حديث: تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب التمسك بالكتاب والسنة

عن ابن عباس أن رسول اللَّه ﷺ خطب الناس في حجة الوداع، فقال: «قد يئس الشيطان أن يعبد بأرضكم، ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم، فاحذروا يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب اللَّه وسنة نبيه، إن كل مسلم أخو المسلم، المسلمون إخوة، ولا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس، ولا تظلموا، ولا ترجعوا من بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض».

حسن: رواه الحاكم (١/ ٩٣) من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي، عن ثور بن زيد الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس أن رسول اللَّه ﷺ خطب الناس في حجة الوداع، فقال: «قد يئس الشيطان أن يعبد بأرضكم، ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم، فاحذروا يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب اللَّه وسنة نبيه، إن كل مسلم أخو المسلم، المسلمون إخوة، ولا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس، ولا تظلموا، ولا ترجعوا من بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من خطبة النبي ﷺ في حجة الوداع، التي جمعت وصايا جامعة وتوجيهات خالدة لأمته.

شرح المفردات:


● يئس: قطع الأمل وانقطع رجاؤه.
● تحاقرون: تستصغرون وتستهينون به.
● اعتصمتم: تمسكتم واجتمعتم عليه.
● ترجعوا: تعودوا.
● يضرب بعضكم رقاب بعض: يقتل بعضكم بعضًا.

شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن الشيطان قد أيس من أن يُعبد في أرض المسلمين كما كان يُعبد في الجاهلية، لكنه رضي بأن يطاع في المعاصي الصغيرة التي يستخف بها الناس ويستصغرونها، كالنظرة المحرمة والكلمة البذيئة والغش اليسير وغير ذلك.
ثم يوجه النبي ﷺ أمته إلى التمسك بالعروة الوثقى والمنجى من الضلال، ألا وهو كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، فهما حبل الله المتين، من تمسك بهما نجا من الضلال في الدنيا والآخرة.
ويؤكد على أخوة المسلمين ووحدة صفهم، ويحرم الاعتداء على أموالهم وأعراضهم إلا بما يرضون به طيبين نفوسهم.
وينهى عن الظلم بجميع أنواعه، ويحذر من الفتنة والاقتتال بين المسلمين بعد وفاته، فإن من قتل مسلمًا متعمدًا فمصيره إلى النار.

الدروس المستفادة:


1- خطورة الصغائر: فإن الاستهانة بالذنوب الصغيرة مدخل للكبيرة، وقد حذر النبي ﷺ من ذلك في قوله: "إياكم ومحقرات الذنوب".
2- التمسك بالكتاب والسنة: هما سبيل النجاة من الضلال، وهما حصن من التفرق والاختلاف.
3- أخوة الإسلام: فهي رابطة قوية توجب التعاون والتناصح والتحذير من العدوان.
4- تحريم الاعتداء على الدماء والأموال: فإن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه.
5- التحذير من الفتن: والتحذير من الاقتتال بين المسلمين، فإنه من أعظم الكبائر.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من خطبة حجة الوداع التي كانت في عرفة، وهي تحتوي على وصايا عظيمة في حقوق الإنسان والأخلاق.
- الحديث رواه الحاكم وصححه، وله شواهد في الصحاح.
- فيه إشارة إلى أن التمسك بالسنة يكون بعد الكتاب، كما قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.
نسأل الله أن يثبتنا على الكتاب والسنة، وأن يحفظ بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (١/ ٩٣) من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي، عن ثور بن زيد الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن أبي أويس وأبيه.
وقال الحاكم: قد احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأبي أويس، وسائر رواته متفق عليهم، وهذا الحديث لخطبة النبي ﷺ متفق على إخراجه في الصحيح: «يا أيها الناس، إني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب اللَّه، وأنتم مسئولون عني، فما أنتم قائلون؟» وذكر الاعتصام بالسنة في هذه الخطبة غريب ويحتاج إليها. اهـ، وهو يقصد به حديث
جابر في صفة حجة النبي ﷺ كما سيأتي.
ثم ذكر الحاكم شاهدًا من حديث أبي هريرة وهو ما روي عنه مرفوعا بلفظ: «إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب اللَّه وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض»
رواه الحاكم (١/ ٩٣) عن أبي بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ محمد بن عيسى بن السكن الواسطي، ثنا داود بن عمرو الضبي، ثنا صالح بن موسى الطلحي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
وفي إسناده صالح بن موسى الطلحي ضعيف عند جمهور أهل العلم.
وقال ابن عدي: «عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد، وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب، ولكنه يشبه عليه ويخطئ، وأكثر ما يرويه عن جده من الفضائل ما لا يتابعه عليه أحد». اهـ
وروي نحوه من حديث عمرو بن عوف، أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٣٣١)، وفي إسناده كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف ضعّفه أحمد والنسائي وابن معين وغيرهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه

  • 📜 حديث: تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب