إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرسا وأجوده

حديث: إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرسا وأجوده

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا وقعت الملاحم بعث اللَّه بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرسًا، وأجوده سلاحًا، يؤيد اللَّه بهم الدين».

حسن: رواه ابن ماجه (٤٠٩٠)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٥٤٨) كلاهما من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني. وهو يتناول أحداثاً عظيمة تقع في آخر الزمان، وبيان نصر الله لدينه.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● وَقَعَتِ الْمَلَاحِمُ: الملاحم جمع ملحمة، وهي الحروب العظيمة والفتن الهائلة التي تسفك فيها الدماء بكثرة، وتكون بين المسلمين وأعدائهم في آخر الزمان.
● بَعَثَ اللَّهُ بَعْثًا: أي أرسل الله جماعة وجيشاً.
● مِنَ الْمَوَالِي: الموالي هنا هم غير العرب، وهم الأعاجم من المسلمين الذين دخلوا في الإسلام، وقد يكونون من الترك أو غيرهم من الأمم.
● أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسًا: أي أن خيولهم أفضل وأعلى قيمة من خيول العرب آنذاك.
● أَجْوَدُهُ سَلَاحًا: أي أن سلاحهم أفضل وأتقن صناعة وأكثر فتكاً.
● يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهِمُ الدِّينَ: أي يقوّي الله بهم دين الإسلام وينصره على أعدائه.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن حدث مستقبلي عظيم، وهو أنه عند اشتداد الحروب والفتن العظيمة (الملاحم) بين المسلمين وأعدائهم في آخر الزمان، وإذا ضعف المسلمون وكاد العدو أن يغلبهم، فإن الله تعالى سينصر دينه بوسيلة غير متوقعة.
فيرسل الله تعالى جيشاً وقوة من الموالي (وهم المسلمين من غير أصل عربي)، يكونون على درجة عالية من القوة العسكرية والمعدات. فخيولهم هي الأفضل والأغلى (وكانت الخيل العربية هي المقياس في الزمن الأول)، وسلاحهم هو الأجود والأحدث والأقوى.
ويهيئ الله تعالى هذا الجيش لينصر به دين الإسلام، فيقومون بهزيمة أعداء الله ورفع راية الإسلام مرة أخرى.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- نصر الله لدينه حق: لا بد أن ينصر الله دينه ولو بعد حين، وهو القائل: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51]. وهذا النصر قد يأتي من حيث لا يحتسب البشر.
2- حكمة الله في اختيار وسائل النصر: الله تعالى قادر على نصر دينه بأي وسيلة يشاء، وقد يختار أن يكون النصر على أيدي أناس لم يكونوا متوقعين، كالموالي في هذا الحديث، ليعلم الجميع أن النصر من عنده سبحانه وتعالى وحده.
3- وحدة الصف الإسلامي: الإسلام لا يعرف عصبية جنسية أو عنصرية. فالنصر يمكن أن يأتي على أيدي عرب أو عجم، المهم أنهم مسلمون مؤمنون. قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
4- الاستعداد والقوة المادية: في الحديث إشارة إلى أهمية التميز في أدوات الحرب والقوة المادية (الخيل والسلاح) كسبب من أسباب النصر، مع التوكل على الله تعالى.
5- البشارة والأمل: هذا الحديث بشارة للمسلمين في كل عصر، خاصة في أوقات الضعف والهزيمة، أن الله قادر على قلب الموازين وإرسال النصر من حيث لا ينتظرون، مما يبعث على الأمل ويثبت القلوب.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من أشراط الساعة وأحداث آخر الزمان، التي تسبق خروج المسيح الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام.
- يشير كثير من المفسرين والمحدثين أن هؤلاء "الموالي" قد يكونون من الأتراك أو غيرهم من الأمم التي دخلت في الإسلام، وقد رأينا في عصرنا من قوة بعض الدول الإسلامية غير العربية ما هو مصداق لهذا الوصف النبوي، والله أعلم.
- يجب أن نفهم أن نصر الله للمؤمنين مرتبط باستقامتهم على دينه وتمسكهم بشرعه، قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: 40].
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٤٠٩٠)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٥٤٨) كلاهما من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي هريرة، فذكره.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط البخاري».
وإسناده حسن من أجل عثمان بن أبي العاتكة فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث في غير روايته عن علي بن يزيد الألهاني.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 163 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرسا وأجوده

📜 حديث: إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرسا وأجوده

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرسا وأجوده

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرسا وأجوده

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرسا وأجوده

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية