بأن الشر قد يأتي من الخارج، فيستعيذ المسلم بالله من ظلم الناس وجهلهم.
6- أن الدعاء سلاح المؤمن: في كل وقت وحين، وخاصة عند انتقاله من مكان إلى آخر.

رابعاً. فوائد إضافية:

- يستحب للمسلم أن يقول هذا الدعاء كلما خرج من بيته لأي غاية، صغيرها وكبيرها.
- هذا الدعاء سبب من أسباب حفظ الله لعبده كما في قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}.
- يجمع الدعاء بين "الاستعاذة" (اللهم إنا نعوذ بك) و "التوكل" (توكلت على الله)، مما يجعله كاملاً في التضرع والاعتماد على الله.
أسأل الله أن يحفظنا من كل سوء، وأن يجعلنا من المتوكلين عليه حق التوكل.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٠٩٤)، والترمذي (٣٤٢٧)، والنسائي (٥٤٨٦)، وابن ماجه (٣٨٨٤)، وأحمد (٢٦٦١٦، ٢٦٧٠٤)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (١٧٧)، والحاكم (١/ ٥١٩) كلهم من طرق عن منصور، عن الشعبي، عن أمّ سلمة، فذكرته. والسياق للترمذي.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وربما توهّم متوهّم أن الشعبي لم يسمع من أمّ سلمة وليس كذلك، فإنه دخل على عائشة وأم سلمة جميعا، ثم أكثر الرواية عنهما جميعا». اهـ
والكلام عليه مبسوط في الأذكار.
معنى التوكّل: ليس التوكل القعود عن الكسب، بل التوكل: هو السعي والجهد في طلب الرزق من الطرق المشروعة ثم التفويض إلى اللَّه ما قدّره له.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بسم الله توكّلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل أو

📜 حديث: بسم الله توكّلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل أو

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بسم الله توكّلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل أو

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بسم الله توكّلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل أو

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بسم الله توكّلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل أو

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية