حديث: حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن هذه الأمة تتبع سنن اليهود والنصارى

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لتركبنَّ سنن من كان قبلكم شبرًا بشبرٍ وذراعا بذراع وباعًا بباعٍ، حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضَبٍّ لدخلتم، وحتى لو أن أحدهم جامع أمه بالطريق لفعلتم».

حسن: رواه محمد بن نصر المروزي في السنة (٣١)، والبزار - الكشف (٣٢٨٥)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٤٥٥) كلهم من طريق أبي أويس المديني، حدثني ثور بن زيد الكناني وموسى بن ميسرة، (وليس عند البزار ذكر موسى)، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لتركبنَّ سنن من كان قبلكم شبرًا بشبرٍ وذراعا بذراع وباعًا بباعٍ، حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضَبٍّ لدخلتم، وحتى لو أن أحدهم جامع أمه بالطريق لفعلتم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث ابن عباس رضي الله عنهما، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث بلفظه:
عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لتركبنَّ سنن من كان قبلكم شبرًا بشبرٍ وذراعا بذراع وباعًا بباعٍ، حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضَبٍّ لدخلتم، وحتى لو أن أحدهم جامع أمه بالطريق لفعلتم».


1. شرح المفردات:


● لتركبنَّ: اللام لام القسم، و"تركبن" فعل مضارع مرفوع بثبوت النون للتحقيق والتأكيد، أي: لتتبعنَّ حتمًا.
● سنن: جمع سنة، وهي الطريقة والمنهج.
● من كان قبلكم: أي الأمم السابقة من اليهود والنصارى وغيرهم.
● شبرًا بشبرٍ وذراعا بذراع وباعًا بباعٍ: استعارة للدلالة على المطابقة التامة في الاتباع، فالشبر والذراع والباع مقاييس للأطوال، والمعنى: ستتبعونهم في كل صغيرة وكبيرة.
● جحر ضَبٍّ: جحر حيوان الضب (وهو حيوان بري)، وهو ضيق ومحتقر.
● جامع أمه بالطريق: أي مارس الجماع مع أمه في مكان علني أمام الناس.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث النبوي الشريف تحذيرٌ من النبي ﷺ لأمته من اتباع طرق الأمم السابقة من اليهود والنصارى والمجوس في ضلالاتهم ومعاصيهم وانحرافاتهم، وأن هذه الأمة ستفعل ذلك بشكل مطابق تمامًا، حتى في أبشع الأفعال وأقبحها.
وقوله: «شبرًا بشبر وذراعًا بذراع» كناية عن المماثلة التامة في اتباعهم، فكما أن الشبر جزء من الذراع، والذراع جزء من الباع، فكذلك اتباعكم لهم سيكون تدريجيًا، من الصغير إلى الكبير، حتى تستحكم المماثلة.
ثم ضرب النبي ﷺ مثلين لبيان غاية هذا الاتباع الأعمى:
● حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم: أي أنهم سيقلدونهم حتى في الأمور التافهة والحقيرة التي لا معنى لها، كالدخول في جحر حيوان ضيق لمجرد أنهم فعلوه.
● حتى لو أن أحدهم جامع أمه بالطريق لفعلتم: وهذا مثل لأقصى درجات الفحش والانحطاط الأخلاقي، وهو الزنا بالمحارم في العلن، مما يدل على أن التقليد الأعمى قد يؤدي إلى ارتكاب أكبر الكبائر وأفظع المنكرات.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحذير من التقليد الأعمى: الحديث تحذير صريح من اتباع غير المسلمين في عاداتهم وتقاليدهم وأفكارهم المنحرفة دون تمييز بين الصالح والطالح.
2- سنة التدريج في الضلال: الضلال لا يأتي دفعة واحدة، بل يبدأ بصغائر الأمور ويستمر حتى يصير كبائر، فالتقليد يبدأ بالتشبه في المظهر والاهتمامات الدنيوية ثم يتدرج إلى الأخلاق والعقائد.
3- الاعتزاز بالهوية الإسلامية: على المسلم أن يفخر بدينه ويتمسك به، ولا يذوب في حضارات الآخرين، فالأمة الإسلامية أمة متميزة بشريعتها وقيمها.
4- بيان نبوة النبي ﷺ: هذا الحديث من معجزات النبي ﷺ، فقد وقع ما حذّر منه، حيث قلّد الكثير من المسلمين غيرهم في الملبس والمأكل والمشرب والأنظمة وحتى في بعض المعاصي والبدع.
5- الحث على التمسك بالسنة:唯一的 طريق للنجاة هو التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، والرجوع إليهما في كل كبيرة وصغيرة.


4. معلومات إضافية:


● رواية الحديث: الحديث رواه البخاري في "الأدب المفرد" وابن حبان في صحيحه، وهو حسن.
● المراد بـ "من كان قبلكم": هم اليهود والنصارى principalmente، كما فسره كثير من العلماء.
● مناسبة الحديث: يُستشهد بهذا الحديث في التحذير من التشبه بالكفار، وهو من الأدلة على تحريم التشبه بهم في خصائصهم.
● الوقوع التاريخي للحديث: sadly, we see many examples of this imitation in our times in fashion, moral values, social systems, and even in religious innovations.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه محمد بن نصر المروزي في السنة (٣١)، والبزار - الكشف (٣٢٨٥)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٤٥٥) كلهم من طريق أبي أويس المديني، حدثني ثور بن زيد الكناني وموسى بن ميسرة، (وليس عند البزار ذكر موسى)، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وقال البزار: «هذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، وثور مدني ثقة مشهور».
وإسناده حسن من أجل أبي أويس وهو عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أويس الأصبحي حسن الحديث.
وفي معناه ما روي عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية، لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة»، قالوا: ومن هي يا رسول اللَّه؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي».
رواه الترمذيّ (٢٦٤١)، والحاكم في المستدرك (١/ ١٢٩) كلاهما من حديث سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد اللَّه بن يزيد، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: فذكره.
وعبد الرحمن بن زياد الإفريقي ضعيف، ضَعَّفَه جمهور أهل العلم، وسبق تخريجه في فضائل الصحابة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 155 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم

  • 📜 حديث: حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب