حديث: لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول لا ندري

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب التمسك بالكتاب والسنة

عن أبي رافع، عن النبي ﷺ قال: «لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به، ونهيت عنه، فيقول: لا ندري، ما وجدنا في كتاب اللَّه اتبعناه».

صحيح: رواه أبو داود (٤٦٠٥)، وأحمد (٢٣٨٧٦)، البخاري في المناقب (٣٥٥٧) عن قتيبة ابن سعيد، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره وصحّحه الحاكم (١/ ١٠٨) من طرق عن سفيان (وهو ابن عيينة)، عن أبي النضر سالم، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن النبي ﷺ، فذكره.

عن أبي رافع، عن النبي ﷺ قال: «لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به، ونهيت عنه، فيقول: لا ندري، ما وجدنا في كتاب اللَّه اتبعناه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يحذر فيه من خطر عظيم، وهو رد السنن والأحاديث النبوية تحت ذريعة عدم وجودها في القرآن الكريم.

أولاً. نص الحديث ورواته:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وابن ماجه، وغيرهم، عن الصحابي الجليل أبي رافع رضي الله عنه، وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

ثانياً. شرح المفردات:


● "لا ألفين": "لا" ناهية، و"ألفين" من الإلفة، أي لا أجدن أحدكم. وهي صيغة تحذير شديد من النبي صلى الله عليه وسلم.
● "متكئاً على أريكته": "الأريكة" هي السرير المزين بالوسائد والفراش، وهو كناية عن حالة الراحة والترف والاسترخاء وعدم الاكتراث.
● "يأتيه الأمر من أمري": أي يأتيه حكم من أحكامي التي صدرت عني.
● "مما أمرت به، ونهيت عنه": أي من الواجبات التي أوجبتها، أو المحرمات التي حرمتها.
● "فيقول: لا ندري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه": أي فيرفض العمل بهذا الحديث أو هذه السنة بحجة أنه لم يجد نصاً صريحاً عليه في القرآن الكريم.

ثالثاً. شرح الحديث:


يصور النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث مشهداً ينبغي أن يقشعر منه بدن المؤمن.
فهو يحذر تحذيراً شديداً من أن يكون المسلم في حالة من الكسل الفكري والاسترخاء العقائدي، فإذا ذُكِّر بسنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، أو بحكم شرعي ثبت عنه صلى الله عليه وسلم، سواء كان أمراً يجب فعله، أو نهياً يجب تركه – رد ذلك كله بكل استخفاف وعدم اكتراث قائلاً: "هذا الكلام ليس في القرآن، ونحن لا نتبع إلا ما وجدنا في القرآن"!
فهذا القول هو في حقيقته:
1- رد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لأن النبي هو الذي قاله.
2- تجهيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لأن قوله "لا ندري" implies أن النبي قد يقول شيئاً ليس من الدين.
3- مخالفة صريحة لأمر الله تعالى: لأن الله أمر في غير ما آية بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجعل طاعته من طاعته، كما في قوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80].
فالنبي صلى الله عليه وسلم ينبه إلى أن هذا المسلك هو مسلك الضلال والهلاك، لأنه يلغي نصف التشريع الإسلامي أو يزيد، فالسنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع، وهي التي تفسر القرآن، وتفصِّل مجمله، وتخصص عامه، وتقيد مطلقه.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب اتباع السنة النبوية: فهي وحي من الله تعالى مثل القرآن، قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3-4]. وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ليست اختيارية، بل هي أصل من أصول الإيمان.
2- التحذير من رد السنة: من رد سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهو على خطر عظيم، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن من أنكر حجية السنة كفر، لأنه أنكر معلوماً من الدين بالضرورة.
3- ذم التقاعس والكسل في طلب العلم: حال المتكئ على أريكته ترمز إلى الكسل وعدم السعي لمعرفة أمر الدين من مصادره الصحيحة.
4- بيان أن السنة شارحة للقرآن: فكثير من الأحكام الشرعية لم تذكر تفاصيلها في القرآن، وإنما بينتها السنة، مثل كيفية الصلاة، وأحكام الزكاة، ومناسك الحج، وغيرها.
5- الرد على منكري السنة: هذا الحديث هو حجة دامغة على الطوائف التي أنكرت حجية السنة قديماً وحديثاً، كبعض الخوارج والمعتزلة قديماً، وبعض العلمانيين والقرآنيين حديثاً.

خامساً:

معلومات إضافية:
- هذا الحديث أصل عظيم في إثبات حجية السنة، وقد استدل به الأئمة على بطلان قول من يزعم أنه يكتفي بالقرآن فقط.
- العمل بالسنة هو علامة على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31].
- يجب على المسلم أن يتعلم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويحرص على تطبيقها، وأن يحذر من أي فكر يدعو إلى تركها أو التهاون بها.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على السنة، ويجنبنا البدعة والضلالة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٦٠٥)، وأحمد (٢٣٨٧٦)، البخاري في المناقب (٣٥٥٧) عن قتيبة ابن سعيد، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره وصحّحه الحاكم (١/ ١٠٨) من طرق عن سفيان (وهو ابن عيينة)، عن أبي النضر سالم، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن النبي ﷺ، فذكره.
وقال الحاكم: «قد أقام سفيان بن عيينة هذا الإسناد، وهو صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: وكذلك رواه مالك بن أنس، عن سالم بن أبي النضر، ومن طريقه رواه ابن حبان (١٣).
وإسناده صحيح، وقد وقع اختلاف طويل في إسناده، ساقه الدارقطني في العلل (١١٧٢) ثم قال في آخره: «والصواب قول من قال: عن أبي النضر، عن ابن أبي رافع، عن أبيه» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 3 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول لا ندري

  • 📜 حديث: لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول لا ندري

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول لا ندري

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول لا ندري

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول لا ندري

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب