حديث: افترقت أمتي على ثنتين وسبعين فرقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن هذه الأمة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة، كلها فى النار، إلا واحدة، وهي الجماعة».

حسن: رواه ابن ماجه (٣٩٩٣)، وابن أبي عاصم في السنة (٦٤) كلاهما عن هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا أبو عمرو، ثنا قتادة، عن أنس، فذكره.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة، كلها فى النار، إلا واحدة، وهي الجماعة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، من الأحاديث الجليلة التي تحذر من الفرقة والاختلاف في الدين، وتُبَيِّن سبيل النجاة. وسأشرحه لك على النحو التالي:

أولاً. تخريج الحديث ومصادره المعتمدة:


هذا الحديث رواه الإمام ابن ماجه في سننه، والإمام الترمذي، والإمام أبو داود، والإمام الدارمي، والإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وغيرهم من أئمة الحديث. وحسنه جمع من أهل العلم، وصححه بعضهم.


ثانياً. شرح المفردات:


* بني إسرائيل: هم أمة النبي موسى عليه السلام من اليهود.
* افترقت: تفرقت واختلفت.
* فرقة: طائفة أو جماعة ذات مذهب وعقيدة خاصة.
* أمتي: يقصد بهم الأمة الإسلامية، أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
* في النار: أي مستحقة لدخول النار بسبب بدعها وضلالها، وهذا لا يعني أن كل فرد فيها سيدخل النار خلوداً كالكفار، بل قد يعذب فيها ثم يخرج منها إذا كان موحداً.
* إلا واحدة: استثناء للفرقة الناجية.
* الجماعة: المقصود بها جماعة المسلمين الذين هم على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الاعتقاد والعمل.


ثالثاً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن مصير الأمم السابقة، حيث تفرقت أمة بني إسرائيل إلى 71 فرقة ضالة، ثم يخبر عن أمته بأنها ستفترق إلى 72 فرقة، كل هذه الفرق الضالة مبتدعة سائرة على غير المنهج الصحيح، ومستحقة للوعيد، إلا فرقة واحدة فقط هي التي تنجو من النار.
وهذه الفرقة الناجية هي "الجماعة". والمراد بالجماعة هنا ليس مجرد الكثرة العددية، بل الجماعة التي هي على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الاعتقاد والفهم والعمل. وقد فسرها العلماء بأنها "أهل السنة والجماعة"، الذين تمسكوا بالكتاب والسنة، واقتفوا أثر السلف الصالح من الصحابة والتابعين، وساروا على منهجهم في فهم الدين.
والحديث ليس إخباراً عن أمر محمود، بل هو تحذير شديد من الوقوع في البدع والضلالات التي تؤدي إلى الفرقة والهلاك. وهو يدل على وجوب التمسك بالسنن، والحذر من الأهواء والآراء المخالفة لما كان عليه السلف.


رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب لزوم الجماعة والاعتصام بالسنة: فالنجاة ليست في كثرة الأتباع أو شدة الحماس، بل في متابعة الحق والتمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
2- التحذير من البدع والفرقة: الحديث إنذار للمسلمين من التفرق في الدين، والابتداع فيه بما لم يأذن به الله.
3- أن الاختلاف في الأمة واقع لا محالة: إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع هذا التفرق من معجزاته، وهو واقع نشهده عبر التاريخ.
4- التفاؤل ووضوح طريق النجاة: رغم كثرة الفرق، إلا أن طريق النجاة واضح ومعروف، وهو اتباع منهج السلف الصالح.
5- عدم اليأس من كثرة الضلال: فالحق لا يعرف بكثرة أهله، وقد يكون أهله قلة، ولكنهم هم المنصورون بإذن الله.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة:
* اختلف العلماء في تعيين هذه الفرق، وألفت في ذلك مصنفات تسمى "كتب الفرق"، ولكن المقصود الأعظم من الحديث هو التحذير من البدع وبيان سبيل النجاة، وليس العد الحسابي للفرق.
* الفرقة الناجية توصف بأنها "الطائفة المنصورة" التي ورد في حديث آخر أنهم "لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة".
* من أبرأ علامات هذه الفرقة الناجية: حبهم للصحابة رضي الله عنهم جميعاً، وتركهم للجدال والخصومات في الدين، وتقديمهم للنقل (الكتاب والسنة) على العقل، وتمسكهم بفهم سلف الأمة.
أسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق، وأن يجعلنا من أهل السنة والجماعة، المنتمين إليها قولاً وعملاً وعقيدة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٩٩٣)، وابن أبي عاصم في السنة (٦٤) كلاهما عن هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا أبو عمرو، ثنا قتادة، عن أنس، فذكره.
وأبو عمرو هو الأوزاعي، بذلك ورد التصريح في رواية ابن أبي عاصم.
وإسناده حسن من أجل هشام بن عمار، فإنه حسن الحديث، والكلام عليه مبسوط في فضائل جماعة الصحابة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 157 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: افترقت أمتي على ثنتين وسبعين فرقة

  • 📜 حديث: افترقت أمتي على ثنتين وسبعين فرقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: افترقت أمتي على ثنتين وسبعين فرقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: افترقت أمتي على ثنتين وسبعين فرقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: افترقت أمتي على ثنتين وسبعين فرقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب