حديث: التمسك بالقرآن سبب النجاة من الضلال والهلاك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب التمسك بالكتاب والسنة

عن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول اللَّه ﷺ فقال: «أبشروا، أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا اللَّه، وأني رسول اللَّه؟» قالوا: نعم، قال: «فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد اللَّه، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدًا»

حسن: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٠٦٢٨) ومن طريقه ابن حبان (١٢٢) والطبراني في الكبير (٢٢/ ١٨٨) من حديث أبي خالد الأحمر، عن عبد المجيد بن جعفر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شريح الخزاعي، فذكره.

عن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول اللَّه ﷺ فقال: «أبشروا، أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا اللَّه، وأني رسول اللَّه؟» قالوا: نعم، قال: «فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد اللَّه، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدًا»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث:
عن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول اللَّه ﷺ فقال: «أبشروا، أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا اللَّه، وأني رسول اللَّه؟» قالوا: نعم، قال: «فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد اللَّه، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدًا».


1. شرح المفردات:


● أبشروا: بشارة بخير عظيم، أي تيقنوا الخير وافرحوا به.
● سبب: الحبل أو الوسيلة التي يتوصل بها إلى الشيء، وهنا كناية عن القرآن الكريم الذي هو وسيلة النجاة.
● طرفه بيد الله: أي أن أحد طرفي هذا الحبل (القرآن) مُمسَك به من قِبَل الله تعالى، فهو محفوظ من عنده سبحانه.
● طرفه بأيديكم: أي أن الطرف الآخر مُتاح لكم، فأنتم مأمورون بالتمسك به والعمل به.
● لن تضلوا: لن تَضِلُّوا الطريق الصحيح.
● لن تهلكوا: لن تُهلِكوا أنفسكم في الدنيا والآخرة.


2. شرح الحديث:


يُبشِّر النبي ﷺ أصحابه -والمسلمون من بعدهم- ببشرى عظيمة، وهي أن التمسك بالقرآن الكريم والعمل به كفيل بحفظهم من الضلال والهلاك.
ويبدأ النبي ﷺ بتذكيرهم بأصل الإيمان، وهو الشهادتان (أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله)، لأنهما الأساس الذي يُبنى عليه كل خير.
ثم يشبّه القرآن الكريم بالحبل المتين الذي طرفه الأول بيد الله تعالى -وهو محفوظ من التبديل والتحريف- وطرفه الثاني بأيدي المسلمين، فمَن تمسك به نجا، ومَن تركه هلك.
ويؤكد النبي ﷺ أن مَن تمسك بالقرآن فلن يضل عن طريق الحق، ولن يهلك في الدنيا ولا في الآخرة.


3. الدروس المستفادة:


● البشارة والأمل: الإسلام دين يُغرس في نفوس المؤمنين التفاؤل والثقة بوعد الله.
● أهمية الشهادتين: هما أساس الدين، ولا يكمل إيمان العبد إلا بهما.
● القرآن هو النجاة: التمسك به هو سبيل النجاة من الضلال والهلاك.
● حفظ القرآن: طرف القرآن بيد الله يعني أنه محفوظ من التحريف، وهذا من أعظم معجزات القرآن.
● المسؤولية الفردية: الطرف الآخر بأيدينا، أي أننا مطالبون بالعمل بالقرآن وتطبيقه في حياتنا.
● الاستقامة: التمسك بالقرآن يعني الاستقامة على الدين، والثبات حتى الممات.


4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند"، والحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
- هذا الحديث يُعد من الأحاديث التي تُظهر مكانة القرآن الكريم وأهميته في حياة المسلم.
- ينبغي للمسلم أن يجعل القرآن رفيقًا له في كل أموره: في عبادته، وأخلاقه، ومعاملاته، حتى يتحقق له الوعد بالنجاة.
- من أعظم صور التمسك بالقرآن: حفظه، وتلاوته، وتدبره، والعمل به، والدعوة إليه.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٠٦٢٨) ومن طريقه ابن حبان (١٢٢) والطبراني في الكبير (٢٢/ ١٨٨) من حديث أبي خالد الأحمر، عن عبد المجيد بن جعفر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شريح الخزاعي، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي خالد الأحمر، واسمه سليمان بن حيان، وهو حسن الحديث.
وقال المنذري في الترغيب (٥٩): «رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد».
حثّ النبي ﷺ في هذه الأحاديث على الاعتصام بالكتاب، ولم يذكر سنته بقرينة أن القرآن قد أمرهم بطاعته ﷺ واتخاذه قدوة حسنة، وكان ﷺ يبين كلام ربه بأقواله وأفعاله، وكان الصحابة يسارعون إلى اتباعه في كل دقيق وجليل بكل انشراح وتسليم فحثه على التمسك بالكتاب يشمل التمسك بالسنة باللزوم، ولذا اكتفى أحيانا بالقرآن وحده.
وكان الصحابة يوصي بعضهم بعضا بالأخذ بكتاب اللَّه كما قال أنس بن مالك: أنه سمع عمر
الغد حين بايع المسلمون أبا بكر، واستوى على منبر رسول اللَّه ﷺ تشهد قبل أبي بكر، فقال: أما بعد، فاختار اللَّه لرسوله الذي عنده على الذي عندكم، وهذا الكتاب الذي هدى اللَّه به رسولكم، فخذوا به تهتدوا، وإنما هدى اللَّه به رسوله.
رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٦٩) عن يحيى بن بكير، حدّثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني أنس بن مالك، فذكره.
وثبت عن أبي برزة قال: إن اللَّه يغنيكم -أو نعشكم- بالإسلام وبمحمد ﷺ.
رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٧١) عن عبد اللَّه بن صباح، حدّثنا معتمر قال: سمعت عوفا أن أبا المنهال حدثه أنه سمع أبا برزة قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 23 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التمسك بالقرآن سبب النجاة من الضلال والهلاك

  • 📜 حديث: التمسك بالقرآن سبب النجاة من الضلال والهلاك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: التمسك بالقرآن سبب النجاة من الضلال والهلاك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: التمسك بالقرآن سبب النجاة من الضلال والهلاك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: التمسك بالقرآن سبب النجاة من الضلال والهلاك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب