حديث: من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا أصبح أو ذكره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قضاء الوتر

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «من نام عن وتره، أو نسيه فليصله إذا أصبح أو ذكره».

صحيح: رواه أبو داود (١٤٣١) عن محمد بن عوف، حدثنا عثمان بن سعيد، عن أبي غسان محمد بن مطرف المدني، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد فذكره.

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «من نام عن وتره، أو نسيه فليصله إذا أصبح أو ذكره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وإليك شرحه وبيانه على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● نام عن وتره: أي فاته وقت صلاة الوتر بسبب النوم.
● أو نسيه: أي تركه نسياناً دون قصد.
● فليصله: أي فليقضه ويصله بالنهار.
● إذا أصبح: أي عند دخول وقت الصباح.
● أو ذكره: أي عندما يتذكر أنه لم يصلها.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم إذا فاتته صلاة الوتر إما بسبب النوم العمق الذي منعه من الاستيقاظ لها، أو بسبب النسيان وعدم تذكرها، فإنه يقضي هذه الصلاة في وقت النهار عندما يستيقظ من نومه أو عندما يتذكر أنه لم يؤدها.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- مشروعية قضاء الوتر: ذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة إلى مشروعية قضاء صلاة الوتر إذا فاتت بسبب نوم أو نسيان.
2- وقت القضاء: يكون قضاؤها في الضحى، والأفضل أن يكون قبل صلاة الظهر، ويجوز حتى قبل صلاة العصر.
3- كيفية القضاء: من فاته الوتر يقضيه على صفة الأداء، فيصلي ركعات فردية (واحدة أو ثلاث أو أكثر) بتسليمة واحدة.
4- الرفق بالأمة: الحديث يدل على يسر الشريعة ورفقها بالمسلمين، حيث جعلت لهم مخرجاً إذا فاتتهم العبادة بسبب أسباب خارجة عن إرادتهم.
5- فضل المبادرة: يستحب المبادرة إلى قضائها عند التذكر أو الاستيقاظ، وعدم التأخير.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- صلاة الوتر سنة مؤكدة وليست فرضاً عند جمهور العلماء، لكنها من أعظم السنن الرواتب.
- وقت الوتر من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.
- الأفضل أن يكون الوتر آخر صلاة الليل، لكن إذا خاف ألا يستيقظ آخر الليل، فالأفضل أن يوتر قبل نومه.
- من نام عن الوتر أو نسيه فقضاؤه في النهار يكون مشروعاً، لكن لا يكون له نفس فضل أدائه في الليل.
أسأل الله أن يجعلنا من المحافظين على الصلوات، والمقتدين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٤٣١) عن محمد بن عوف، حدثنا عثمان بن سعيد، عن أبي غسان محمد بن مطرف المدني، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد فذكره. وإسناده صحيح.
وأخرجه الحاكم (١/ ٣٠٢)، وعنه البيهقي (٢/ ٤٨٠) من وجه آخر عن عثمان بن سعيد (بن كثير بن دينار) عن أبي غسان به مثله.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: هذا الإسناد أصح ما روي به هذا الحديث.
وله أسانيد أخرى ضعيفة منها ما رواه الترمذي (٤٦٥)، وابن ماجه (١١٨٨) كلاهما من حديث
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، به مثله.
وعبد الرحمن بن زيد ضعيف، أهل الحديث لا يحتجون به.
إلى هذا أشار محمد بن يحيى، ولكن لا تعارض بين الحديثين فحديث أبي سعيد الأول «أوتروا قبل أن تصبحوا» يدل على أن وقت صلاة الوتر ينتهي بطلوع الفجر، فمن تعمد، ولم يوتر قبل طلوع الفجر فلا وتر له، والحديث الثاني يدل على أنَّ من نام عن وتره، أو نسيه فليصلها إذا ذكرها، أي: قضاءً؛ لأنَّ وقته قد خرج وعليه يحمل حديث ابن عمر السابق وإذا كان عبد الرحمن بن زيد بن أسلم واه، فله إسناد آخر صحيح كما سبق.
قال محمد بن نصر بعد أن روى حديث أبي سعيد: «والذي ذهب إليه جماعة من أصحابنا أن من طلع عليه الفجر، ولم يوتر، فإنه يوتر ما لم يُصلِّ الغداةَ اتِّباعًا للأخبار التي رُوِيت عن أصحاب النبي ﷺ أنَّهم أوتروا بعد الصبح، وقد رُويَ عن النبي ﷺ أيضًا أنه أوتَرَ بعد ما أصبح، فإذا صلَّى الغداةَ. فإن جماعة من أصحابنا قالوا: لا يقضي الوتر بعد ذلك، وقد رُويَ ذلك عن جماعة من المتقدِّمين أيضًا إلى هذا ذهب الشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم من أصحابنا». «كتاب الوتر» (ص ١٥٦).
وقال أيضًا: «والذي أقول به أنه يُصلي الوتر ما لم يُصل الغداة. فإذا صلَّى الغداة فليس عليه أن يقضيه بعد ذلك، وإن قضاه على ما يقضي التطوع فحسن. قد صلى رسول الله ﷺ الركعتين قبل الفجر بعد طلوع الشمس في الليلة التي نام فيها عن صلاة الغداة حتى طلعت الشمس، وقضى الركعتين اللتين كان يُصليهما بعد الظهر بعد العصر في اليوم الذي شُغل فيه عنهما. وقد كانوا يقضون صلاة الليل - إذا فاتتهم بالليل - نهارًا فذلك حسن، وليس بواجب»، «كتاب الوتر» (١٦٤).
وأما ما رُوي عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يُصبح فيوتر، ففيه أبو نَهيك مختلف في توثيقه فجهله ابن عبد البر ووثقه غيره، كما أن فيه انقطاعا فإنه لم يثبت سماعه عن عائشة.
رواه الإمام أحمد (٢٦٠٥٨)، والطبراني في «الأوسط» (٢١٥٣)، والبيهقي (٢/ ٤٧٩) كلهم من طريق ابن جريج قال: أخبرني زياد (وهو ابن سعد الخراساني) أن أبا نَهيك أخبره أن أبا الدرداء كان يخطب الناسَ أن لا وتر لمنْ أدرك الصبحَ فانطلق رجال من المؤمنين إلى عائشة، فأخبروها، فقالت: كان رسول الله ﷺ يُصبح فيوتر. انتهى.
ورواه البيهقي أيضًا من حديث حاتم بن سالم البصري، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: ربما رأيتُ النبي ﷺ يُوتر، وقد قام الناس لصلاة الصبح.
قال البيهقي: تفرد به حاتم بن سالم البصري، ويقال له الأعرجي، وحديث ابن جريج أصح من ذلك.
ورواه أيضًا بإسناده عن ابن عمر أن النبي ﷺ أصبح فأوتر. قال: كذا وجدتُه في الفوائد الكبير.
ثم رواه عن أبي مجلز قال: أصبح ابن عمر، ولم يوتر، أو كان يُصبح ثم أوتر. وهذا أشبه. انتهى. يعني الموقوف أصح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1027 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا أصبح أو ذكره

  • 📜 حديث: من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا أصبح أو ذكره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا أصبح أو ذكره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا أصبح أو ذكره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا أصبح أو ذكره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب