حديث: استئذان أبي موسى على عمر ثلاثا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قد تخفى بعض السنن على بعض الصحابة

عن عبيد بن عمير، أن أبا موسى استأذن على عمر ثلاثا، فكأنه وجده مشغولا،
فرجع، فقال عمر: ألم تسمع صوت عبد اللَّه بن قيس، ائذنوا له، فدعي له، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: إنا كنا نؤمر بهذا، قال: لتقيمن على هذا بينة أو لأفعلن، فخرج فانطلق إلى مجلس الأنصار، فقالوا: لا يشهد لك على هذا إلا أصغرنا، فقام أبو سعيد، فقال: كنا نؤمر بهذا، فقال عمر: خفي علي هذا من أمر رسول اللَّه ﷺ، ألهاني عنه الصفق بالأسواق.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٥٣) ومسلم في الآداب (٣٦: ٢١٥٣) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد القطان، عن ابن جريج، حدّثنا عطاء، عن عبيد بن عمر، فذكره.

عن عبيد بن عمير، أن أبا موسى استأذن على عمر ثلاثا، فكأنه وجده مشغولا،
فرجع، فقال عمر: ألم تسمع صوت عبد اللَّه بن قيس، ائذنوا له، فدعي له، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: إنا كنا نؤمر بهذا، قال: لتقيمن على هذا بينة أو لأفعلن، فخرج فانطلق إلى مجلس الأنصار، فقالوا: لا يشهد لك على هذا إلا أصغرنا، فقام أبو سعيد، فقال: كنا نؤمر بهذا، فقال عمر: خفي علي هذا من أمر رسول اللَّه ﷺ، ألهاني عنه الصفق بالأسواق.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

الحديث:


عن عبيد بن عمير، أن أبا موسى استأذن على عمر ثلاثاً، فكأنه وجده مشغولاً، فرجع. فقال عمر: ألم تسمع صوت عبد الله بن قيس؟ ائذنوا له. فدعي له، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: إنا كنا نؤمر بهذا. قال: لتأتيني على هذا ببينة أو لأفعلن. فخرج فانطلق إلى مجلس الأنصار، فقالوا: لا يشهد لك على هذا إلا أصغرنا. فقام أبو سعيد، فقال: كنا نؤمر بهذا. فقال عمر: خفي علي هذا من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألهاني عنه الصفق بالأسواق.


1. شرح المفردات:


● استأذن: طلب الإذن للدخول.
● ثلاثاً: ثلاث مرات.
● وجدَه مشغولاً: ظن أنه منشغل بأمر مهم.
● فرجع: عاد من حيث أتى.
● ائذنوا له: اسمحوا له بالدخول.
● ما حملك على ما صنعت؟: ما الذي دفعك للرجوع؟
● بينة: شاهد أو دليل يثبت صحة قوله.
● الصفق بالأسواق: الانشغال بالتجارة والمعاملات في الأسواق.


2. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة استئذان أبي موسى الأشعري (عبد الله بن قيس) على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. فقد طرق الباب ثلاث مرات، ولما لم يُؤذن له ظن أن عمر مشغول، فرجع دون أن يُلح في الطلب. فلما سمع عمر صوته ولم يدخل، أمر بإدخاله وسأله عن سبب رجوعه، فأخبره أبي موسى أنهم كانوا يُؤمرون بعدم الإلحاح في الاستئذان إذا لم يُؤذن لهم، استناداً إلى تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم. طلب عمر منه أن يأتي بشاهد على ذلك، فذهب أبي موسى إلى مجلس الأنصار، فشهد له أبو سعيد الخدري رضي الله عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم indeed أمرهم بذلك. عندها اعترف عمر رضي الله عنه بأن هذه السنة قد خَفيت عليه بسبب انشغاله بالتجارة في الأسواق.


3. الدروس المستفادة:


● الأدب في الاستئذان: الحديث يوضح أدب الاستئذان كما علمه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لا ينبغي الإلحاح إذا لم يُؤذن للداخل، احتراماً لخصوصية الآخرين وحتى لا يُحرجهم.
● حرص الصحابة على تطبيق السنة: أبي موسى لم يتردد في تطبيق ما تعلمه من النبي صلى الله عليه وسلم، حتى في موقف قد يبدو صغيراً.
● تواضع عمر وحرصه على الحق: رغم مكانته كخليفة، لم يتكبر عمر عندما علم أن هناك سنة لم يكن يعلمها، بل اعترف بذلك ووضح سبب جهله بها.
● التثبت في الأمور: طلب عمر البينة من أبي موسى يدل على أهمية التثبت والتحقق من صحة الأحاديث والأحكام، خاصة إذا كانت غير مشهورة.
● انشغال الدنيا قد يحجب العلم: اعتراف عمر بأن انشغاله بالتجارة (الصفق بالأسواق) قد caused له أن يغفل عن بعض السنة، يحذر من أن الانشغال بأمور الدنيا قد يصرف المرء عن طلب العلم وتذكره.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بآداب الاستئذان.
- يستدل به العلماء على وجوب الاستئذان ثلاثاً فقط، فإن أذن له وإلا رجع.
- فيه دليل على أن الجهل بالحكم الشرعي لا إثم فيه إذا كان عن غير قصد، خاصة إذا كان السبب مشروعاً كالتكسب الحلال.
- يظهر من الحديث حرص الصحابة رضي الله عنهم على تعلم السنة ونشرها، وتواضعهم في قبول الحق.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويجعلنا من المتأدبين بآدابه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٥٣) ومسلم في الآداب (٣٦: ٢١٥٣) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد القطان، عن ابن جريج، حدّثنا عطاء، عن عبيد بن عمر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 49 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: استئذان أبي موسى على عمر ثلاثا

  • 📜 حديث: استئذان أبي موسى على عمر ثلاثا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: استئذان أبي موسى على عمر ثلاثا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: استئذان أبي موسى على عمر ثلاثا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: استئذان أبي موسى على عمر ثلاثا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب