حديث: إن الله وتر يحب الوتر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تأكيد الوتر وأنه سنة وليس بواجب

عن أبي هريرة عن النَّبِيّ ﷺ قال: «إنَّ الله وِتر يحبُّ الوتر».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الدعوات (٦٤١٠)، ومسلم في الذكر (٢٦٧٧) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النَّبِيّ ﷺ، وأول الحديث: «لله تسعةٌ وتسعون اسمًا من حفظها دخل الجنّة».

عن أبي هريرة عن النَّبِيّ ﷺ قال: «إنَّ الله وِتر يحبُّ الوتر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ».
أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب التوحيد، باب قول النبي ﷺ: "إن الله وتر يحب الوتر")، ومسلم في صحيحه (كتاب الصلاة، باب استحباب صلاة الوتر).


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


* وِتْرٌ: كلمة "الوتر" في أصل اللغة تعني الفرد، أي العدد المفرد الذي لا ينقسم إلى شقين متساويين (مثل 1، 3، 5، 7...)، وهو ضد الشفع (الزوجي).
* يُحِبُّ: المحبة هنا صفةٌ لله تعالى تليق بجلاله وعظمته، لا تشبه محبة المخلوقين، فهي محبة حقيقية لكننا لا نعلم كيفيتها.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن صفة من صفات الله تعالى، وهي أنه وِتْرٌ (فردٌ في ذاته وصفاته وأفعاله)، وأن هذه الصفة تتعلق بمحبته تعالى، فهو يحب كل ما يتصف بالوترية والفردية، مما ينعكس على تشريعه لعباده وأمره لهم بما يحبه.
والمعنى يشمل جانبين عظيمين:
* الجانب الأول (عقيدي): وصف الله تعالى بالوتر، أي أنه الفرد الصمد الذي لا شريك له، ولا نظير ولا مثيل له في ذاته أو صفاته أو ألوهيته أو ربوبيته. فهو الواحد الأحد، المنفرد بكمال الجلال والجمال.
* الجانب الثاني (تشريعي عملي): لأن الله تعالى متصف بالوترية، فإنه يحب الوتر من الأعمال الصالحة التي يأمر بها عباده، وأشهرها وأعظمها صلاة الوتر، وهي الصلاة التي تختم بها صلاة الليل، وتكون بعدد ركعات فردية (ركعة، أو ثلاث، أو خمس... إلخ).

# 3. الدروس المستفادة والفوائد العظيمة:


1- إثبات صفة المحبة لله تعالى: على الوجه اللائق به سبحانه، دون تشبيه أو تعطيل.
2- إثبات تفرد الله تعالى وكمال وحدانيته: فهو الوتر الذي لا ثاني له، وهذا أصل عظيم من أصول العقيدة الإسلامية.
3- الحث على محبة ما يحبه الله: فإذا كان الله يحب الوتر، فيجب على المسلم أن يحرص على الأخذ بهذه السنة والعمل بها طلباً لمحبة الله ورضاه.
4- التشجيع على صلاة الوتر: الحديث من أعظم الأدلة على فضل صلاة الوتر واستحبابها، بل على وجوب المحافظة عليها، فهي من الأمور المحبوبة إلى الله والتي تتعلق باسم من أسمائه وصفة من صفاته.
5- شمول معنى "الوتر" لغير الصلاة:رغم أن الحديث ورد في سياق الصلاة، إلا أن العلماء يستدلون به على استحباب الوتر في سائر العبادات والقربات عند الإمكان، كأن يختم المسلم تلاوة القرآن على وتر (على سورة فردية)، أو أن يدعو بدعوات فردية، ونحو ذلك، تأسياً بما يحبه الله.
6- ربط العبادات بأسماء الله وصفاته: هذا الحديث نموذج رائع يربط بين التشريع العملي (صلاة الوتر) وبين صفة الله تعالى (الوتر)، مما يزيد العبادة معنى وقرباً وإخلاصاً.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم صلاة الوتر: جمهور العلماء على أنها سنة مؤكدة يحرص عليها المسلم، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها، ولكن الراجح أنها سنة وليست فرضاً، لكنها من أعظم السنن.
* وقت صلاة الوتر: من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.
* أقلها وأكثرها: أقل الوتر ركعة واحدة، وأكثره إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة، يصليها المسلم مثنى مثنى (ركعتين ركعتين) ثم يختم بركعة واحدة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحب ما يحبه، ويوفقنا للعمل بما يرضيه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الدعوات (٦٤١٠)، ومسلم في الذكر (٢٦٧٧) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النَّبِيّ ﷺ، وأول الحديث: «لله تسعةٌ وتسعون اسمًا من حفظها دخل الجنّة».
ثمّ قال: «إنَّ الله وتر يحب الوتر» واللّفظ لمسلم، وزاد البخاريّ: «مائة إِلَّا واحدًا»، وهذه الزيادة ذكرها أيضًا مسلم ولكن من وجه آخر عن عبد الرزّاق، عن معمر، عن أيوب، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1007 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله وتر يحب الوتر

  • 📜 حديث: إن الله وتر يحب الوتر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله وتر يحب الوتر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله وتر يحب الوتر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله وتر يحب الوتر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب