حديث: هل تسمع النداء؟ لا أجد لك رخصة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حضور الجماعة على من سمع النداء

عن ابن أم مكتوم أنه سأل النَّبِيّ ﷺ فقال: يا رسول الله! إني رجل ضرير البصر، شاسع الدار، ولي قائد لا يلائمني. فهل لي رخصةٌ أن أصلِّيَ في بيتي؟ . قال: «هل تسمع النداء؟» قال: نعم، قال: «لا أجد لك رخصة».

حسن: رواه أبو داود (٥٥٢)، وابن ماجة (٧٩٢) كلاهما من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي
رَزين، عن ابن أم مكتوم فذكره.

عن ابن أم مكتوم أنه سأل النَّبِيّ ﷺ فقال: يا رسول الله! إني رجل ضرير البصر، شاسع الدار، ولي قائد لا يلائمني. فهل لي رخصةٌ أن أصلِّيَ في بيتي؟ . قال: «هل تسمع النداء؟» قال: نعم، قال: «لا أجد لك رخصة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن ابن أم مكتوم أنه سأل النَّبِيّ ﷺ فقال: يا رسول الله! إني رجل ضرير البصر، شاسع الدار، ولي قائد لا يلائمني. فهل لي رخصةٌ أن أصلِّيَ في بيتي؟ قال: «هل تسمع النداء؟» قال: نعم، قال: «لا أجد لك رخصة».
[رواه الإمام مسلم في صحيحه]


1. شرح المفردات:


● ضرير البصر: كفيف لا يبصر.
● شاسع الدار: بعيد المنزل عن المسجد.
● قائد لا يلائمني: دليل أو مرافق لا يناسبه ولا يوافقه في الطريق، وقد يكون بطيئًا أو غير متعاون.
● النداء: الأذان للصلاة.


2. شرح الحديث:


كان عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه -وهو من الصحابة الكرام وكان أعمى- يجد مشقة في الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة في الجماعة بسبب بعد داره عن المسجد، وكذلك بسبب عدم ملاءمة قائده (مرافقه) له، فسأل النبي ﷺ إن كان هناك رخصة له أن يصلي في بيته ويتخلف عن الجماعة.
فأجابه النبي ﷺ بسؤال: «هل تسمع النداء؟» أي: هل تسمع الأذان من مسجد الجماعة؟ فأجاب ابن أم مكتوم: نعم. فقال له النبي ﷺ: «لا أجد لك رخصة»، أي لا أجد لك عذرًا يبيح لك التخلف عن صلاة الجماعة في المسجد.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب صلاة الجماعة في المسجد على الرجال: الحديث يدل على وجوب حضور صلاة الجماعة في المسجد على الرجال القادرين، وأن سماع الأذان يقتضي وجوب الحضور.
2- عدم سقوط الجماعة بالمشقة المعتادة: المشقة الناتجة عن بعد الدار أو وجود مرافق غير ملائم لا تعتبر عذرًا مقبولاً للتخلف عن الجماعة، ما دام الإنسان قادرًا على الحضور.
3- العبرة بالسمع لا البصر: النبي ﷺ جعل الاعتبار في وجوب الحضور هو سماع النداء، فمن سمعه وجب عليه الحضور، وهذا يدل على أن العبرة بالسمع والقدرة على الحضور.
4- حرص الصحابة على الخير: ابن أم مكتوم رضي الله عنه سأل ليعرف الحكم الشرعي، ولم يتخلف حتى يسأل، مما يدل على حرصه على فعل ما يرضي الله تعالى.
5- التيسير لا يكون في ترك الواجبات: النبي ﷺ لم يجد رخصة له لأنه يستطيع الحضور مع المشقة، فالتيسير الشرعي إنما يكون في الرخصة عند وجود عذر حقيقي، لا عند وجود مشقة معتادة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- ابن أم مكتوم هو عبد الله بن أم مكتوم، cousin of خديجة بنت خويلد، وكان مؤذنًا للنبي ﷺ مع بلال رضي الله عنهما.
- هذا الحديث يستدل به العلماء على وجوب صلاة الجماعة في المسجد، وأنها فرض عين على الرجال القادرين.
- المشقة التي تسقط الجماعة هي المشقة غير المعتادة، كالمرض أو الخوف أو المطر الشديد، وأما مشقة بعد الدار أو صعوبة الطريق فهي مشقة معتادة لا تسقط الوجوب.
- من كان بعيدًا عن المسجد ولا يسمع الأذان، فلا تجب عليه الجماعة عند كثير من العلماء.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعيننا على أداء الصلاة مع الجماعة، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٥٢)، وابن ماجة (٧٩٢) كلاهما من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي
رَزين، عن ابن أم مكتوم فذكره.
وإسناده حسن، وأبو رَزين هو: مسعود بن مالك الأسدي ثقة فاضل من رجال مسلم.
وعاصم بن بهدلة»صدوق له أوهام حجة في القراءة«، وحديثه في الصحيحين مقرون.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا ابن خزيمة (١٤٨٠)، والحاكم (١/ ٢٤٧) من طريق عاصم به.
ورواه أيضًا أبو داود (٥٥٣)، والنسائي (٨٥٢) من طريق سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن أم مكتوم قال: يا رسول الله! إن المدينة كثيرةُ الهوام والسِّباع، فقال النَّبِيّ ﷺ: «أتسمع حيَّ على الصّلاة، حيَّ على الفلاح؟ قال: نعم، قال: «فحيَّ هلا» ولم يرخص له.
قال أبو داود: وكذا رواه القاسم الجرميّ، عن سفيان. وليس في حديثه «حيَّ هلا». وإسناده صحيح.
وصحَّحه ابن خزيمة (١٤٧٨) بعد أن رواه من طريق سفيان به مثله. ورواه أيضًا الحاكم (١/ ٢٤٦ - ٢٤٧) من طريق سفيان إِلَّا أنه أسقط «عبد الرحمن بن أبي ليلى» وقال: صحيح الإسناد إن كان ابن عابس سمع من ابن أم مكتوم.
قال الأعظمي: لم أجد من نص على أن عبد الرحمن بن عابس سمع من ابن أم مكتوم.
ورواه أيضًا هو واللّفظ له، والإمام أحمد (١٥٤٩١) وابن خزيمة (١٤٧٩) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن شداد، عن ابن أم مكتوم قال: إن رسول الله ﷺ استقل الناس في صلاة العشاء فقال: «لقد هممتُ أن آتي هؤلاء الذين يتخلفون عن هذه الصّلاة، فأحرق عليهم بيوتهم» فقام ابن أم مكتوم فقال: يا رسول الله! لقد علمت ما بي، وليس لي قائد، قال: «أتسمع الإقامة؟» قال: نعم، قال: «فاحضرها»، قال: يا رسول الله! إن بيني وبينها نخلًا وشجرًا. وليس لي قائد. قال: «أتسمع الإقامة؟ قال: نعم، قال: «فاحضرها«ولم يرخص له.
قال الحاكم: إسناده صحيح.
وأمّا ما رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: «من سمع النداء فلم يأته، فلا صلاة له إِلَّا من عذر».
فالصحيح أنه ضعيف أو موقوف.
رواه أبو داود (٥٥١)، وابن ماجة (٧٩٣)، وابن حبان (٢٠٦٤)، والحاكم (١/ ٢٤٥)، والبيهقي (٣/ ٥٧) كلّهم من طريق عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.
وعن عدي بن ثابت طريقان:
الأوّلى: ما رواه أبو جناب، عن مغراء العبدي عنه. وأبو جناب هو يحيى بن أبي حية الكلبي ضعيف.
ومغراء العبدي تكلّم فيه الذّهبيّ وغيره.
والرّواية الثانية: ما رواه هشيم بن بشر، عن شعبة، عن عدي بن ثابت بإسناده.
وأكثر أصحاب شعبة أوقفوه على ابن عباس.
قال البخاريّ في «التاريخ الكبير» (١/ ٢٣٣): «رفع بعضهم لا يصح».
وقد صحَّح وقفه الإمام أحمد والبيهقي وغيرهما.
انظر للمزيد: «المنة الكبري» (٢/ ٢٠ - ٢١) وذكرت فيه أيضًا حديث جابر بن عبد الله: «لا صلاة لجار المسجد إِلَّا في المسجد» وهو ضعيف أيضًا.
وفي الباب عن أبي موسى، وعلي بن أبي طالب وغيرهما، وكلها ضعيفة.
انظر: السنن الكبرى للبيهقي (٣/ ٥٧، ١٧٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 597 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هل تسمع النداء؟ لا أجد لك رخصة

  • 📜 حديث: هل تسمع النداء؟ لا أجد لك رخصة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هل تسمع النداء؟ لا أجد لك رخصة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هل تسمع النداء؟ لا أجد لك رخصة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هل تسمع النداء؟ لا أجد لك رخصة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب