حديث: تقتله الفئة الباغية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إخبار النبي ﷺ أن عمارًا تقتله الفئة الباغية

عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: لما قتل عمارُ بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص، فقال: قُتل عمارٌ، وقد قال رسول اللَّه ﷺ: «تقتله الفئة الباغية»، فقام عمرو بن العاص فزعًا يرجّع حتى دخل على معاوية، فقال له معاوية: ما شأنك؟ قال: قُتِل عمار، فقال معاوية: قد قتل عمار، فماذا؟ قال عمرو: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «تقتله الفئة الباغية»، فقال له معاوية: دحضتَ في بولك، أونحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه، جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا -أو قال-: بين سيوفنا.

صحيح: رواه أحمد (١٧٧٧٨)، وأبو يعلى (٧١٧٥)، وصحّحه الحاكم (٢/ ١٥٥ - ١٥٦) كلهم من طريق عبد الرزاق (وهو في مصنفه ٢٠٤٢٧)، حدّثنا معمر، عن ابن طاوس (واسمه عبد اللَّه)،
عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال: فذكره.

عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: لما قتل عمارُ بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص، فقال: قُتل عمارٌ، وقد قال رسول اللَّه ﷺ: «تقتله الفئة الباغية»، فقام عمرو بن العاص فزعًا يرجّع حتى دخل على معاوية، فقال له معاوية: ما شأنك؟ قال: قُتِل عمار، فقال معاوية: قد قتل عمار، فماذا؟ قال عمرو: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «تقتله الفئة الباغية»، فقال له معاوية: دحضتَ في بولك، أونحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه، جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا -أو قال-: بين سيوفنا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم ورد في أحداث الفتنة بين الصحابة رضي الله عنهم، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، وأخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

شرح المفردات:


● يرجّع: يردد الكلام ويكرره من شدة الفزع.
● دحضتَ في بولك: كلمة قالها معاوية لعمرو بن العاص، ومعناها: زللت وسقطت في حماقتك، وهي تعبير عن الإنكار الشديد.
● الفئة الباغية: الجماعة الظالمة المعتدية.

شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف مهم بعد معركة صفين، حيث قُتل الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه، وكان من أبرز الصحابة وأحد السابقين إلى الإسلام.
فعندما قُتل عمار، ذهب عمرو بن حزم إلى عمرو بن العاص وأخبره بالخبر، فتذكر عمرو بن العاص حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخبر أن عمارًا تقتله الفئة الباغية (أي الجماعة الظالمة المعتدية). ففزع عمرو بن العاص من هذا التذكر، لأنه كان في جيش معاوية، فخشي أن يكونوا هم الفئة الباغية.
فلما ذهب إلى معاوية وأخبره، أنكر معاوية ذلك وقال: "أونحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه، جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا"، يعني أنهم لم يقصدوا قتله، بل جاء به جيش علي إلى ساحة القتال فقُتل.

الدروس المستفادة:


1- عظمة الصحابة وورعهم: فقد فزع عمرو بن العاص عندما تذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على خوفه من الله وحرصه على عدم الوقوع في الظلم.
2- صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم: فقد تحققت نبوءته صلى الله عليه وسلم في مقتل عمار على يد الفئة الباغية.
3- الحذر من الفتن والاقتتال: الحديث يذكرنا بخطورة الفتنة والاقتتال بين المسلمين، وأنه يجب البعد عنها.
4- التأويل والاجتهاد: كان كل من الفريقين مجتهدًا في رأيه، ومعاوية وعمرو بن العاص تأولوا أنهم ليسوا هم القاتلين مباشرة لعمار.
5- عدم الطعن في الصحابة: يجب علينا أن نترضى عن جميع الصحابة، ونعتقد أنهم مجتهدون، والمخطئ منهم معذور بأجره، والمصيب له أجران.

معلومات إضافية:


- عمار بن ياسر من السابقين إلى الإسلام، وعُذب في الله عذابًا شديدًا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر به ويقول: "صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة".
- الحديث الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم قتل عمار رواه العديد من الصحابة، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- اختلف العلماء في تحديد الفئة الباغية، والأرجح أنهم الجماعة التي تقاتل عليًا رضي الله عنه، ولكن هذا لا يبيح لنا الطعن في الصحابة، فهم مجتهدون.
نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين، ويوحّد صفوفهم، ويبعد عنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٧٧٨)، وأبو يعلى (٧١٧٥)، وصحّحه الحاكم (٢/ ١٥٥ - ١٥٦) كلهم من طريق عبد الرزاق (وهو في مصنفه ٢٠٤٢٧)، حدّثنا معمر، عن ابن طاوس (واسمه عبد اللَّه)،
عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قوله: «يرجع» يعني يقول: «إنا للَّه وإنا إليه راجعون».
وقوله: «دحضت» أي عثرتَ وأخطأتَ في الفهم.
وروي عن أبي غادية قال: قُتل عمارُ بن ياسر فأخبر عمرو بن العاص قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن قاتله وسالبه في النار»، فقيل لعمرو: فإنك هو ذا تُقاتله قال: إنما قال: «قاتله وسالبه».
رواه أحمد (١٧٧٧٦)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ٢٦٠ - ٢٦١) كلاهما عن عفان بن مسلم، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا أبو الأحوص وكلثوم بن جبر، عن أبي غادية (واسمه يسار بن سبع وله صحبة) قال: فذكره.
هكذا ساقه أحمد مختصرًا، وأما ابن سعد فقد ساقه بسياق أطول منه وفيه: عن أبي غادية قال: سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة قال: فتوعدته بالقتل قلت: لئن أمكنني اللَّه منك لأفعلن. فلما كان يوم صِفين جعل عمار يحمل على الناس، فقيل: هذا عمار، فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين، قال: فحملت عليه، فطعنته في ركبته، قال: فوقع، فقتلته، فقيل: قتلت عمار بن ياسر. وأخبر عمرو بن العاص فقال: سمعت رسول اللَّه ﷺ، يقول: «إن قاتله وسالبه في النار»، فقيل لعمرو بن العاص: هو ذا أنت تُقاتله، فقال: إنما قال: قاتله وسالبه.
وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة، وفي مطبوعة المسند «أبو حفص»، والتصويب من إتحاف المهره (١٥٩٧٤).
والحديث مع جودة إسناده شاذّ مخالف للأحاديث الصّحيحة المتواترة، فإن الفئة الباغية هي القاتلة عمارًا، ولا القاتل وحده، فلعل عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: «إن قاتله وسالبه في النار» اجتهادا منه، فعزاه بعض الرواة إلى النبي ﷺ. واللَّه أعلم بالصواب.
وقوله: «عمار بن ياسر يقع في عثمان ويشتمه بالمدينة» لم يردْ في سيرة عمار بن ياسر في كتب التراجم وغيرها أنه كان يشتم عثمان، ولعل هذا فهمٌ من أبي غادية؛ لأنه كان من شيعة عثمان، وعمار كان من شيعة علي بن أبي طالب رضي اللَّه عن الجميع، فيمكن أن عمارًا قد تكلم في عثمان بعض الكلام، وفهمه أبو غادية سبًّا وشتمًا. واللَّه أعلم بالصواب.
وأما أبو الغادية فهو القاتل كما في الحديث الآتي: عن كلثوم بن جبر قال: كنا بواسط القَصَب عند عبد الأعلى بن عبد اللَّه بن عامر قال: فإذا عنده رجل يقال له: أبو الغادية استسقى ماءًا فأتي بإناءٍ مُفَضَّض، فأبى أن يشرب، وذكر النبي ﷺ، فذكر هذا الحديث: «لا ترجعوأ بعدي كفارًا أو ضُلّالًا -شك ابن أبي عدي- يضرب بعضكم رقاب بعض»، فإذا رجل يسب فلانًا، فقلت:
واللَّه لئن أمكنني اللَّه منك في كتيبة، فلما كان يوم صفين، إذا أنا به، وعليه درع، قال: ففطنتُ إلى الفَرْجة في جُربّان الدِّرع، فطعنتُه، فقتلتُه، فإذا هو عمار بن ياسر. قال: قلت: وأي يدٍ كَفَتَاهُ، يكره أن يشرب في إناء مُفَضَّضٍ، وقد قتل عمار بن ياسر! .
حسن: رواه عبد اللَّه بن أحمد في زوائده (١٦٦٩٨) عن محمد بن المثنى أبي موسى، حدّثنا محمد بن أبي عدي، عن ابن عون، عن كلثوم بن جبر قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل كلثوم بن جبر فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 99 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تقتله الفئة الباغية

  • 📜 حديث: تقتله الفئة الباغية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تقتله الفئة الباغية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تقتله الفئة الباغية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تقتله الفئة الباغية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب