حديث: مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في أمر الصبي بالصلاة
حسن: رواه أبو داود (٤٩٤)، والتِّرمذيّ (٤٠٧) كلاهما من طريق عبد الملك بن الربيع بن سَبْرَةَ، عن أبيه، عن جده فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنَّة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث العظيم رواه أبو داود في سننه، والحاكم في مستدركه، وغيرهما، وهو حديث صحيح بشواهده.
أولاً. شرح المفردات:
● مُروا: الأمر هنا من "أمر" بمعنى طلب الفعل والحث عليه وتعليمه.
● الصبيَّ: الولد الذكر أو الأنثى قبل البلوغ.
● بالصلاة: أي بتأدية الصلاة.
● إذا بلغ سبع سنين: أي عندما يتم السابعة من عمره.
● فاضربوه عليها: الضرب هنا ليس المقصود به الإيذاء أو التعذيب، بل هو ضرب التأديب غير المبرح، الذي يقصد منه التعليم والتربية.
ثانياً. شرح الحديث:
يُبيِّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المنهج التربوي المتدرج في تعويد الأبناء على الصلاة، وهي عمود الدين وأهم الفرائض بعد الشهادتين.
1- المرحلة الأولى (سبع سنين):
* عندما يصل الطفل إلى سن السابعة، يكون قد أصبح مميزاً، قادراً على الفهم والتمييز بين الأمور.
* الأمر هنا للأبوين والمربين بأن يبدؤوا بـ أمر الطفل بالصلاة، وحثه عليها، وترغيبه فيها.
* هذا الأمر يكون باللين والرفق والحكمة، من خلال التشجيع، والقدوة الحسنة، وشرح فضلها، ومكافئته عندما يصلي، واصطحابه إلى المسجد، وشراء ملابس prayer جميلة له... إلخ. فمرحلة السبع سنين هي مرحلة تعويد وترغيب.
2- المرحلة الثانية (عشر سنين):
* إذا بلغ الطفل العاشرة من عمره، وهو قريب من سن البلوغ، واستمر في التقصير أو التهاون في الصلاة بعد أن تم تعويده وترغيبه فيها، فإنه يدخل في مرحلة جديدة هي مرحلة التأديب.
* "فاضربوه عليها": الضرب هنا مشروط بشروط أهمها:
* أن يكون قد سبق الأمر والترغيب والتعليم.
* أن يكون الضرب غير مبرح، أي لا يسبب أذى أو جرحاً أو كسراً، بل يكون ضرباً خفيفاً يؤلم قليلاً للزجر والردع، كالضرب باليد على الرجلين مثلاً، مع تجنب الوجه والأماكن الحساسة.
* أن لا يكون أمام الناس، حفاظاً على كرامة الطفل.
* أن يقترن بالعتاب والتوجيه، كأن يقول الأب: "ألم آمرك بالصلاة؟"، ليربط الطفل بين التأديب وتقصيره.
ثالثاً. الدروس المستفادة منه:
1- أهمية الصلاة: الحديث يدل على العناية الفائقة بالصلاة، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتأديب من يتركها وهو صغير، فكيف بحال تاركها البالغ؟!
2- الحكمة في التربية: التربية الناجحة تكون بالتدرج، من السهولة إلى الصعوبة، ومن الترغيب إلى الترهيب عند الحاجة.
3- مسؤولية الأبوين: على الوالدين أن يهتما بهذا الأمر اهتماماً بالغاً، فلا يتساهلان في تقصير أبنائهم في الصلاة، فهي أمانة في أعناقهم.
4- الضرب وسيلة وليس غاية: الضرب هو آخر الدواء، وهو وسيلة للتأديب عند الضرورة وليس أسلوباً أساسياً للتعامل. الغاية هي تعليم الطفل وحمله على أداء الصلاة، لا إيذاؤه.
5- التفرقة بين مراحل العمر: لكل مرحلة عمرية معاملة تناسبها، فما يجوز مع الصغير لا يجوز مع الكبير، والعكس.
رابعاً. معلومات إضافية:
* هذا الحديث دليل على وجوب أمر الصبيان بالصلاة عند بلوغهم سبع سنين، وهذا من محاسن الدين الإسلامي الذي يعوِّد النشء على الطاعات منذ الصغر.
* الضرب المشروع هنا خاص بالصلاة لأنها أعظم الفروض، ولا يُقاس عليها غيرها من العبادات في وجوب الضرب عليها بهذه الصورة.
* على المربي أن يكون قدوة، فلا يأمر ابنه بالصلاة وهو يتهاون فيها، فإن فعل ذلك فقد أمر بالمنكر وترك المعروف.
نسأل الله أن يصلح ذرياتنا ويجعلهم قرة أعين لنا، ويوفقنا لتربيتهم تربية إسلامية صالحة.
والله أعلم.
تخريج الحديث
قال الترمذيّ: «حسن صحيح، وَسَبْرَةُ هو: أبن معبد الجهنيّ، ويقال: هو ابن عوسجة».
وقال النوويّ في «المجموع» (٣/ ١٠): حديث سبرة صحيح، رواه أبو داود والتِّرمذيّ وغيرهما بأسانيد صحيحة. قال الترمذيّ: «حسن». انتهى. كذا نقل عن الترمذيّ قوله: «حسن» والنسخة التي لدينا: «حسن صحيح».
قال الأعظمي: الصَّواب أن الحديث حسن، لأجل عبد الملك بن الربيع بن سَبْرَة فقد وثَّقه العجليّ، وضَعَّفه ابن معين، وقال الذّهبيّ: صدوق إن شاء الله تعالى. ومن طريقه رواه ابن خزيمة في صحيحه (١٠٠٢)، والحاكم (١/ ٢٥٨) وقال: «صحيح على شرط مسلم».
إِلَّا أن مسلمًا لم يحتج به وإنما أخرج له حديثًا واحدًا في المتعة متابعة. والحاكم لا يُفرّق بين الأصول والمتابعة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 599 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 574 كان النبي ﷺ يسوي مناكبنا في الصلاة
- 575 كنا نتقي هذا على عهد رسول الله
- 576 صلاة من صلى خلف الصف وحده
- 577 لا صلاة للذي خلف الصف
- 578 ركع قبل أن يصل إلى الصف
- 579 كان رسول الله يصلي من الليل في حجرته
- 580 قري في بيتك، فإن الله تعالى يرزقك الشهادة
- 581 لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوسًا
- 582 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا ترفع رأسها حتى...
- 583 صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة
- 584 صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بخمس وعشرين جزءًا
- 585 صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته خمسا...
- 586 صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة
- 587 تفضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمسا وعشرين صلاة
- 588 فضل الصلاة في الجماعة والصف الأول
- 589 فضل صلاة الرجل في الجمع على صلاته وحده خمسًا وعشرين...
- 590 من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى
- 591 من هم أن يحرق على المتخلفين عن صلاة الجماعة
- 592 ما أعرف من أمة محمد شيئًا إلا أنهم يصلون جميعًا
- 593 من يتخلف عن الجمعة أحرق بيته
- 594 من سَرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على الصلوات...
- 595 عليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية
- 596 هل تسمع النداء بالصلاة فأجب
- 597 هل تسمع النداء؟ لا أجد لك رخصة
- 598 مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين
- 599 مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين
- 600 إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم
- 601 إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد صليت
- 602 لا تصلوا صلاة في يوم مرتين
- 603 من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة غفر...
- 604 من يتصدق على هذا فيصلي معه
- 605 من يتجر على هذا فليصل معه
- 606 صلاة الفجر والعشاء أثقل على المنافقين
- 607 من صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى كله
- 608 من صلى الصبح فهو في ذمة الله
- 609 من صلى صلاة الغداة فهو في ذمة الله
- 610 تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون
- 611 رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة كرؤية القمر
- 612 من صلى البردين دخل الجنة
- 613 من صلى الفجر والعصر دخل الجنة
- 614 حافظ على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
- 615 ألا صلوا في الرحال في الليلة الباردة الممطرة
- 616 الصلاة في الرحال في اليوم المطير
- 617 أتيت رسول الله وقد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي
- 618 صَلُّوا في رحالكم في المطر
- 619 صَلُّوا في رحالكم في الليلة المَطيرة
- 620 صلوا في رحالكم
- 621 الصلاة في الرحال
- 622 عتبان بن مالك يدعو النبي لبناء مصلى في بيته
- 623 تعالَ فخُطَّ لي مسجدًا في داري أصَلِّي فيه
معلومات عن حديث: مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين
📜 حديث: مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








