رسول الله يرجو ان يكون اكثر الانبياء تابعا

حديث: رسول الله يرجو ان يكون اكثر الانبياء تابعا

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى اللَّه إلى، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة»

متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٧٤) ومسلم في الإيمان (١٥٢) كلاهما من طريق الليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنن نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه يبين لنا النبي ﷺ خصوصية معجزته ومكانة أمته.

أولاً. شرح المفردات:

● «ما من الأنبياء من نبي»: أي ليس هناك نبي من الأنبياء السابقين.
● «إلا قد أعطي من الآيات»: إلا وقد أُعطي معجزات حسيّة مادية.
● «ما مثله آمن عليه البشر»: معجزات من جنس ما أُعطيوا من علم وقدرة، فآمن الناس بسببها.
● «وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحى الله إلي»: أما معجزتي الأساسية فهي غير ذلك، إنها الوحي الذي أنزله الله عليّ، وهو القرآن الكريم.
● «فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة»: فأطمع وأرجو أن يكون أتباعي يوم القيامة أكثر من أتباع أي نبي سابق.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث بحقيقة عظيمة، وهي أن كل نبي من الأنبياء السابقين – مثل موسى وعيسى وإبراهيم وغيرهم عليهم السلام – قد أيده الله بمعجزات حسيّة ملموسة تناسب قومه وثقافتهم، كتحول العصا إلى ثعبان، أو إحياء الموتى، أو عدم احتراق إبراهيم في النار. هذه المعجزات كانت مؤقتة ومرتبطة بزمن النبي وشاهديها، فآمن بها من رآها في زمانها.
أما معجزة النبي محمد ﷺ الكبرى والخالدة، فهي القرآن الكريم، وهو كلام الله المعجز المنزل عليه بالوحي. وإعجازه ليس في أمر مادي ينتهي بزمن، بل هو إعجاز بياني وعلمي وتشريعي، يتحدى الإنس والجن أن يأتوا بمثله، وهو محفوظ إلى يوم القيامة.
ولأن معجزته ﷺ هي الوحي (القرآن) الذي يقرأه الناس ويسمعونه في كل زمان ومكان، ويستمر تأثيره وهدايته، فإنه ﷺ يرجو – وفي رجاء النبي يقين – أن يكون أكثر الأنبياء أتباعاً يوم القيامة، لأن معجزته دائمة ومتاحة للجميع في كل العصور.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظمة القرآن الكريم وكونه المعجزة الخالدة: فالمعجزة المستمرة هي التي يكون أثرها ودعوتها مستمرة، وهذا شأن القرآن.
2- خصوصية هذه الأمة وفضلها: فكثرة التابعين للنبي ﷺ دليل على شرف أمته وعلو منزلتها عند الله.
3- تواضع النبي ﷺ ورجاؤه من ربه: حيث عبر بكلمة «أرجو» مع أنه أعلم الخلق بربه، مما يعلمنا حسن الظن بالله والرجاء في فضله مع العمل.
4- أن الإيمان بالغيب هو أعلى درجات الإيمان: فالإيمان بمعجزة القرآن لا يحتاج إلى رؤية عين، بل إلى تصديق القلب والعقل، وهذا هو الإيمان الكامل.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأدلة على أن القرآن هو أعظم معجزة على الإطلاق.
- كثرة أتباع النبي ﷺ لا تعني أن كلهم في الجنة، بل يدخل فيهم المسلمون من أمته، ومنهم المنافقون والكفار، ولكن المحشر لهم يكون تحت لوائه.
- هذا الرجاء من النبي ﷺ قد تحقق يقيناً، فهو ﷺ أكثر الأنبياء أتباعاً، فملايين المسلمين في شتى بقاع الأرض يشهدون بذلك إلى يوم القيامة.
نسأل الله أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، العاملين بكتابه، إنه سميع مجيب.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٧٤) ومسلم في الإيمان (١٥٢) كلاهما من طريق الليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 21 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله يرجو ان يكون اكثر الانبياء تابعا

📜 حديث: رسول الله يرجو ان يكون اكثر الانبياء تابعا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رسول الله يرجو ان يكون اكثر الانبياء تابعا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رسول الله يرجو ان يكون اكثر الانبياء تابعا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رسول الله يرجو ان يكون اكثر الانبياء تابعا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية