حديث: من كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب التمسك بالكتاب والسنة

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن لكل عمل شرّةً، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك».

صحيح: رواه أحمد (٦٧٦٤) وصحّحه ابن خزيمة (٢١٠٥) وابن حبان (١١) كلهم من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره، واللفظ لأحمد.

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن لكل عمل شرّةً، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره، حديث عظيم الشأن، جليل المعنى، يحمل في طياته دروسًا عظيمة وتوجيهات نبوية كريمة لكل مسلم يسير على طريق الهدى والاستقامة.

أولاً. شرح المفردات:


● شِرَّةً: نشاطًا وهمةً وقوة وحماسًا في أداء العمل الصالح.
● فَتْرَةً: فتورًا وضعفًا ونقصًا في الهمة بعد النشاط.
● أفلح: فاز ونجح وحقق المراد.
● هلك: خسر وهلك وخاب.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بحقيقة طبيعة الإنسان النفسية والروحية. فالإخلاص في العبادة والمداومة عليها تحتاج إلى مجاهدة للنفس، وليس من طبيعة البشر الاستمرار بنفس النشاط والحماس الذي يبدأ به العمل.
فـ "شِرَّة" العمل هي تلك الحالة الأولى من الحماس والنشاط والقوة التي يبدأ بها الإنسان العمل الصالح، سواء كان صلاةً، أو صيامًا، أو ذكرًا، أو دعوةً إلى الله.
ثم يأتي بعد ذلك "فَتْرَة"، وهي حالة من الفتور والكسل وضعف الهمة التي تعتري الإنسان بعد فترة من النشاط، وهي سنة كونية وجبلّة في الإنسان.
والفارق بين الناجح والخائب هو: إلى أي شيء ينتمي هذا الفتور؟
● "فمن كانت فترته إلى سنتي": أي أن يكون مرجعه عند الفتور إلى اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، فيستعين بالله، ويجدد نيته، ويستدرك ما فاته، ولا يستسلم لوساوس الشيطان.
● "ومن كانت فترته إلى غير ذلك": أي إلى الهوى، أو الشيطان، أو الكسل، أو البدع والضلالات، فيستمر في الانحدار ويهلك.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- معرفة طبيعة النفس: الحديث يربي المسلم على فهم نفسه وطبيعتها، فلا يفاجأ بحالة الفتور، ولا ييأس منها، بل يتعامل معها بحكمة.
2- الاستمرارية والمداومة: الغاية ليست في قوة البدايات فقط، بل في استمرارية العمل واستقامة القلب، كما قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود: 112].
3- الرجوع إلى السنة عند الشدة: السنة النبوية هي الملاذ الآمن عند كل ضيق أو فتور، فيها العلاج الناجع لكل داء.
4- التحذير من الانحراف: الفتور إذا لم يُوجه إلى السنة، فإنه قد يؤدي إلى الانحراف إلى البدع أو المعاصي، وهذا هو الهلاك بعينه.
5- التوازن في العبادة: النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب ما خفف على أمته، وكان ينهى عن التنطع والتشدد، لأن ذلك يؤدي إلى الملل والترك.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، فهو قاعدة نفسية وتربوية عظيمة.
- ينبغي للمسلم أن يجاهد نفسه عند الفتور، ويستعين بالله، ويذكر نفسه بالثواب، ويجدد النية، ويصحب الصالحين.
- من الأمثلة العملية: إذا فتر عن قيام الليل، فلا يتركه بالكلية، بل يصلي ما تيسر، وإذا فتر عن القرآن، فلا يهجره، بل يقرأ ولو آيات قليلة.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على سنته، وأن يجعل فتورنا إلى ما يرضيه، وأن يحسن خاتمتنا جميعًا.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٦٧٦٤) وصحّحه ابن خزيمة (٢١٠٥) وابن حبان (١١) كلهم من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره، واللفظ لأحمد. وإسناده صحيح، وهو جزء من حديث طويل مخرج في قيام الليل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 18 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح

  • 📜 حديث: من كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب