حديث: آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب التمسك بالكتاب والسنة

عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه لم يحرم حرمة إلا وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع، ألا وإني آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش، أو الذباب»

حسن: رواه أحمد (٣٧٠٤) عن وكيع، عن المسعودي، عن عثمان الثقفي أو الحسن بن سعد -شك المسعودي- عن عبدة النهدي، عن عبد اللَّه، فذكره.

عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه لم يحرم حرمة إلا وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع، ألا وإني آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش، أو الذباب»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، وهو يحمل تحذيراً شديداً وموعظة بليغة من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.

أولاً. شرح المفردات:


● "لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً": أي لم يحرّم الله شيئاً محرماً.
● "إِلَّا وَقَدْ عَلِمَ": إلا وهو يعلم.
● "سَيُطَّلِعُهَا": سيعلم بها ويطلع عليها (من الطَّلَع، وهو الخروج والظهور).
● "مُطَّلِعٌ": شخص يطلع عليها ويعلم بها. وقيل: أي أن الله يعلم أن هناك من سيخترم هذه المحرمات ويتعداها.
● "آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ": الحِجَز: جمع حِجْزة، وهي معقد الإزار أو المنطقة على الخصر. والمعنى: أن النبي صلى الله عليه وسلم يمسك بكم ويجذبكم بقوة ليمنعكم من السقوط، كمن يمسك بشخص ليمنعه من الوقوع في حفرة.
● "أَنْ تَهَاوَتُوا": أن تسقطوا وتتراكضوا وتسارعوا إلى الهلاك.
● "كَتَهَاوُتُ الفَرَاشِ": الفراش: هي الحشرات الصغيرة التي تتساقط في النار عند الليل. والتهافت: هو السقوط المتتابع بسرعة دون تروٍ أو تفكير.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حكمة الله تعالى وعلمه المحيط، وأنه سبحانه حينما حرّم علينا المحرمات (من الزنا، والخمر، والربا، والغش، وعقوق الوالدين، وغيرها)، فإنه يعلم أن هناك من سيقدم على هذه المحرمات ويقع فيها.
ثم ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى صورة مؤثرة جداً، حيث يشبه نفسه صلى الله عليه وسلم بشخص يرى قوماً يتساقطون في نار متقدة، فيسرع ليمسك بأوساطهم وحجورهم (أي بملابسهم عند خصورهم) ليجذبهم إلى الوراء وينقذهم من السقوط في النار. ويحذرنا صلى الله عليه وسلم من أن نتهافت على المعاصي والمحرمات تهافت تلك الحشرات الطائرة (الفراش أو الذباب) التي لا تعقل عاقبة أمرها، فتسقط بسرعة في النار وهي لا تدري.
فالحديث يجمع بين بيان علم الله الأزلي، وتحذير النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمته، حيث ينهاهم عن المعاصي ويحذرهم من عواقبها الوخيمة في الدنيا والآخرة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة علم الله تعالى وإحاطته: فالله يعلم ما كان وما سيكون، ويعلم أن هناك من سيقع في المعاصي، ومع ذلك شرع الحدود وبيّن المحرمات ليكون الحجة على العباد.
2- شدة حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وشفقته عليها: فهو كالأب المشفق الذي يرى أبناءه على حافة هاوية، فيبذل كل جهده لإنقاذهم، وهذا من كمال نبوته ورسالته.
3- خطورة التساهل في المحرمات: فالمعصية قد تبدو صغيرة في عين المرء، ولكن عواقبها كبيرة، وقد تدفع إلى معاصٍ أكبر، وتؤدي إلى الهلاك في الدنيا والآخرة.
4- ضرورة الاستعانة بالله وطاعته: فالنبي صلى الله عليه وسلم يمسك بنا لإنقاذنا، ولكن علينا أن نستجيب له ونتبع هديه، ولا ننقضض من يده الشريفة لنقع في المهالك.
5- الحث على التروي والتفكير قبل الإقدام على أي فعل: وعدم التشبه بالفراش الذي يندفع بلا وعي إلى ناره، بل على المسلم أن يتفكر في عاقبة أمره، ويستعيذ بالله من الشيطان، ويستشعر مراقبة الله له.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُظهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وحرصه على هدايتهم، وهو نموذج للقائد والمرشد الذي يبذل كل ما في وسعه لإنقاذ من تحت مسؤوليته.
- ينبغي للمسلم أن يتذكر هذا المشهد العظيم (تهافت الفراش في النار) كلما همّ بمعصية، فيراجع نفسه ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظنا من تهافت الغافلين في نار المعاصي، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٣٧٠٤) عن وكيع، عن المسعودي، عن عثمان الثقفي أو الحسن بن سعد -شك المسعودي- عن عبدة النهدي، عن عبد اللَّه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبدة هو ابن حزن النصري مختلف في صحبته، والصواب أنه لا صحبة له، إلا أنه حسن الحديث لأنه روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في الثقات.
ولا يضر شك المسعودي في تعيين شيخه لأن كليهما عثمان بن المغيرة الثقفي والحسن بن سعد الهاشمي ثقتان.
والمسعودي هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة اختلط، لكنْ روى عنه وكيع قبل اختلاطه.
قوله: «سيطلعها منكم مطلع» أي سيرتكبها منكم مرتكبٌ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 12 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش

  • 📜 حديث: آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب