حديث: صلاة من يسرق لا تنفعه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء أن الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
حسن: رواه البزّار»كشف الأستار (٧٢٢) عن محمد بن موسى الحرشيّ، ثنا زياد بن عبد الله، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني، وهو حديث صحيح.
شرح الحديث:
الراوي: هو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
الموقف: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو له حال شخص آخر.
نص الحديث:
«عن جابر قال: قال رجلٌ للنَّبيّ ﷺ: إنَّ فلانًا يصلي، فإذا أصبح سرق، قال: سينهاه ما تقول».
1. شرح المفردات:
* يصلي: أي يؤدي الصلاة المفروضة في أوقاتها.
* أصبح: دخل في وقت الصباح، أي بعد أن ينتهي من صلاته.
* سرق: اقترف فعل السرقة، وهو أخذ مال الغير خفية بغير حق.
* سينهاه: سيمنعه ويحول بينه وبين فعله السيء.
* ما تقول: أي صلاته التي تصفها بها (أو ذنبه الذي تفعله).
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي جابر رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مستغرباً ومنكراً حال شخص يعرفه، حيث قال: إن هذا الرجل يؤدي الصلاة ويحافظ عليها، ولكنَّه مع ذلك يفعل كبيرة من كبائر الذنوب وهي السرقة! فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم جواباً حكيماً ومليئاً بالمعاني، فقال: «سينهاه ما تقول»، أي أن هذه الصلاة التي يصليها ستمنعه -عاجلاً أم آجلاً- عن الاستمرار في فعل هذه المعصية، وسترده إلى الرشد والصواب.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة الصلاة وفضلها: الحديث يبين المكانة العظيمة للصلاة في الإسلام، فهي ليست مجرد حركات وسكنات، بل هي عماد الدين، وهي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر كما قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت: 45]. فالصلاة الحقيقية الخاشعة لابد أن تترك أثراً في حياة المصلي وتصرفه.
2- التأثير التدريجي للطاعة: قد لا يظهر أثر الصلاة على الشخص فوراً، ولكنها تعمل في نفسه عمل الدواء، تزكيها وتطهرها شيئاً فشيئاً، حتى تنتصر روح الطاعة على هوى المعصية. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل "قد نهاه" بل قال "سينهاه" مما يدل على أن الأثر قد يتأخر ولكن حتماً سيحصل.
3- الحكمة في الرد على المستغربين: لم يوبخ النبي صلى الله عليه وسلم الرجل السارق مباشرة، ولم يقل للشاكي "اتركه وشأنه"، بل وجه النظر إلى الجانب الإيجابي وهو المحافظة على الصلاة، وبشر بأن هذا الخير سينتصر في النهاية. وهذا من حكمته صلى الله عليه وسلم في الدعوة والتعليم.
4- عدم اليأس من إصلاح الناس: لا ينبغي للمسلم أن ييأس من هداية من يراه مقصراً أو عاصياً، ما دام فيه خير كالمحافظة على الصلاة. فرب عمل صالح هو سبب في الهداية لاحقاً.
5- التفاؤل وانتظار الفرج: الجملة النبوية "سينهاه" تحمل في طياتها بشارة وأملًا و تفاؤلاً بمستقبل أفضل لذلك العاصي، مما يشيع روح التفاؤل والأمل في المجتمع المسلم.
6- عدم الطعن في أهل القبلة: الحديث يعلمنا not to hastily judge people who maintain their prayers, even if they fall into sin. The prayer is a sign of faith that is expected to eventually prevail.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث يرد على من يستغرب من مصلٍّ يقع في معصية، ويظن أن هذا تناقض. والجواب أن الإنسان قد يجتمع فيه الخير والشر، ولكن الخير -وخاصة الصلاة- هو الأصل وهو الذي سينتصر بإذن الله.
* يدل الحديث على أن ترك الصلاة أعظم عند الله من السرقة، لأن الرجل شكى من الجمع بينهما، فبشر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الصلاة ستهزم السرقة، مما يعني أن التمسك بالصلاة هو المنطلق الأساسي للإصلاح.
* يجب على المسلم أن يجتهد في إتقان صلاته وإخلاصها لله تعالى حتى تؤتي ثمارها فينهى صاحبه عن الفحشاء والمنكر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ورواه أيضًا (٧٢١) عن يوسف بن موسى، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: أُراه عن جابر، فذكره.
»قال البزّار: «وهذا اختلف فيه كما ترى».
قال الأعظمي: لم يختلف في الإسناد الأوّل، وزياد بن عبد الله هو الطفل البكائيّ العامريّ من رجال الشّيخين، ولم يشك فيه الأعمش بأن هذا الحديث من مسند جابر، وكذلك رواه قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، بدون شك.
رواه ابن أبي الدُّنيا في «التهجّد» (٣٨٢) عن عليّ بن الجعد، أخبرنا قيس بن الربيع، بإسناده.
ولكن قيس بن الرّبيع تغيّر لما كبر، وأدخل عليه ابنُه ما ليس من حديثه فحدَّث به، ولعل الاختلاف الذي وقع في شيخ الأعمش يعود إليه ولكن من حيث الجملة أنه تابع في جعل الحديث من مسند جابر بدون شك، ولا بعد أن يكون للأعمش فيه شيخان، كما لا يبعد أن يكون لأبي صالح فيه شيخان من الصّحابة، وهما أبو هريرة وجابر، والله تعالى أعلم.
قوله: «سينهاه ما تقول» قال ابن حبان: «إنَّ العرب تضيفُ الفعل إلى نفسه، كما تضيف إلى الفاعل، أراد النَّبِيّ ﷺ أن الصّلاة إذا كانت على الحقيقة في الابتداء والانتهاء يكون المصلي مجانبًا للمحظورات معها، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾. انتهى.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1005 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 980 من صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم
- 981 صلاة الرجل قاعدا على نصف الصلاة
- 982 يُصَلِّي متربِّعًا
- 983 من نام عن حزبه فقرأه بين الفجر والظهر كتب له...
- 984 من نوى قيام الليل فغلبه النوم كتب له ما نوى.
- 985 من يغلبه النوم عن صلاة الليل كتب له أجرها
- 986 النَّبِيّ ﷺ اشتكى فلم يَقُم ليلةً أو ليلتين.
- 987 كان النبي ﷺ إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام...
- 988 سألت الله أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها
- 989 لا أعلم نبي الله قرأ القرآن كله في ليلة
- 990 إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد
- 991 إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ
- 992 إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن فليضطجع
- 993 أيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع
- 994 الدائم أحب العمل إلى رسول الله ﷺ
- 995 أي الأعمال أحب إلى الله؟ أدومها وإن قل
- 996 خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى...
- 997 أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل
- 998 خذوا من العمل ما تطيقون فالله لا يمل حتى تملوا
- 999 حلوا ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد
- 1000 صُم وأفطِر وقُم ونَمُ فإن لنفسك حقًا
- 1001 من اقتدي بي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس...
- 1002 يا عثمان إن لأهلك عليك حقا ولضيفك عليك حقا ولنفسك...
- 1003 إن من سنتي أن أصلي وأنام، وأصوم وأطعم، وأنكح وأطلق
- 1004 إنه سينهاه ما تقول
- 1005 صلاة من يسرق لا تنفعه
- 1006 خمس صلوات كتبهن الله على العباد
- 1007 إن الله وتر يحب الوتر
- 1008 أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر
- 1009 صلاة الوتر بين العشاء والفجر
- 1010 كان رسول الله يُوتر على البعير
- 1011 كان النبي يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه
- 1012 اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا
- 1013 لا وتران في ليلة
- 1014 عن عائشة: أوتر رسول الله ﷺ من كل الليل وانتهى...
- 1015 اغتسل رسول الله أول الليل وربما في آخره
- 1016 من كل الليل قد أوتر رسول الله ﷺ
- 1017 من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله
- 1018 أخذ هذا بالحزم وأخذ هذا بالقوة
- 1019 أخذت بالوثقى وأخذت بالقوة
- 1020 صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونوم على...
- 1021 صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى وألا أنام...
- 1022 أوصاني بصلاة الضحى، وبالوتر قبل النوم، وبصيام ثلاثة أيام من...
- 1023 أوتروا قبل أن تصبحوا
- 1024 مَن أدرك الصبحَ فلم يوتر فَلا وِتْر له
- 1025 بادروا الصبح بالوتر
- 1026 أوتروا قبل طلوع الفجر
- 1027 من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا أصبح أو...
- 1028 كان يُصلي ثلاث عشرة ركعة يُصلي ثمان ركعات ثم يُوتر
- 1029 عن أبي أمامة: كان رسول الله ﷺ يُوتر بِتِسع
معلومات عن حديث: صلاة من يسرق لا تنفعه
📜 حديث: صلاة من يسرق لا تنفعه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صلاة من يسرق لا تنفعه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صلاة من يسرق لا تنفعه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صلاة من يسرق لا تنفعه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








