حديث: يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ذكر فتنة الخوارج
وفي لفظ: «تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق».
وفي لفظ: «تكون في أمتي فرقتان فيخرج من بينهما مارقة يلي قتلهم أولاهم بالحق».
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠٦٤: ١٤٩) عن محمد بن المثنى، حدّثنا ابن أبي عدي، عن سليمان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره باللفظ الأول.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم من أحاديث الفتن وأشراط الساعة، ورد في صحيح مسلم وغيره، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
أولاً. شرح المفردات:
● يخرجون في فرقة من الناس: أي ينشقون عن جماعة المسلمين وينفردون ببدعتهم.
● سيماهم التحالق: سيماهم أي علامتهم الظاهرة. والتحالق هو حلق شعر الرأس، وكانوا يحلقون رؤوسهم تعبداً وتشهيراً بأنفسهم، فجعلت هذه الهيئة علامة لهم.
● يمرقون: من المرق، أي يخرجون خروجاً سريعاً من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فلا يبقى فيه شيء من الدين.
● الرمية: الصيد أو الهدف الذي يُرمى إليه.
● النصل: حديدة السهم.
● النضي: القدح (أي جسم السهم الخشبي).
● الفوق: الريشة التي في مؤخرة السهم.
● بصيرة: هنا بمعنى أثر أو دم، أي لا يرى أثراً للدم على السهم، مما يدل على أنه لم يصب الهدف أصلاً.
● يا أهل العراق: إشارة إلى وقعة النهروان حيث قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأصحابه.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ظهور فرقة ضالة في آخر الزمان، تنشق عن جماعة المسلمين وتتسم بعلامة ظاهرة هي حلق الرأس. ويصفهم بأنهم "شر الخلق" أو "من أشر الخلق" لشدة بدعتهم وخروجهم على الأمة، وتكفيرهم للمسلمين، وسفكهم للدماء المحرمة.
ثم يبين صلى الله عليه وسلم مصيرهم، وهو أن "يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق" أو "أولى الطائفتين بالحق". والمعنى أنهم سيظهرون في زمن فتنة واقتتال بين طائفتين من المسلمين، كلاهما تريد الحق ولكن إحداهما أقرب إليه من الأخرى، وهذه الفرقة الضالة (الخوارج) تخرج على الطائفتين معاً، فيقضي عليها الطائفة الأقرب إلى الحق والصواب.
ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لحالهم وسرعة خروجهم من الدين بلا فائدة، كمثل السهم الذي يرمي به الصيد فيخترقه ويخرج من الجانب الآخر بسرعة، فلا يترك على نصله (حديدته) ولا على نضيه (جسمه الخشبي) ولا على فوقه (ريشه) أي أثر للدم، مما يدل على أنه لم يحصل على شيء من الصيد، وكذلك هؤلاء يمرقون من الدين فلا ينتفعون به ولا يبقى في قلوبهم منه شيء.
وفي آخر الحديث، يشهد الصحابي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه للحدث، ويخاطب أهل العراق قائلاً: "وأنتم قتلتموهم"، إشارة إلى ما حدث في معركة النهروان حيث قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأصحابه، تنفيذاً لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- تحذير النبي ﷺ من بدعة الخوارج: وهذا من رحمته بأمته، ليجتنبوا طريقهم.
2- بيان علامة من علامات الساعة: وهو خروج هذه الفرقة.
3- الخوارج هم شر الخلق: لشدة ضررهم على الأمة، بتكفيرهم للمسلمين واستباحتهم لدمائهم.
4- وجوب قتال الخوارج: لأنهم بغاة خارجون على الإمام، وقد أمر النبي ﷺ بقتالهم، وفعل ذلك علي رضي الله عنه بأمر من الصحابة.
5- ضرب الأمثال في التعليم: من هدي النبي صلى الله عليه وسلم لتبسيط المعاني وتثبيتها.
6- تحقق نبوة النبي ﷺ: حيث أخبر بأمر وقع كما أخبر، وهو قتال علي رضي الله عنه للخوارج.
7- الفرقة الناجية: هي التي تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم، وتقتدي بالسلف الصالح، وتتجنب الغلو والتكفير.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذه الفرقة هي "الخوارج" أول من ظهر في الإسلام، وهم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- صفاتهم: التكفير بالذنب، والغلو في الدين، وحلق رؤوسهم، وسوء أدبهم مع الأئمة.
- حكمهم: فاسقون مبتدعون، ولكن لا يُكفرون كفراً مخرجاً من الملة إلا إذا اقترن بدعواهم تكفير المسلمين استباحةً للدماء مع اعتقادهم ذلك.
- الواجب تجاههم: مناظرتهم وإظهار الحق لهم، فإن أبوا وقاتلوا وجب قتالهم دفاعاً عن جماعة المسلمين.
أسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.
والله أعلم.
تخريج الحديث
ورواه (١٠٦٤: ١٥٠) عن شيبان بن فروخ، حدّثنا القاسم (هو ابن الفضل الحداني)، حدّثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري، فذكره باللفظ الثاني.
ورواه (١٠٦٤: ١٥١) من طريق قتيبة قال: حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري باللفظ الثالث.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 104 من أصل 409 حديثاً له شرح
- 79 إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار
- 80 إذا حمل المسلم السلاح على أخيه فهو على جرف جهنم
- 81 السيف إذا وضع في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم...
- 82 بحسب أصحابي القتل
- 83 فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه
- 84 والله إن منكم رجالا، لو كان العلم بالثريا لنالوه
- 85 فتنة عمياء صماء بكماء، القاعد فيها خير من القائم، والقائم...
- 86 فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا،...
- 87 أول شيء سمعته تكلم به: إني أصبحت ساخطا على أحياء...
- 88 الفتنة التي تموج كما يموج البحر
- 89 عن ابن حوالة: كيف تفعل في فتنة تخرج في أطراف...
- 90 عليكم بالأمين وأصحابه
- 91 من نجا من ثلاث فقد نجا: موتي وقتل خليفة مصطبر...
- 92 ويح عمار تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه...
- 93 بُؤْس ابن سمية تقتلك فئة باغية
- 94 قال لعمار: «تقتلك الفئة الباغية»
- 95 أنا قاتل عمار تقتله الفئة الباغية
- 96 "ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية"
- 97 عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية
- 98 أبشر يا عمار، تقتلك الفئة الباغية
- 99 تقتله الفئة الباغية
- 100 إن عائشة لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم
- 101 عن عمار بن ياسر: إن عائشة زوجة نبيكم في الدنيا...
- 102 ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل
- 103 قَسَمَ النَّبِيُّ ذَهَبًا بَيْنَ أَرْبَعَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ كُنَّا أَحَقَّ
- 104 يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق
- 105 يخرج ناس من قبل المشرق ويقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم
- 106 يخرج منه قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم
- 107 من يعدل إذا لم أكن أعدل
- 108 يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية
- 109 من يُحسنون القيل ويسيئون الفعل يمرقون من الدين
- 110 كلما خرج قرن قطع حتى يخرج الدجال
- 111 يقرأ القرآن ناس من أمتي يمرقون من الإسلام
- 112 يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية
- 113 يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام
- 114 سيماهم التحليق هم شر الخلق والخليقة
- 115 الحرب خدعة، فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرًا
- 116 أحداث أحداء أشداء يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم
- 117 عنوان الحديث: "سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا...
- 118 كلاب النار شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء
- 119 الخوارج كلاب النار
- 120 من يقتله فقال علي أنا فقال رسول الله أنت
- 121 من يقتل هذا وهو ساجد يشهد أن لا إله إلا...
- 122 رجل مخدج اليد في الخوارج وعد الله قاتليهم
- 123 كلمة حق أريد بها باطل
- 124 قوم يخرجون من المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم
- 125 يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن وهو عليهم
- 126 ها إن الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان
- 127 الفتنة تجيء من حيث يطلع قرنا الشيطان
- 128 هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان
معلومات عن حديث: يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق
📜 حديث: يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








