حديث: يقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في غلبة العجم

عن سمرة، عن النبي ﷺ قال: «توشكون أن يملأ اللَّه أيديكم من العجم، ثم يكونون أسدًا لا يفرون، يقتلون مقاتلتكم، ويأكلون فيئكم».

صحيح: رواه أحمد (٢٠١٨١)، والبزار (٤٥٣٧)، والطبراني في الكبير (٧/ ٢٦٨)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٥١٢) كلهم من حديث عفان بن مسلم، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن سمرة، فذكره.

عن سمرة، عن النبي ﷺ قال: «توشكون أن يملأ اللَّه أيديكم من العجم، ثم يكونون أسدًا لا يفرون، يقتلون مقاتلتكم، ويأكلون فيئكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:


عن سمرة بن جندب رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «توشكون أن يملأ اللَّه أيديكم من العجم، ثم يكونون أسدًا لا يفرون، يقتلون مقاتلتكم، ويأكلون فيئكم».

شرح المفردات:


● توشكون: أي تقربون وتسرعون.
● يملأ الله أيديكم: أي يغدق عليكم بالعطاء والغنائم.
● من العجم: يقصد بهم غير العرب، وهم الفرس والروم وغيرهم ممن دخل في الإسلام.
● أسدًا لا يفرون: أي شجعانًا في القتال، لا ينهزمون.
● مقاتلتكم: أي جنودكم المحاربين.
● فيئكم: الغنائم والأموال التي تحصلون عليها من الحرب.

شرح الحديث:


هذا الحديث من أحاديث الفتن والملاحم التي أخبر بها النبي ﷺ عن مستقبل الأمة الإسلامية. وهو يتنبأ بمرحلتين:
1- مرحلة القوة والتمكين: حيث يفتح الله على المسلمين بلاد العجم (غير العرب) فيغتنمون غنائمهم وأموالهم، ويصبح هؤلاء العجم تحت حكم المسلمين ويدخلون في دين الله أفواجًا.
2- مرحلة الضعف والهزيمة: حيث يتحول هؤلاء العجم (الذين دخلوا في الإسلام) إلى قوة مقاتلة شرسة، فيصبحون كالأسود في شجاعتهم وثباتهم في الحرب، لا يفرون من الميدان. ثم ينقلبون على المسلمين العرب، فيقتلون مقاتليهم ويستولون على غنائمهم وأموالهم.

الدروس المستفادة:


1- صدق نبوة محمد ﷺ: فقد تحقق ما أخبر به، حيث فتح المسلمون بلاد فارس والروم، ودخل الكثير من العجم في الإسلام، ثم أصبحوا من أقوى الجنود في الجيوش الإسلامية، بل وتولى كثير منهم قيادة هذه الجيوش.
2- تغير الأحوال وتبدل القوى: فالأمم لا تبقى على حال واحدة، فمن كان مغلوبًا قد يصير غالبًا، والعكس صحيح.
3- التحذير من الغرور والاعتداد بالأصل: فالعجم الذين كانوا تحت حكم المسلمين أصبحوا قوة يحسب لها حساب، مما يدعو إلى عدم التفاخر بالأجناس والأنساب.
4- أهمية التوحيد والالتزام بالإسلام: فالقوة الحقيقية هي في التمسك بدين الله، وليس في العرق أو الجنس.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- من العلماء من يرى أن هذا الحديث يشير إلى دولة الترك والمماليك الذين أصبحوا بعد ذلك قوة عسكرية كبيرة في الجيوش الإسلامية، بل وحكموا البلاد الإسلامية.
- الحديث يدعو المسلمين إلى الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله، والاستعداد الدائم لقوة العدو، والاعتماد على الله تعالى في النصر والتمكين.
نسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين، وأن يردهم إلى دينهم ردًا جميلًا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠١٨١)، والبزار (٤٥٣٧)، والطبراني في الكبير (٧/ ٢٦٨)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٥١٢) كلهم من حديث عفان بن مسلم، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن سمرة، فذكره.
وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سمرة إلا من هذا الوجه، ولا نعلمه رواه عن يونس إلا حماد بن سلمة».
قال الأعظمي: لم ينفرد به حماد بن سلمة عن يونس، بل تابعه هشيم بن بشير عنه كما عند أحمد (٢٠١٢٣). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
ورواه يزيد بن إبراهيم، عن الحسن، عن أبي موسى نحوه كما عند الروياني في مسنده (٥٣٧). والأشبه بالصواب ما رواه يونس بن عبيد، عن الحسن، عن سمرة كما جزم الدارقطني في العلل (٧/ ٢٥١).
وفي مطبوعة مجمع الزوائد (٧/ ٣١١): «عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يوشك أن يكثر فيكم من العجم أسد لا يفرون، فيقتلون مقاتلتكم، ويأكلون فيئكم». رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: لم أقف عليه في المعجمين الصغير والأوسط، وأما الكبير فليس فيه مسند أبي هريرة.
وجعله السيوطي في الجامع الكبير من مسند أبي موسى، وعزاه إلى الطبراني فيحتمل أن يكون وقع خطأ (عن أبي هريرة) في مطبوعة الزوائد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 160 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم

  • 📜 حديث: يقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب