حديث: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب وجوب التمسك بالكتاب والسنة
ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السبع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه، فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه».
صحيح: رواه أبو داود (٤٦٠٤) وأحمد (١٧١٧٤) كلاهما من طريق حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي، عن المقدام بن معدي كرب، فذكره، واللفظ لأبي داود.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه:
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● أُوتِيتُ الْكِتَابَ: أي أُعطيت القرآن الكريم.
● وَمِثْلَهُ مَعَهُ: أي أُعطيت مع القرآن السنة النبوية، فهي مثل القرآن في التشريع والحجية.
● شَبْعَانٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ: الشبعان هو الممتلئ بطنًا، والأريكة هي السرير المزين، والمراد الشخص المتكئ في رفاهيته وغِناه.
● لُقَطَةِ مُعَاهِدٍ: اللقطة هي المال الضائع الذي يجده الإنسان، والمعاهد هو الذمي الذي بينه وبين المسلمين عهد.
● يَقْرُوهُ: أي يكرمه ويحسن ضيافته.
● يُعَاقِبَهُمْ: أي يجازيهم بمثل ما فعلوا معه من إساءة.
ثانيًا. شرح الحديث:
يبدأ النبي ﷺ بتأكيد مكانة السنة النبوية، حيث أخبر أنه أُعطي القرآن وأُعطي معه السنة التي هي بيان للقرآن وتفصيل لأحكامه. ثم يحذر من فئة ستظهر تتخذ موقفًا متكبرًا ومتغطرسًا، فبدل أن تنقاد لسنة النبي ﷺ التي هي وحي من الله، ترفضها وتدعي الاكتفاء بالقرآن فقط، وهذا هو منهج أهل البدع والضلال.
ثم يذكر النبي ﷺ بعض الأحكام التي لم تذكر في القرآن تفصيلاً، بل بينتها السنة، مثل:
1- تحريم لحم الحمار الأهلي: وهو الحمار المستأنس الذي يُستخدم للركوب والحمل.
2- تحريم كل ذي ناب من السبع: أي كل حيوان مفترس له ناب كالأسد والنمر والذئب.
3- حكم لقطة المعاهد: أنه لا يجوز أخذ مال الذمي الضائع إلا إذا يئس من عودة صاحبه.
ثم يذكر حكمًا آخر من السنة وهو:
4- حق الضيف على من نزل بهم: وأن عليهم أن يكرمونه، فإن لم يفعلوا فلله أن يجازيهم بمثل ما فعلوا.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- وجوب اتباع السنة النبوية: فهي مصدر تشريعي أساسي كالقرآن، ولا يجوز لأحد أن يرفضها أو يحتج بالقرآن فقط.
2- التحذير من بدعة الإنكار على السنة: وهو منهج الخوارج والمعتزلة وبعض المبتدعة في القديم والحديث.
3- بيان أن السنة تشرع ما لم يذكر في القرآن: كما في أحكام اللحوم المحرمة وحقوق الضيافة.
4- الحث على إكرام الضيف: وهو من أخلاق الإسلام وحقوق الجوار والصحبة.
5- العدل في المعاملة: فكما أن للإنسان حق الإكرام، فله حق المقابلة بالمثل إذا أسيء إليه.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُستدل بها على حجية السنة ووجوب اتباعها.
- ذكر العلماء أن المقصود بـ "مثله معه" أي السنة النبوية، فهي وحي من الله تعالى كما قال الله: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ}.
- الحديث يدل على أن السنة تُحرّم وتحلل كما يفعل القرآن، فتحريم لحم الحمار الأهلي وذي الناب من السنة.
- فيه إشارة إلى أن الإسلام يحفظ حقوق غير المسلمين (المعاهدين) ويحرم الاعتداء على أموالهم.
أسأل الله أن يفقهنا في السنة، ويجعلنا من المتبعين لرسوله ﷺ، والمتمسكين بكتاب ربنا وسنة نبينا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وهذا إسناد صحيح. وللحديث طرق أخرى عن المقدام بن معدي كرب.
ولا يصح ما روي عن عوف بن مالك قال: خرج علينا رسول اللَّه ﷺ بالهاجرة وهو مرعوب فقال: «أطيعوني ما كنت بين أظهركم، وعليكم بآيات اللَّه، أحلوا حلاله، وحرموا حرامه».
رواه الطبراني في الكبير (١٨/ ٣٨) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا معاوية بن صالح، عن محمد بن حرب، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم ابن همار، عن المقدام بن معد يكرب، عن أبي أيوب الأنصاري، عن عوف بن مالك، فذكره.
وسأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث فقال: «هذا حديث باطل». علل ابن أبي حاتم (١٤١٠).
قال الأعظمي: متنه غريب جدًّا؛ فإنه لم يثبت في الأحاديث الصّحيحة الثابتة في طاعة النبي ﷺ هذا القيد: «ما كنت فيكم»، بل أجمع أهل العلم أن طاعته ﷺ في حياته وبعد مماته على حد سواء.
وفي إسناده سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وهو ابن بنت شرحبيل الدمشقي صدوق إلا أنه وقع في حديثه المناكير والأباطيل، وهذا منها.
ولا يصحُّ أيضًا ما رواه أحمد (٦٦٠٥) عن يحيى بن إسحاق، حدّثنا ابن لهيعة، عن عبد اللَّه بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن مريح الخولاني، قال: سمعت أبا قيس مولى عمرو بن العاص، يقول: سمعت عبد اللَّه بن عمرو، يقول: فذكر حديثا وفي آخره: «فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم، فإذا ذهب بي، فعليكم بكتاب اللَّه، أحلوا حلاله، وحرموا حرامه».
في إسناده ابن لهيعة سيء الحفظ، وعبد الرحمن بن شريح مجهول كما قال أبو حاتم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 4 من أصل 64 حديثاً له شرح
- 1 تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب...
- 2 تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب...
- 3 لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري...
- 4 عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه
- 5 لا تحل الجنة إلا لمؤمن
- 6 عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين
- 7 يؤتى أحدكم، فيقال له: ما علمك بهذا الرجل؟
- 8 هواك تبعا لما جئت به
- 9 مثل من أطاعني واتبع ما جئت به ومثل من عصاني
- 10 فالدار الجنة، والداعي محمد ﷺ، فمن أطاع محمدا ﷺ فقد...
- 11 إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا
- 12 آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش
- 13 كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى
- 14 طاعة النبي من طاعة الله
- 15 من طاعة الله طاعة الإمام وإن صلوا قعودًا فصلوا قعودًا
- 16 مثل الهدى والعلم كمثل الغيث يصيب الأرض
- 17 دعوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم
- 18 من كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح
- 19 لكل شيء شرة ولكل شرة فترة
- 20 المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد
- 21 رسول الله يرجو ان يكون اكثر الانبياء تابعا
- 22 القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به
- 23 التمسك بالقرآن سبب النجاة من الضلال والهلاك
- 24 هذا سبيل الله وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان...
- 25 الصراط المستقيم الإسلام وحدود الله محارمه.
- 26 رسول الله ﷺ: "إذا حدثتكم عن الله شيئًا فخذوا به"
- 27 إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به
- 28 لو لم تفعلوا لصلح أنتم أعلم بأمر دنياكم
- 29 من عند الله فهو الذي لا شك فيه
- 30 لتصبن عليكم الدنيا صبا حتى لا يزيغ قلب أحدكم إزاغة...
- 31 وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت بين يدي
- 32 لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله
- 33 لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم...
- 34 لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين
- 35 طائفة من الامة تقاتل على الحق الى يوم القيامة
- 36 عصابة من امتي تقاتل على الحق حتى قيام الساعة
- 37 لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر...
- 38 أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة
- 39 لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم...
- 40 على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يأتي أمر الله،...
- 41 لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا...
- 42 ابن الصياد هو الدجال
- 43 أكل النبي ﷺ من الأقط والسمن وترك الضب تقذرًا
- 44 من جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان...
- 45 اتخذ النبي خاتما من ذهب ثم نبذه وقال إني لن...
- 46 تحذير من لبس خاتم الذهب للرجال
- 47 الأمانة نزلت من السماء في جذر قلوب الرجال
- 48 ينصرف الرجل وما كتب إلا عشر صلاته
- 49 استئذان أبي موسى على عمر ثلاثا
- 50 قصة: اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك
معلومات عن حديث: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه
📜 حديث: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








