أبشر يا عمار، تقتلك الفئة الباغية

حديث: أبشر يا عمار، تقتلك الفئة الباغية

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أَبْشِرْ يا عمار، تقتلك الفئة الباغية».

حسن: رواه الترمذيّ (٣٨٠٠)، والبزار (٨٣٣٧)، وأبو يعلى (٦٥٢٤) كلهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، (هو عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي)، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أَبْشِرْ يا عمار، تقتلك الفئة الباغية».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخبر فيه عن مستقبل أحد أصحابه الكرام، وهو عمار بن ياسر رضي الله عنه. وها هو الشرح المفصل له:

نص الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أَبْشِرْ يا عمار، تقتلك الفئة الباغية».
(رواه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما).

1. شرح المفردات:

● أَبْشِرْ: كلمة تقال للمبشر بالخير والثواب العظيم، وهي بمعنى: استبشر وافرح بما ينتظرك من أجر عظيم عند الله.
● تَقْتُلُكَ: أي ستقتلك.
● الفِئَةُ: الجماعة أو الطائفة من الناس.
● البَاغِيَةُ: الظالمة المعتدية، التي تخرج على الحق وتتجبر عليه. والبغي هو الظلم والتعدي.

2. شرح الحديث:

في هذا الحديث يبشر النبي صلى الله عليه وسلم صحابيه الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه بأنه سيموت قتلاً على يد جماعة من المسلمين خرجت على إمام الحق واعتَدَت وبغَت.
● السياق التاريخي: تحققت هذه البشارة النبوية في معركة "صفين" سنة 37 هـ، حيث قُتل عمار رضي الله عنه وهو يقاتل في صف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ضد جيش معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. وكان مقتله دليلاً قاطعاً على أن الفئة الباغية هي جيش معاوية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل قتله علامة على البغي والعدوان. وقد استدل به الإمام علي ومن معه على правота موقفهم.
● الحكمة من البشارة: لم يكن إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بهذا مصدر رعب أو خوف لعمار، بل كان بشرى وتكريماً له؛ لأنه أخبره بأنه سيموت شهيداً، وأن قاتليه هم الظالمون المعتدون، مما يزيد من أجره ودرجاته عند الله تعالى. فهو بشارة بالشهادة والنجاة من الظلم.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- عِظَم منزلة عمار رضي الله عنه: حيث خصه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه البشارة العظيمة، وهو من السابقين إلى الإسلام والمعروفين بصبرهم على الأذى، وكان هو وأهله (ياسر وسمية) من أوائل من عُذِّبوا في سبيل الله.
2- إثبات كرامات الأولياء ومعجزات النبوة: فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن غيبٍ سيقع، فوقع كما أخبر، وهذا من أعلام نبوته.
3- بيان حكم الفئة الباغية: الحديث أصل من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة في التعامل مع الفتنة التي وقعت بين الصحابة. فهو يثبت أن هناك فئة باغية (ظالمة معتدية) وأخرى مع الحق. ومع هذا، فإن أهل السنة يمسكون عن التفصيل في ذنب أي صحابي ويتولونهم جميعاً، ويردون علم ما شجر بينهم إلى الله تعالى، كما قال الله: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 134].
4- الثواب العظيم للشهيد: الحديث يحث على الصبر والثبات على الحق، وأن من قُتل ظلماً وهو على الحق فإن له الأجر العظيم عند الله.
5- العبرة بالحق لا بالرجال: فمع محبة الصحابة جميعاً وعدالتهم، فإن الواجب اتباع الحق حيثما كان، وليس اتباع الأشخاص لمجرد مكانتهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● مكانة عمار: هو عمار بن ياسر، صحابي جليل، من السابقين إلى الإسلام، وأمه سمية أول شهيدة في الإسلام. كان من devoted companions of the Prophet.
● موقف أهل السنة: يؤمن أهل السنة بأن الصحابة كلهم عدول، وأن ما وقع بينهم كان اجتهاداً، والمخطئ منهم معذور له أجر اجتهاده، والمصيب له أجران. ويحرصون على عدم الخوض في تفاصيل الفتنة والاستفادة منها في إصلاح ذات البين ووحدة الصف.
● الحديث حجة: هذا الحديث متفق على صحته، وقد استخدمه الصحابة أنفسهم يوم صفين للاستدلال على правота موقفهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٨٠٠)، والبزار (٨٣٣٧)، وأبو يعلى (٦٥٢٤) كلهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، (هو عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي)، عن أبي هريرة، فذكره.
هكذا ساقه الترمذيّ والبزار مختصرًا، وأما أبو يعلى فقد ذكر قصة حيث قال: كان رسول اللَّه ﷺ يبني المسجد فإذا نقل الناس حجرًا، نقل عمار حجرين، دياذا نقلوا لبنةً نقل لبِنتين، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية».
وإسناده حسن من أجل العلاء بن عبد الرحمن الحرقي فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذيّ: «حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 98 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبشر يا عمار، تقتلك الفئة الباغية

📜 حديث: أبشر يا عمار، تقتلك الفئة الباغية

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أبشر يا عمار، تقتلك الفئة الباغية

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أبشر يا عمار، تقتلك الفئة الباغية

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أبشر يا عمار، تقتلك الفئة الباغية

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية