حديث: كان رسول الله يُوتر على البعير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أداء صلاة الوتر على الدابة

عن سعيد بن يسار قال: كنت أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة قال سعيد: فلمّا خشيتُ الصبح، نزلتُ فأوترتُ، ثمّ أدركتُه، فقال لي عبد الله بن عمر: أين كنتَ؟ فقلت له: خشيتُ الصبحَ، فنزلتُ فأوترتُ، فقال عبد الله: أليس لك في رسول الله أُسوَةٌ؟ فقلت: بلى. والله! فقال: إن رسول الله ﷺ كان يُوتر على البعير.

متفق عليه: رواه مالك في صلاة الليل (١٥) عن أبي بكر بن عمر، عن سعيد بن يسار به مثله.

عن سعيد بن يسار قال: كنت أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة قال سعيد: فلمّا خشيتُ الصبح، نزلتُ فأوترتُ، ثمّ أدركتُه، فقال لي عبد الله بن عمر: أين كنتَ؟ فقلت له: خشيتُ الصبحَ، فنزلتُ فأوترتُ، فقال عبد الله: أليس لك في رسول الله أُسوَةٌ؟ فقلت: بلى. والله! فقال: إن رسول الله ﷺ كان يُوتر على البعير.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

نص الحديث:


عن سعيد بن يسار قال: كنت أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة قال سعيد: فلمّا خشيتُ الصبح، نزلتُ فأوترتُ، ثمّ أدركتُه، فقال لي عبد الله بن عمر: أين كنتَ؟ فقلت له: خشيتُ الصبحَ، فنزلتُ فأوترتُ، فقال عبد الله: أليس لك في رسول الله أُسوَةٌ؟ فقلت: بلى. والله! فقال: إن رسول الله ﷺ كان يُوتر على البعير.

1. شرح المفردات:


● خشيت الصبح: خفت أن يطلع الفجر وأنا لم أوتر بعد.
● نزلت فأوترت: نزلت من دابتي لأصلي صلاة الوتر.
● أليس لك في رسول الله أسوة؟: أليس لك في رسول الله قدوة وحجة تحتذي بها؟
● يوتر على البعير: كان يصلي صلاة الوتر وهو راكب على بعيره، لا ينزل عنه.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر سعيد بن يسار أنه كان مسافرًا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في طريق مكة، وعندما اقترب وقت الفخشية من طلوع الفجر، نزل من دابته ليصلي صلاة الوتر خشية أن يفوته وقتها، ثم لحق بابن عمر. فسأله ابن عمر عن سبب تأخره، فأخبره أنه نزل ليوتر، فأنكر عليه ذلك، وأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر وهو على بعيره، أي دون الحاجة إلى النزول.

3. الدروس المستفادة منه:


● جواز صلاة النافلة على الراحلة في السفر: الحديث دليل على مشروعية صلاة النافلة، ومنها الوتر، على الدابة في السفر، تيسيرًا من الله تعالى على المسافرين.
● الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع الأحوال: حيث بيّن ابن عمر رضي الله عنه أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة والأسوة، ولا ينبغي للمسلم أن يترك ذلك ويشق على نفسه.
● مراعاة التيسير ورفع الحرج في العبادات: الشرع الحنيف جاء بالتيسير وعدم التشديد، خاصة في حال السفر.
● اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بتعليم الناس وتصحيح أخطائهم: حيث لم يسكت ابن عمر عن خطأ سعيد، بل نصحه وعلّمه السنة.
● فضل المبادرة إلى صلاة الوتر قبل طلوع الفجر: حيث بادر سعيد بن يسار إلى صلاته خوفًا من فوات وقتها.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- صلاة الوتر سنة مؤكدة، وأقلها ركعة واحدة، وأكثرها إحدى عشرة ركعة.
- وقت الوتر من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.
- المسافر يصلي النوافل على راحلته، مستقبل القبلة أو غير مستقبلها، حسب استطاعته.
- هذا الحديث من الأدلة على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر في السفر على راحلته، مما يدل على حرصه على هذه السنة وعدم تركها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في صلاة الليل (١٥) عن أبي بكر بن عمر، عن سعيد بن يسار به مثله.
ورواه البخاريّ في الوتر (٩٩٩) عن إسماعيل بن أبي أويس، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٠٠/ ٣٦) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به مثله.
وأبو بكر بن عمر هو: ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب. وفي رواية: كان رسول الله ﷺ يُسبّح على الرّاحلة قِبَل أي وجه توجَّه ويُوتر عليها غير أنه لا يصلِّي عليها المكتوبة.
رواه البخاريّ (١٠٩٨) قال: وقال اللَّيثُ: «وهو عطف على السابق» قال: حَدَّثَنِي يونس، عن ابن شهاب، قال: قال سالم: كان عبد الله يُصلي على دابته من اللّيل وهو مسافر، ما يبالي حيث ما كان وجهه. قال ابن عمر: وكان رسول الله ﷺ يُسبح على الراحلة فذكره واللّفظ للبخاريّ. ورواه مسلم (٣٩) عن ابن وهب، عن يونس ولم يذكر فيه فعلَ ابنِ عمرَ.
ورواه أيضًا البخاريّ (١٠٠٠) من وجه آخر عن جُوَيرِية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر
قال: كان النَّبِيّ ﷺ يُصلِّي في السفر على راحلته، حيث توجهتْ به يومئُ إيماء صلاةَ الليل إِلَّا الفرائض، ويُوتر على راحلته.
وقوله: «يوتر على راحلته» دليل للجمهور على أن الوتر ليس بواجب ولذا جاز أداؤه على الراحلة.
قال الطحاويّ: «ذُكر عن الكوفين أن الوتر لا يُصلَّى على الراحلة، وهو خلاف السنة الثابتة واستدل بعضهم برواية مجاهد أنه رأي ابن عمر نزل فأوتر. وليس ذلك بمعارض لكونه أوتر على الراحلة؛ لأنه لا نزاع أن الصّلاة على الأرض أفضل. وروى عبد الرزّاق من وجه آخر أن ابن عمر كان يوتر على راحلته. وربما نزل فأوتر» انتهى. انظر: «الفتح» (٢/ ٤٨٨، ٤٨٩).
قال الأعظمي: وعليه يُحمَل حديث جابر بن عبد الله مع ضعف فيه: كان رسول الله ﷺ يصلِّي في السفر حيث توجهتْ به راحلتُه، فإذا أراد المكتوبة أو الوتر أناخ فصلَّى بالأرض. رواه ابن خزيمة (١٢٦٣) عن يعقوب الدورقيّ، نا محمد بن مصعب، نا الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر بن عبد الله فذكره.
وإسناده ضعيف: محمد بن مصعب القُرقُسائي - بقافين قال فيه النسائيّ: ضعيف، وقال الخطيب: كان كثير الغلط لتحديثه من حفظه، وقال ابن حبَّان: ساء حفظه، وعلى صحة إسناده يقال فيه: من الجائز أن بنيخ راحلته فيوتر على الأرض، فإن النَّبِيّ ﷺ فعل الفعلين، وهذا من الاختلاف المباح مع أن أخبار ابن عمر في وتر النَّبِيّ ﷺ على الراحلة أكثر أسانيد وأثبت وأصح من خبر جابر كما قال ابن خزيمة.
وفي معناه ما رُوي عن ابن عباس أن النَّبِيّ ﷺ كان يوتر على راحلته، رواه ابن ماجة (١٢٠١) عن محمد بن يزيد الأَسْفاطيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو داود، قال: حَدَّثَنَا عبَّاد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وفيه عبَّاد بن منصور أكثر الأئمة على تضعيفه مع اتهامه بالتدليس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1010 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله يُوتر على البعير

  • 📜 حديث: كان رسول الله يُوتر على البعير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله يُوتر على البعير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله يُوتر على البعير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله يُوتر على البعير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب