حديث: رسول الله ﷺ: "إذا حدثتكم عن الله شيئًا فخذوا به"

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب امتثال ما قاله النبي ﷺ شرعا دون ما ذكره من أمور الدنيا على سبيل الرأي

عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: مررت مع رسول اللَّه ﷺ بقوم على رؤوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟». فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى، فيلقح، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما أظن يغني ذلك شيئًا»، قال: فأخبروا بذلك فتركوه، فأخبر رسول اللَّه ﷺ بذلك، فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن اللَّه شيئًا فخذوا به، فإني لن أكذب على اللَّه عز وجل».

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٦١) من طريق أبي عوانة، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، فذكره.

عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: مررت مع رسول اللَّه ﷺ بقوم على رؤوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟». فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى، فيلقح، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما أظن يغني ذلك شيئًا»، قال: فأخبروا بذلك فتركوه، فأخبر رسول اللَّه ﷺ بذلك، فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن اللَّه شيئًا فخذوا به، فإني لن أكذب على اللَّه ﷿».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: مررت مع رسول اللَّه ﷺ بقوم على رؤوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟». فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى، فيلقح، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما أظن يغني ذلك شيئًا»، قال: فأخبروا بذلك فتركوه، فأخبر رسول اللَّه ﷺ بذلك، فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن اللَّه شيئًا فخذوا به، فإني لن أكذب على اللَّه عز وجل».
رواه مسلم في صحيحه.


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● يُلَقِّحُونَهُ: أي يقومون بعملية التلقيح للنخل، وهي نقل طلع النخل (الذكر) إلى الأنثى لتثمر.
● يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الْأُنْثَى: يقصدون إدخال الطلع الذكري في الشماريخ الأنثوية لتحدث عملية الإثمار.
● مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئًا: أي لا أعتقد أن هذا الفعل مفيد أو مؤثر في إثمار النخل.
● فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَنِّ: لا تعاتبوني أو تلوموني على مجرد ظن واجتهاد شخصي ليس بوحي.
● إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللَّهِ شَيْئًا: أي عندما أبلغكم شيئًا بوحي من الله تعالى.

# 2. شرح الحديث:


يمر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يقومون بتلقيح النخل (نقل الطلع من الشجر الذكر إلى الأنثى) فيعجب من فعلهم ويسأل عن ماهيته، فيخبره الصحابة بأنه عملية التلقيح. فيبدي النبي صلى الله عليه وسلم رأيه الشخصي بأنه لا يرى أن لذلك فائدة، بناءً على ظنه واجتهاده البشري، وليس بناءً على وحي. فلمّا ترك المزارعون التلقيح بناءً على قوله، وظهر أن عدم التلقيح يقلل الإنتاج، بلغ النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فبين لهم الفرق بين قوله الذي يصدر عن اجتهاد بشري، وبين ما يبلغه عن الله تعالى من وحي. فأمرهم أن يعودوا إلى التلقيح إذا كان نافعًا، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك عن علمٍ مؤكد، بل عن ظن.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● الفرق بين الوحي والاجتهاد البشري: الحديث يوضح بوضوح أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم نوعان: ما هو وحي من الله يجب الأخذ به والتسليم، وما هو اجتهاد شخصي في الأمور الدنيوية والخبرية يمكن مناقشته وتصويبه.
● تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وعدالته: حيث اعترف بأن ما قاله كان ظنًا، ولم يتكبر أو يتمسك برأيه، بل شجع على الأخذ بما ثبت نفعه.
● الأخذ بالعلم والتجربة: يشجع الحديث على الأخذ بالأسباب والتجارب العلمية، فما ثبت نفعه من الأمور الدنيوية يؤخذ به حتى لو خالف ظنًا سابقًا.
● إبطال الغلو في شخص النبي صلى الله عليه وسلم: فهو بشر يجتهد ويصيب ويخطئ في الاجتهاديات الدنيوية، ولكن معصوم في التبليغ عن الله.
● الأمر بالمشورة والتجربة: "إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه" دليل على أهمية الاختبار والنتيجة العملية.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول الإسلام في فهم سنن النبي صلى الله عليه وسلم، ويميز بين مجال التشريع ومجال الرأي الدنيوي.
- استدل به العلماء على أن رأي النبي صلى الله عليه وسلم في الأمور الدنيوية (كالتجارة والزراعة والطب) ليس وحياً، وإنما هو اجتهاد بشري.
- روى هذا الحديث الإمام مسلم في صحيحه، مما يؤكد صحته وقوته.
- يستفاد منه أيضًا أن ترك التلقيح كان سببه فهم الصحابة أن قوله صلى الله عليه وسلم تشريع ملزم، فبين لهم الصواب.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من أهل السنة والجماعة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفضائل (٢٣٦١) من طريق أبي عوانة، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ: "إذا حدثتكم عن الله شيئًا فخذوا به"

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ: "إذا حدثتكم عن الله شيئًا فخذوا به"

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ: "إذا حدثتكم عن الله شيئًا فخذوا به"

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ: "إذا حدثتكم عن الله شيئًا فخذوا به"

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ: "إذا حدثتكم عن الله شيئًا فخذوا به"

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب