حديث: يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكر فتنة الخوارج

عن أبي سعيد أن النبي ﷺ ذكر قوما يكونون في أمته، يخرجون في فرقة من الناس، سيماهم التحالق، قال: «هم شر الخلق -أو من أشر الخلق- يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق»، قال فضرب النبي ﷺ لهم مثلا أو قال قولا: الرجل يرمي الرمية -أو قال: الغرض- فينظر في النصل فلا يرى بصيرة، وينظر في النضي فلا يرى بصيرة، وينظر في الفوق فلا يرى بصيرة. قال: قال أبو سعيد: وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق.
وفي لفظ: «تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق».
وفي لفظ: «تكون في أمتي فرقتان فيخرج من بينهما مارقة يلي قتلهم أولاهم بالحق».

صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٦٤: ١٤٩) عن محمد بن المثنى، حدّثنا ابن أبي عدي، عن سليمان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره باللفظ الأول.

عن أبي سعيد أن النبي ﷺ ذكر قوما يكونون في أمته، يخرجون في فرقة من الناس، سيماهم التحالق، قال: «هم شر الخلق -أو من أشر الخلق- يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق»، قال فضرب النبي ﷺ لهم مثلا أو قال قولا: الرجل يرمي الرمية -أو قال: الغرض- فينظر في النصل فلا يرى بصيرة، وينظر في النضي فلا يرى بصيرة، وينظر في الفوق فلا يرى بصيرة. قال: قال أبو سعيد: وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق.
وفي لفظ: «تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق».
وفي لفظ: «تكون في أمتي فرقتان فيخرج من بينهما مارقة يلي قتلهم أولاهم بالحق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم من أحاديث الفتن وأشراط الساعة، ورد في صحيح مسلم وغيره، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● يخرجون في فرقة من الناس: أي ينشقون عن جماعة المسلمين وينفردون ببدعتهم.
● سيماهم التحالق: سيماهم أي علامتهم الظاهرة. والتحالق هو حلق شعر الرأس، وكانوا يحلقون رؤوسهم تعبداً وتشهيراً بأنفسهم، فجعلت هذه الهيئة علامة لهم.
● يمرقون: من المرق، أي يخرجون خروجاً سريعاً من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فلا يبقى فيه شيء من الدين.
● الرمية: الصيد أو الهدف الذي يُرمى إليه.
● النصل: حديدة السهم.
● النضي: القدح (أي جسم السهم الخشبي).
● الفوق: الريشة التي في مؤخرة السهم.
● بصيرة: هنا بمعنى أثر أو دم، أي لا يرى أثراً للدم على السهم، مما يدل على أنه لم يصب الهدف أصلاً.
● يا أهل العراق: إشارة إلى وقعة النهروان حيث قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأصحابه.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ظهور فرقة ضالة في آخر الزمان، تنشق عن جماعة المسلمين وتتسم بعلامة ظاهرة هي حلق الرأس. ويصفهم بأنهم "شر الخلق" أو "من أشر الخلق" لشدة بدعتهم وخروجهم على الأمة، وتكفيرهم للمسلمين، وسفكهم للدماء المحرمة.
ثم يبين صلى الله عليه وسلم مصيرهم، وهو أن "يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق" أو "أولى الطائفتين بالحق". والمعنى أنهم سيظهرون في زمن فتنة واقتتال بين طائفتين من المسلمين، كلاهما تريد الحق ولكن إحداهما أقرب إليه من الأخرى، وهذه الفرقة الضالة (الخوارج) تخرج على الطائفتين معاً، فيقضي عليها الطائفة الأقرب إلى الحق والصواب.
ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لحالهم وسرعة خروجهم من الدين بلا فائدة، كمثل السهم الذي يرمي به الصيد فيخترقه ويخرج من الجانب الآخر بسرعة، فلا يترك على نصله (حديدته) ولا على نضيه (جسمه الخشبي) ولا على فوقه (ريشه) أي أثر للدم، مما يدل على أنه لم يحصل على شيء من الصيد، وكذلك هؤلاء يمرقون من الدين فلا ينتفعون به ولا يبقى في قلوبهم منه شيء.
وفي آخر الحديث، يشهد الصحابي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه للحدث، ويخاطب أهل العراق قائلاً: "وأنتم قتلتموهم"، إشارة إلى ما حدث في معركة النهروان حيث قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأصحابه، تنفيذاً لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحذير النبي ﷺ من بدعة الخوارج: وهذا من رحمته بأمته، ليجتنبوا طريقهم.
2- بيان علامة من علامات الساعة: وهو خروج هذه الفرقة.
3- الخوارج هم شر الخلق: لشدة ضررهم على الأمة، بتكفيرهم للمسلمين واستباحتهم لدمائهم.
4- وجوب قتال الخوارج: لأنهم بغاة خارجون على الإمام، وقد أمر النبي ﷺ بقتالهم، وفعل ذلك علي رضي الله عنه بأمر من الصحابة.
5- ضرب الأمثال في التعليم: من هدي النبي صلى الله عليه وسلم لتبسيط المعاني وتثبيتها.
6- تحقق نبوة النبي ﷺ: حيث أخبر بأمر وقع كما أخبر، وهو قتال علي رضي الله عنه للخوارج.
7- الفرقة الناجية: هي التي تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم، وتقتدي بالسلف الصالح، وتتجنب الغلو والتكفير.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذه الفرقة هي "الخوارج" أول من ظهر في الإسلام، وهم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- صفاتهم: التكفير بالذنب، والغلو في الدين، وحلق رؤوسهم، وسوء أدبهم مع الأئمة.
- حكمهم: فاسقون مبتدعون، ولكن لا يُكفرون كفراً مخرجاً من الملة إلا إذا اقترن بدعواهم تكفير المسلمين استباحةً للدماء مع اعتقادهم ذلك.
- الواجب تجاههم: مناظرتهم وإظهار الحق لهم، فإن أبوا وقاتلوا وجب قتالهم دفاعاً عن جماعة المسلمين.
أسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزكاة (١٠٦٤: ١٤٩) عن محمد بن المثنى، حدّثنا ابن أبي عدي، عن سليمان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره باللفظ الأول.
ورواه (١٠٦٤: ١٥٠) عن شيبان بن فروخ، حدّثنا القاسم (هو ابن الفضل الحداني)، حدّثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري، فذكره باللفظ الثاني.
ورواه (١٠٦٤: ١٥١) من طريق قتيبة قال: حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري باللفظ الثالث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 104 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق

  • 📜 حديث: يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب