حديث: الإسلام يهدم ما كان قبله، والهجرة تهدم ما كان قبلها، والحج يهدم ما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الإسلام يهدم ما كان قبله إلا من أساء

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول اللَّه ﷺ: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٩٢: ١٢١) من طرق عن حيوة بن شريح، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة المهري، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول اللَّه ﷺ: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنن نبيه ﷺ.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يبين فيه رحمة الله تعالى بعباده ومغفرته للذنوب، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله، ومستنداً إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله ﷺ: «أَما عَلِمْتَ أَنَّ الإسْلامَ يَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الهِجْرَةَ تَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَها، وَأَنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَهُ».
رواه مسلم في صحيحه.


أولاً. شرح المفردات:


● يَهْدِمُ: يهدم هنا بمعنى يُبطل ويمحو ويزيل، كأنه يهدم بناء الذنوب والخطايا فيزيلها ويجتثها من أصولها. وليس المقصود الهدم الحقيقي للبناء.
● ما كان قبله: أي الذنوب والخطايا والمعاصي التي ارتكبها الإنسان قبل هذا الفعل العظيم (الإسلام، أو الهجرة، أو الحج).
● الإسلام: المقصود به هنا الدخول في دين الله تعالى من الكفر، أي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
● الهجرة: هي الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام طلباً لمرضاة الله.
● الحج: هو قصد بيت الله الحرام لأداء المناسك المعروفة على الوجه المشروع.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن ثلاثة أمور عظيمة تمحو ما قبلها من الذنوب، وهي:
1- الإسلام يهدم ما كان قبله:
- المعنى: أن من دخل في الإسلام من الكفر، فإن توبته مقبولة، وذنوبه السابقة كلها مغفورة، وكأنه وُلد من جديد لا ذنب عليه. فالكفر أعظم الذنوب، فإذا غُفر فإن ما دونه من الذنوب أولى بالمغفرة.
- الدليل: قوله تعالى: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: 38]. وهذا من أعظم رحمة الله تعالى بعباده.
2- الهجرة تهدم ما كان قبلها:
- المعنى: أن من هاجر إلى الله ورسوله، تائباً من ذنوبه، فإن هجرته تكفر ما ارتكبه قبلها من الذنوب (ما عدا حقوق العباد، كالدماء والأموال، فهذه لا بد من ردها أو استحلال صاحبها).
- الهجرة هنا كانت واجبة في زمن النبي ﷺ على من قدر عليها، وهي الآن مستحبة لمن يعيش في دار الكفر ويقدر على الهجرة.
3- الحج يهدم ما كان قبله:
- المعنى: أن الحج المبرور (وهو الذي لا يخالطه إثم، ويؤدى على الوجه الأكمل) يكفر الذنوب التي ارتكبها الإنسان قبل أدائه.
- الدليل: قوله ﷺ: «مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» متفق عليه. وهذا الفضل العظيم مشروط بأن يكون الحج مقبولاً وخالياً من الآثام.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى ومغفرته: الحديث من أعظم البشائر للمسلم، فمهما بلغت ذنوبه قبل هذه المنعطفات الكبرى، فإن باب المغفرة مفتوح، وهذا يدعو إلى التفاؤل وعدم اليأس من روح الله.
2- التوبة تجب ما قبلها: هذه الأحداث (الإسلام، الهجرة، الحج) هي في حقيقتها توبة كبرى إلى الله، فكما تهدم هذه الأمور ما قبلها، فكذلك التوبة النصوح تمحو الذنوب جميعاً.
3- تفاضل الأعمال: ليس جميع الأعمال لها هذا الأثر، بل هذه الأعمال ذات منزلة خاصة عند الله، فهي من أعظم القربات وأجلّ الطاعات.
4- الحث على الهجرة والحج: الحديث يحث من كان مقصراً على أن يبادر بهذه الأعمال العظيمة لينال مغفرة الله ويتخلص من أعباء الذنوب الماضية.
5- شروط المغفرة: المغفرة مشروطة بالإخلاص لله تعالى وصحة العمل وعدم العودة إلى الذنب. كما أن المغفرة تتعلق بحقوق الله تعالى، أما حقوق العباد فلا بد من ردها أو تحصيل العفو من أصحابها.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول الإسلام في مسألة تكفير الذنوب بالأعمال الصالحة.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن الكفر الأكبر لا يبقى مع الإسلام، بل يمحى كله.
- الهجرة التي تهدم ما قبلها هي الهجرة الشرعية التي يقصد بها وجه الله وابتغاء مرضاته، وليست الهجرة لأجل دنيا أو تجارة.
- الحج الذي يهدم ما قبله هو الحج المبرور، كما سبق، وليس الحج الذي فيه رياء أو سمعة أو معصية.
أسأل الله تعالى أن يهدم ذنوبنا جميعاً، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يجعلنا من التوابين المتطهرين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٩٢: ١٢١) من طرق عن حيوة بن شريح، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة المهري، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 227 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الإسلام يهدم ما كان قبله، والهجرة تهدم ما كان قبلها، والحج يهدم ما

  • 📜 حديث: الإسلام يهدم ما كان قبله، والهجرة تهدم ما كان قبلها، والحج يهدم ما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الإسلام يهدم ما كان قبله، والهجرة تهدم ما كان قبلها، والحج يهدم ما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الإسلام يهدم ما كان قبله، والهجرة تهدم ما كان قبلها، والحج يهدم ما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الإسلام يهدم ما كان قبله، والهجرة تهدم ما كان قبلها، والحج يهدم ما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب