حديث: صلاة الفجر والعشاء أثقل على المنافقين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل صلاتَي العشاء والفجر في الجماعة

عن أبي هريرة قال: قال النَّبِيّ ﷺ: ليس صلاة أثقلَ على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوًا، لقد هممتُ أن آمر المؤذِّن فيقيمَ، ثمّ آمر رجلًا يؤمَّ الناس، ثمّ آخد شًعلًا من نار فأُحَرِّق على من لا يخرجُ إلى الصّلاة بعدُ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٦٥٧)، ومسلم في المساجد (٦٥١/ ٢٥٢) كلاهما من طريق الأعمش، قال: حَدَّثَنِي أبو صالح، عن أبي هريرة، فذكر الحديث، واللّفظ للبخاريّ، وفي لفظ مسلم، ثمّ أنطلق مَعِي برجال معهم حُزَم من حَطَبٍ إلى قوم لا يشهدون الصّلاة، فأحرق
عليهم بيوتهم بالنار».

عن أبي هريرة قال: قال النَّبِيّ ﷺ: ليس صلاة أثقلَ على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوًا، لقد هممتُ أن آمر المؤذِّن فيقيمَ، ثمّ آمر رجلًا يؤمَّ الناس، ثمّ آخد شًعلًا من نار فأُحَرِّق على من لا يخرجُ إلى الصّلاة بعدُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «لَيْسَ صَلَاةٌ أَثْقَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنَ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ الْمُؤَذِّنَ فَيُقِيمَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يُؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ أَخُذَ شُعْلَةً مِنْ نَارٍ فَأُحَرِّقَ عَلَى مَنْ لَا يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ بَعْدُ».
رواه البخاري (657) ومسلم (651).


1. شرح المفردات:


● أثقل: الأصعب والأشق عليهم أداؤها.
● المنافقين: الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.
● حبوًا: الزحف على البطن أو على الأيدي والركب، وهو أقصى درجات المشقة في الحضور.
● هممت: قاربتُ أن أفعل وأعزمت عليه.
● المؤذن: الذي ينادي للصلاة.
● فيقيم: أي يُقيم الصلاة بعد الأذان.
● شعلاً من نار: قطعة خشب مشتعلة بالنار.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث حال المنافقين مع صلاتي الفجر والعشاء في الجماعة، فيذكر أن هاتين الصلاتين هما أشق الصلوات على المنافقين وأثقلها على قلوبهم، ويرجع ذلك إلى أسباب منها:
● وقت الفجر: يكون الإنسان في أطيب لحظات النوم وأشدها لذة.
● وقت العشاء: يكون الوقت ليلاً، وقد فرغ الناس من أعمالهم واستراحوا في بيوتهم.
ولهذا يتثاقل المنافقون عن الحضور إليهما، ويتهاونون في أدائهما مع الجماعة، لضعف إيمانهم ونفاقهم.
ثم بين النبي ﷺ الفضل العظيم والأجر الكبير المترتب على حضور هاتين الصلاتين، فقال: «وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا»، أي لو علم المنافقون -بل كل الناس- ما فيهما من الأجر والثواب، والفضل عند الله، لبادروا إليهما ولو زحفًا على وجوههم من شدة حرصهم على ذلك الأجر، وهذا يدل على عظم فضل صلاتي الفجر والعشاء في الجماعة.
ثم أخبر النبي ﷺ عن غضبه الشديد على المتخلفين عن صلاة الجماعة، فقال: «لَقَدْ هَمَمْتُ...»، أي عزمت وقاربت أن أفعل أمرًا حاسمًا مع المتخلفين، وهو:
1. أن آمر المؤذن أن يقيم الصلاة فورًا بعد الأذان، دون انتظار لحضور الناس (وهذا خلاف السنة المعروفة من الانتظار قليلاً لإتاحة الفرصة للحضور).
2. ثم آمر رجلاً آخر (غيري) أن يؤم الناس في الصلاة.
3. ثم آخذ حزمة من النار المشتعلة وأذهب إلى بيوت المتخلفين عن الصلاة وأحرقها عليهم.
وهذا همٌّ من النبي ﷺ، بمعنى أنه فكّر فيه وعزم عليه، ولكنه لم يفعله، وقد ترك النبي ﷺ تنفيذ هذا الهمّ لحكم عظيمة، منها:
- الرحمة بأمته والتيسير عليها.
- لأن الإحراق عقوبة ليس لها أصل في الشرع، فلم يشرعها الله.
- لئلا يُنفّر الناس من الدين، ويدخل فيه من لا يقصد الحق.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان شناعة النفاق وعظيم خطره: حيث يجعل صاحبها يتثاقل عن أفضل الطاعات.
2- عظم فضل صلاتي الفجر والعشاء في الجماعة: وأنهما من أفضل الصلوات وأكثرها أجرًا، وقد وردت نصوص كثيرة تبين فضلهما.
3- الحث على المحافظة على صلاة الجماعة: خاصة الفجر والعشاء، والحرص على عدم التخلف عنهما.
4- بيان غيرة النبي ﷺ على شعائر الله: وغضبه الشديد على من يتهاون في أداء الصلوات مع الجماعة.
5- أن الهمّ لا يؤاخَذ به الإنسان ما لم يتكلم أو يعمل: فقد همّ النبي ﷺ بشيء ثم تركه.
6- الحكمة من ترك التنفيذ: أن النبي ﷺ ترك ذلك رحمة بالأمة ودفعًا للحرج عنها، وهو قدوة في الرحمة والتيسير.
7- تحذير شديد من التهاون في صلاة الجماعة: والتخلف عنها بدون عذر شرعي.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● فضل صلاة الفجر والعشاء: ورد في فضلهما أحاديث كثيرة، منها قوله ﷺ: «مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ نِصْفِ لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ» رواه مسلم.
● حكم صلاة الجماعة: ذهب جمهور العلماء إلى أنها فرض كفاية على الرجال، وذهب بعضهم إلى أنها فرض عين، وهذا الحديث من أقوى أدلتهم.
● الوعيد الشديد على التخلف عن الجماعة: فهو من علامات النفاق
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأذان (٦٥٧)، ومسلم في المساجد (٦٥١/ ٢٥٢) كلاهما من طريق الأعمش، قال: حَدَّثَنِي أبو صالح، عن أبي هريرة، فذكر الحديث، واللّفظ للبخاريّ، وفي لفظ مسلم، ثمّ أنطلق مَعِي برجال معهم حُزَم من حَطَبٍ إلى قوم لا يشهدون الصّلاة، فأحرق
عليهم بيوتهم بالنار».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 606 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة الفجر والعشاء أثقل على المنافقين

  • 📜 حديث: صلاة الفجر والعشاء أثقل على المنافقين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة الفجر والعشاء أثقل على المنافقين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة الفجر والعشاء أثقل على المنافقين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة الفجر والعشاء أثقل على المنافقين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب