حديث: دعوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب التمسك بالكتاب والسنة

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٨٨)، ومسلم في الفضائل (١٣١: ١٣٣٧) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».

1. شرح المفردات:


● دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ: أي اتركوني وما تركته لكم من السكوت عن بيان بعض الأمور، فلا تسألوني عنها تكلفًا وتعنتًا.
● هَلَكَ: أي أُهلِكوا وعُذِّبوا بسبب ذلك.
● بِسُؤَالِهِمْ: أي بكثرة أسئلتهم وتعنتهم.
● وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ: أي بمخالفتهم لأنبيائهم واعتراضهم عليهم بعد البيان.
● فَاجْتَنِبُوهُ: أي اتركوه بالكلية وأعرضوا عنه.
● فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ: أي افعلوا منه ما تقدرون عليه دون تكلف أو مشقة.

2. شرح الحديث:


يحتوي هذا الحديث العظيم على توجيهات نبوية كريمة، ومنهج حكيم في التعامل مع الشرع:
● قوله: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ»: هذا نهي عن كثرة الأسئلة والتكلف في السؤال عن أمور لم يبينها النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه إن سكت عن شيء فالسكوت عنه رحمة بالأمة وعدم تكليفهم بما يشق عليهم.
● قوله: «إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ»: هنا بيان علة النهي، وهو ما حصل للأمم السابقة من الهلاك بسبب تعنتهم في الأسئلة، ثم اختلافهم وعدم اتباعهم للأنبياء بعد البيان. كما حصل من بني إسرائيل عندما سألوا موسى عليه السلام عن البقرة وتكلفوا في السؤال حتى شق عليهم الأمر.
● قوله: «فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ»: هذا أصل عظيم في النهي، وهو أن المنهيات يجب اجتنابها بالكلية، فلا يتقرب إلى الله بتركها فحسب، بل يبتعد عنها ابتعادًا تامًا، لأن النهي يقتضي التحريم والمنع.
● قوله: «وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»: هذا أصل كبير في المأمورات، وهو أن الواجبات والمأمورات الشرعية يجب فعلها حسب الاستطاعة والقدرة، فإن عجز الإنسان عن بعضها سقط عنه ما عجز عنه، كما قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]. وهذا من يسر الإسلام ورفع الحرج عن الأمة.

3. الدروس المستفادة منه:


- النهي عن التكلف في السؤال والتعنت في الأمور الشرعية.
- التحذير من اتباع سبيل الأمم السابقة في الهلاك بسوء الأدب مع الأنبياء.
- التفريق بين النهي والأمر في طريقة الامتثال؛ فالنواهي تجتنب كليًا، والأوامر تؤدى حسب الاستطاعة.
- بيان يسر الإسلام ومراعاة حال المكلفين وقدراتهم.
- وجوب الانقياد التام لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل من أصول الشريعة، وقد اشتمل على قاعدتين عظيمتين:
1. قاعدة في النهي: وهي الاجتناب الكلي.
2. قاعدة في الأمر: وهي فعل ما يستطاع منه.
- رواه البخاري (7288) ومسلم (1337) في صحيحيهما.
- يستدل به العلماء على سقوط الواجب عند العجز، وعلى تحريم المنهي عنه تحريمًا قطعيًا.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٢٨٨)، ومسلم في الفضائل (١٣١: ١٣٣٧) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: فذكره. واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 64 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم

  • 📜 حديث: دعوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دعوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دعوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دعوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب