حديث: أمرنا أن نسبح ثلاثًا وثلاثين ونحمد ثلاثًا وثلاثين ونكبر أربعًا وثلاثين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأذكار دبر الصلوات المفروضة

عن ابن عمر أن رجلًا رأي فيما يرى النائم، قيل له: بأي شيء أمركم نبيكم ﷺ؟ قال: أمرنا أن نُسَبِّح ثلاثًا وثلاثين، ونحمد ثلاثًا وثلاثين، ونُكبِّر أربعًا وثلاثين.
فتلك مائة. قال: سَبِّحوا خمسًا وعشرين، واحمدوا خمسًا وعشرين، وكبروا خمسًا وعشرين، وهَلِّلوا خمسًا وعشرين. فتلك مائة، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «افعلوا كما قال الأنصاري».

حسن: رواه النسائي (١٣٥١) أخبرنا عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثني علي بن الفُضَيل بن عياض، عن عبد العزيز بن أبي روَّاد، عن نافع، عن ابن عمر فذكر مثله.

عن ابن عمر أن رجلًا رأي فيما يرى النائم، قيل له: بأي شيء أمركم نبيكم ﷺ؟ قال: أمرنا أن نُسَبِّح ثلاثًا وثلاثين، ونحمد ثلاثًا وثلاثين، ونُكبِّر أربعًا وثلاثين.
فتلك مائة. قال: سَبِّحوا خمسًا وعشرين، واحمدوا خمسًا وعشرين، وكبروا خمسًا وعشرين، وهَلِّلوا خمسًا وعشرين. فتلك مائة، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «افعلوا كما قال الأنصاري».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده ودروسه.

نص الحديث:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلًا رأى في منامه (أي في حلمه) أن شخصًا قال له: "بأي شيء أمركم نبيكم صلى الله عليه وسلم؟" فأجاب الرجل: "أمرنا أن نسبح ثلاثًا وثلاثين، ونحمد ثلاثًا وثلاثين، ونكبر أربعًا وثلاثين، فتلك مائة". ثم قال له الشخص في المنام: "سبحوا خمسًا وعشرين، واحمدوا خمسًا وعشرين، وكبروا خمسًا وعشرين، وهللوا خمسًا وعشرين، فتلك مائة". فلما استيقظ الرجل (وقد عُرف أنه أنصاري) ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «افعلوا كما قال الأنصاري».


1. شرح المفردات:


● يرى النائم: ما يراه الإنسان في منامه (الحلم).
● نسبح: أي نقول "سبحان الله".
● نحمد: أي نقول "الحمد لله".
● نكبر: أي نقول "الله أكبر".
● نهلل: أي نقول "لا إله إلا الله".
● الأنصاري: من قبيلة الأنصار، وهم أهل المدينة المنورة الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً من الأنصار رأى في منامه أن شخصًا سأله: "ماذا أمركم نبيكم صلى الله عليه وسلم من الأذكار بعد الصلاة؟" فأجابه الرجل بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يسبحوا الله ثلاثًا وثلاثين مرة، ويحمدوه ثلاثًا وثلاثين مرة، ويكبروه أربعًا وثلاثين مرة، ومجموع ذلك مائة ذكر. ثم عرض عليه الشخص في المنام طريقة أخرى للذكر، وهي أن يسبحوا ويحمدوا ويكبروا ويهللوا كلٌ منها خمسًا وعشرين مرة، فيكون المجموع أيضًا مائة. فلما قصَّ الرجل رؤياه على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن استيقظ، أقرَّه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وقال: «افعلوا كما قال الأنصاري»، أي يجوز للمسلم أن يختار أي الطريقتين في ذكر الله بعد الصلاة.


3. الدروس المستفادة من الحديث:


1- جواز تعدد صيغ الأذكار: الحديث يدل على أن هناك أكثر من صيغة مشروعة لذكر الله بعد الصلاة، مما يُظهر سعة رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده.
2- مشروعية العمل بالرؤيا الصالحة: إذا كانت الرؤيا صادقة ومتوافقة مع أصول الشرع، فإنه يجوز الأخذ بها، خاصة إذا أقرها النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد العلماء الربانيين.
3- فضل الذكر بعد الصلاة: الحديث يؤكد على أهمية الذكر بعد الصلاة، وأنه من الأمور التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
4- التيسير في العبادة: الإسلام دين يسر، وليس عسرًا، وهذا ظاهر في تعدد الخيارات للمسلم في كيفية أداء الذكر.
5- قبول رواية الصالحين: الرؤيا التي يراها الإنسان الصالح يمكن أن تكون مصدرًا للهداية والتوجيه إذا كانت لا تخالف الشرع.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● الرؤيا الصالحة: جزء من النبوة، كما جاء في الحديث الصحيح: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» (رواه البخاري ومسلم).
● الأذكار بعد الصلاة: هناك عدة صيغ للأذكار بعد الصلاة، ومنها ما ورد في هذا الحديث، ومنها ما جاء في أحاديث أخرى، مثل قول: "سبحان الله" 33 مرة، "الحمد لله" 33 مرة، "الله أكبر" 34 مرة، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
● الأنصاري: لم يُذكر اسم الرجل في الحديث، لكنه من الأنصار، مما يدل على فضلهم ومكانتهم في الإسلام.


الخلاصة:


الحديث يدل على مشروعية التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل بعد الصلاة، وأنه يجوز للمسلم أن يختار بين الطريقتين المذكورتين في الحديث، وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. وهو من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده، حيث يفتح لهم أبوابًا متعددة للعبادة والذكر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١٣٥١) أخبرنا عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثني علي بن الفُضَيل بن عياض، عن عبد العزيز بن أبي روَّاد، عن نافع، عن ابن عمر فذكر مثله.
وإسناده حسن، ورجاله ثقات غير عبد العزيز بن أبي روَّاد فإنه حسن الحديث إذا لم يخطئ. أورده الحافظ في الفتح (٢/ ٣٣٠) وسكت عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 483 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمرنا أن نسبح ثلاثًا وثلاثين ونحمد ثلاثًا وثلاثين ونكبر أربعًا وثلاثين

  • 📜 حديث: أمرنا أن نسبح ثلاثًا وثلاثين ونحمد ثلاثًا وثلاثين ونكبر أربعًا وثلاثين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمرنا أن نسبح ثلاثًا وثلاثين ونحمد ثلاثًا وثلاثين ونكبر أربعًا وثلاثين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمرنا أن نسبح ثلاثًا وثلاثين ونحمد ثلاثًا وثلاثين ونكبر أربعًا وثلاثين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمرنا أن نسبح ثلاثًا وثلاثين ونحمد ثلاثًا وثلاثين ونكبر أربعًا وثلاثين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب